رجل دين "صدري" يتهم شيعة بالتآمر في غرفة اعدام صدام
قال إن الصلوات التي ترددت ملغاة وغير شرعية
كشف رجل دين من التيار الصدري أن الصلوات التي سمعت أثناء اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، الغاها الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في العام الماضي
وقام بتأثيم من يرددها لأنها غير شرعية.
واعتبر في أول تصريحات تخرج من هذا التيار
بعد الجدل الذي أثير حول مشهد تنفيذ الاعدام
والهتافات التي نسبت لأنصار الصدر،
أن توقيت التنفيذ غير مناسب،
وترديد تلك الصلوات مؤامرة من بعض الشيعة
استهدفت النيل من صورة مقتدى الصدر نفسه ومصداقيته.
ونفى الشيخ ضرغام المشرفاني في حديث لـ"العربية.نت"
وجود مقتدى الصدر في مكان "مقصلة الاعدام"
في أول أيام عيد الأضحى المبارك، قائلا "ليس معقولا أن يأتي به الأمريكيون
مع أنهم يريدون ضربه وضرب تياره بأي طريقة".
واستطرد بأن الصلوات التي ترددت أثناء التنفيذ ليست "صدرية" ولكنها تعكس مؤامرة من داخل الشيعة لضرب التيار الصدري، بالاساءة إليه ووصمه بالقتل الطائفي والذبح على الهوية وقتل "صدام حسين السني" وعدم احترام "أعياد السنة" واثارة النعرات الطائفية.
الاسماء التي حضرت معروفة
وقال: أرادوا تركيب كل هذه الصور البشعة على التيار الصدري لكي تكون حجة لهم في ضربه. لا أكثر ولا أقل، وتلك بديهية معروفة لأن منقذ الفرعون مساعد المدعي العام يمكن سؤاله عن اسماء الذين كانوا موجودين في تلك الغرفة، وكذلك يستطيع رئيس الحكومة والأمريكيون أنفسهم فتح تحقيق في المسألة، وهذا متاح أيضا لأهل صدام.
صيغة الصلوات الملغاة
وأضاف: ليس من الشجاعة أن يحضر مقتدى الصدر اعدام رجل مكبل، فليس في ذلك فخر أصلا، مع أن الانسان يفرح لاعدام صدام مهما كانت الطرق.
مشيرا إلى أن التيار الصدري "لا يعترف بهذه الصلوات التي تم ترديدها، لأنها ليست لله عز وجل، وإنما كان بها قصد بشع لتحطيم المذهب والتيار معا".
وقال إن صيغة الصلوات كانت بهذه الطريقة "اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم وانصر ولدهم مقتدى مقتدى مقتدي. يا الله يا محمد يا علي يا مهدي انصرنا".
وأشار إلى أنه "في 9 -4- 2006 أمر مقتدى الصدر بتعديل تلك الصلوات لتكون صيغتها بهذه الطريقة: اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم. وأمر بأن لا يذكر اسمه في الصلوات أبدا ومن ذكره فهو مأثوم.
وأضاف أن الصلوات التي قيلت داخل غرفة الاعدام جاءت كالتالي: "الله صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم مقتدى مقتدى مقتدى". ومن يقرأ هذا التتابع يرى أنه مسبة له وليس مدحا.
وعن معنى اتهامه بأنها مؤامرة من الشيعة ضد التيار الصدري قال: أنا لا أقصد شيعة أهل البيت، ولكن المنتسبين إلى التشيع، وهم الذين انحرفوا وباعوا العراق وجاءوا مع الأمريكيين.
وواصل: طبعا كان هناك شيعة بين الموجودين في غرفة الاعدام. لا نستطيع أن نذكر أسماء، ولكن ذهاب طارق الهاشمي وعبدالعزيز الحكيم إلى أمريكا في هذا الزمن بالذات مع اقتراب الاعدام، وحضورهما لقاء في البيت الأبيض، ولقاء آخر في الأردن، وكذلك حارث الضاري "من السنة" كان موجودا في الأردن، هذا يعني أن هناك مؤامرة من أشخاص شيعة وآخرين سنة، ولابد من ضحية تقدم من الطرفين، فقدم الطرف السني صدام حسين، وقدم الطرف الشيعي مقتدى الصدر لكي تكون هناك موازنة بينهما.
