الاقتتال على السماء أفقدنا الأرض . أنطوان سعادة .
يدعي محمد عمارة في بيانه أنه فوجئ بوجود عبارة إباحة الدم موجودة ضمن المنقول عن كتاب أبو حامد الغزالي ،و أنه لم يقرأها قبل نشرها لثقته في علم الغزالي ، وهو يقول ذلك في بجاحة لا يحسد عليها كما لو كان يحرر كتبه وهو مسطول ، و لكن الذي أغفله عمارة أنه و خارج الاسنشهاد بالغزالي قال بالحرف الواحد و على لسانه هو ( محمد عمارة ) :"
بأن الأصل المقطوع به أن من كذب محمدا فهو كافر أي مخلد في النار بعد الموت مستباح الدم و المال في الحياة ، إلا أن التكذيب على مراتب منها تكذيب اليهود و النصارى و أهل الملل كلهم من المجوس و عبدة الأوثان و غيرهم ،و فتكفيرهم منصوص عليه في الكتاب و مجمع عليه بين الأمة و هو الأصل و ما عداه ملحق به ". انتهي الاقتباس
فهل بعد هذه العبارات الواضحة يمكن الاعتذار بأن النص للغزالي و ليس له ؟.
ليس محمد عمارة المفكر الإسلامي المستنير الوسطي ! هو وحده الذي يجاهر بتكفير غير المسلمين و استباحة دمهم فهناك أيضا د. محمد شامة مستشار وزير الأوقاف الذي ( جه يكحلها عماها ) الذي قال بوضوح في معرض دفاعه عن عمارة :" ليس في ذلك شيء أم مطلوب منا أن نغير القرآن و نلغيه حتى نرضي غير المسلمين ؟، فالقرآن صريح :" لقد كفر الذين قالوا أن الله المسيح ابن مريم ". انتهي الاقتباس .
هنا أتوقف مرة أخرى لأقول أن الأحكام الدينية الأمينة ستؤدي حتما إلى تكفير كل طائفة للآخرين ، وسواء تجمل و تهرب عمارة أو غيره من المشايخ أو تمسكوا بفضيلة الصراحة ، فالنصوص واضحة و قاطعة ، و لا يوجد أي اتجاه أو مذهب أو مفكر إسلامي له قاعدة جماهيرية أو يعبر عن مؤسسة دينية أو مدعوم حكوميا في دولة عربية يشكك في قطعية تلك الأحكام القرآنية -بما في ذلك أحكام العبودية - و ثباتها ووجوب العمل بها ، فقط ربما يحتج البعض بضعف المسلمين بما يستدعي تعطيل مؤقت لتلك الحكام حتى التمكين و الظهور ، أما أولئك الذين يحاولون إصلاح الإسلام و تنويره مثل نصر حامد أبو زيد و محمد شحرور وجماعة القرآنيين و غيرهم فهم مجرد نتوء مدان في التيار الفقهي العام . و كي نكون منصفين فليس الإسلام وحده يدين المخالف و يكفره ، فكل الأديان الإبراهيمية تفعل ذلك ، فقط الخلاف هو ما نرتب على ذلك كله ، أتمنى أن نقرأ بهدوء مداخلتي السابقة ..
لا بديل عن العلمانية .
الأخ العزيز بهاء .
لك خالص احترامي و تقديري .