عزيزي عبد المسيح .
تحياتي القلبية .
عندما تحدثت عن العلمانيين المسلمين فليس هذا حصرا للعلمانية فيهم فهم للأسف قلة ،و لكني أحببت أن أوضح موقف الإتجاه الذي انتمي إليه فمن الطبيعي أن العلماني المسيحي سيشارك الأصولي المسيحي الموقف الرافض للتمييز الديني ،و لكن العلماني المسلم يعارض الأصولي المسلم هذا الموقف ، لهذا أحببت أن يكون هذا واضحا و أن نتبرأ من تلك الممارسات المتخلفة .
لا أريد أن أشخص الموضوع و لكني بالفعل لست بعيدا عن مشاكل الأخوة المسيحيين فقد عشت داخل القضية و ليس خارجها حتى غادرت مصر في نهاية الثمانينات كزميل للمرحوم فرج فوده و مشارك متحمس في نضاله الوطني من أجل العلمانية و الوحدة الوطنية ، لهذا فإني مقتنع تماما أن قضية الأقباط هي نفسها قضية التنوير و مقاومة الأصولية و الوحدة الوطنية ، كما اني على ثقة تامة من وطنية المسيحي المصري و تفانيه في حب وطنه ،و لعلي أشير هنا للزملاء أن الكنيسة المصرية هي كنيسة وطنية ،و تلك ربما كانت فريدة في العالم أن يتطابق الإنتماء الوطني و الديني ، خشيتي من التدخلات الخارجية هي نتيجة لخيبة الآمال التي علقها العرب في أمريكا خاصة بعد سقوط الإتحاد السوفيتي و بالتالي عدم وجود أسباب تبرر تحيز أمريكا ضد قضايا العرب العادلة ، إن السلوك الأمريكي في المنطقة لا يدعوا للثقة في مبدئية الموقف الأمريكي أو تكريسها لحقوق الإنسان و الديمقراطية ، أخشى بالفعل أن تسيء أمريكا للأقباط أكثر كثيرا مما تقدم لهم من ضمانات ، رغم هذا أعلم أن الأمر ليس بهذه السهولة ، فنفوذ أمريكا قوي في العالم كله و دعمها لحقوق الأقباط سيكون مؤثرا ، لذا فالأمر كله معقود بحكمة القيادات القبطية و قدرتها على ضبط حركتها بعيدا عن العبية و تمييز أين توجد مناطق المطالبة بالحقوق العادلة و عدم تخطي ذلك إلى حيث التشهير بالوطن ، و كلي ثقة ان هذا التشهير لا يرضاه القبطي المصري قبل المسلم .