سر صمت مقتدى الصدر
وأشار إلى وجود سني داخل قاعة الاعدام، مستدركا بأن "المؤامرة الخاصة بالصلوات التي نسبت للتيار الصدري نفذها أشخاص من الشيعة والمجلس الأعلى للثورة الاسلامية قطعا".
وعن سبب صمت مقتدى الصدر رغم سماعه فيما بعد بأمر هذه الصلوات والاتهامات التي ذكرت إنه كان موجودا، أجاب الشيخ ضرغام المشرفاني: حينما صار الاعدام بهذه الطريقة والتركيبة غير الشريفة وغير السليمة، وضع مقتدى الصدر قضية الاعدام برمتها بين قوسين ولم يعلق عليها، سواء كانت في العيد أو في غير العيد، أو لأنه كان مجرما أو غير مجرم. لم يعلق على المسألة من قريب أو بعيد لما أدرك أن غاية المسألة تدمير العراق، ومن ثم لم يصدر منه أي بيان، مع أن المعتاد منه في أي حدث أن يصدر منه بيان مباشرة، لكنه في تلك المسألة التزم الصمت ولم يعلق ببنت شفة لأنه عرف أن مؤامرة كبيرة تجري من وراء هذا الاعدام.
وأضاف: لو كان صدام اعدم بطريقة ليست فيها مؤامرة، لعلق "مقتدى" وقال مثلا هل نحتفل باعدامه أو لا نحتفل، أو حلال هذا أم حرام. لقال أي شئ، لكنه رأى أن وراء المسألة غاية فآثر الصمت.
اعدام لطيف وتوقيت مرفوض
وأوضح ضرغام المشرفاني أنه "لا يقصد الاعدام في حد ذاته بعبارة غير الشريفة ، لأن وصوله إلى المقصلة تم في منتهى الروعة وباعدام لطيف، بغض النظر عن التوقيت فقط. فلم يضرب أو يشتم، وأعطي المجال للتشهد ولذكر الله. لم يعدم رجل بهذه الراحة طوال التاريخ. لقد وضع الحبل حول رقبته واعدم فما البشاعة في ذلك".
وقال: قمة التآمر كانت في الصلاوات التي ترددت أثناء الاعدام، وهي التي غيرت القضية برمتها. وحتى الهتاف لو اطلق عفويا لما كان هناك ضير منه، ولكن لأن السم دس في العسل، وجرى الترويج له بعد ذلك، فهذا يعني وجود مؤامرة وتوجيها أمريكيا بأن يكون الاعدام بهذه الطريقة لخلق الفتنة.
وأشار إلى عدم رضا التيار الصدري عن توقيت الاعدام بقوله: هنا يبرز تساؤل.. هل كانوا يستطيعون اعدام صدام قبل يوم العيد حتى لو بساعات أو بعد أربعة أيام منه؟.. بلا جدال يمكنهم ذلك. لكن اختيار يوم العيد تحديدا وتضمين المشهد هذه الصلوات يعني أن هناك شيئا مدبرا أرادوه. نحن نعلم أن أمريكا لا تضع شيئا في طبق من ذهب وتقدمه إلى العراقيين بدون ثمن غال جدا، فما اعدام صدام إلا خطوة أولى لمؤامرة".
ونفى وجود فرق موت بجيش المهدي مستطردا "هم بهذا يجرونه إلى ذلك بدون أن يشعرون، إنه جيش يدافع عن نفسه، فإذا قلنا عنه أنه يضم فرق موت، فهذا يعني الأمر نفسه بالنسبة للسنة، لكنها لا توجد في أي منهما، وهي فرق دفاعية تدافع عن نفسها.
وتابع ضرغام: فرق الموت الحقيقية هم العملاء الذين تحركهم أمريكا لتقتل الناس سواء من الشيعة أو من السنة، حتى تستفيد من الوضع وتثير الحرب الطائفية.
منقوووول