Beautiful Mind
الأعزاء (f)(f)

قرأت هذا الموضوع لأول مرة اليوم في مقال لمحمد الباز في الفجر ، ففكرت في طرحه للحوار مشفقا من كتابة الموضوع نفسه حتى وجدته الأن فشكرا لبيونقل مايند
سأكون الآن موجزا ولي عودة بعد قراءة المداخلات .
أن كل الأديان الإبراهيمية تدعي احتكار الحقيقة المطلقة طبقا لزعمها ، و بالتالي ستكون أحكامها سلبية تجاه مخالفيها غير ذلك تجمل و إدعاء ، المشكلة كلها حول ما نرتبه على هذا الإختلاف .
هذا هو اجتهادي الشخصي الذي أطرحه كغيره من كتاباتي نتيجة تجربتي و ملاحظاتي الخاصة،و بالمناسبة يمكن للمتشككين كزميلنا العزيز ... البحث في الشبكة كلها أو في أي مصدر عن مثل هذه الرؤية ، إلا ان تكون منقولة عن بهجت .
الموقف الأول : قبول التنوع كظاهرة بشرية طبيعية ، و هذا يستدعي اتخاذ موقف محايد تماما و عدم محاكمة عقائد الآخرين و بالتالي عدم الحكم عليها سلبا او ايجابا ، هذا الموقف هو ما يمكن أن نطلق عليه tolerence ،و يولد ما أراه النموذج العلماني secular paradigm
التسامح مع عقائد الآخرين التي نراها خاطئة كنوع من غفران الخطأ وطلب الهداية للآخرين ، وهو ما يمكن ان نطلق عليه forgiveness ، وهذا هو موقف الكنائس المسيحية بشكل عام ،ويولد ما أراه النموذج اللاهوتي ecclesiastical paradigm.
السعي إلى الاستفادة بالتجارب الروحية و الفكرية لأصحاب الديانات و الفلسفات المختلفة ، في إطار الأخوة البشرية ،وهذا ما يمكن أن نعرفه بأنه التسامي sublimation، وهذا الموقف الفكري يولد ما أطلق عليه في كل كتاباتي النموذج الليبرالي liberal paradigm.
محاكمة عقائد الآخرين طبقا لمقاييسنا و مفهومنا عن الحقيقة ،و بالتالي إطلاق الأحكام الدينية ضد المخالف ، هذه الأحكام إما ان تكون البراءة أو الإدانة وهنا تعني التكفير بمتلازماته العقائدية و الفقهية ( القتل و السبي و استحواز الموال و التنكيل ... الخ ) و هذا هو النموذج الجهادي الأصولي ،وهو موقف الإسلاميين كلهم ، لا فرق بينهم سوى في تقدير شروط التمكين و المصلحة ، و يمكن ان نطلق عليه النموذج الأصولي fundamentalism ( Jihadi ) paradigm.
هذا يذهب بنا إلى نتيجة نهائية ..
لن يمكن أبدا تحقيق المواطنة الحقيقية لأي مجموعة دينية أو مذهبية أو فكرية أو سياسية مخالفة في أي مجتمع إسلامي أو مسيحي أو يهودي يقوم على الدين ، هذه المواطنة لا يمكن تحقيقها سوى في إطار مجتمع مدني علماني يقوم على فصل الدين عن الدولة غير ذلك نوع من الدجل و تلاعب بالعقول في زمن يقل فيه العجول التي تقبل هذا الخداع .
تحياتي للجميع .