الزميل SH4EVER،

في سياق التشديد على تحكيم العقل في مواجهة الخرافة، لا يسعني سوى أن أردد ما ذكرته في مداخلتي الأولى وهو أن علي بن أبي طالب، مفترضين صحة حدوث الحدث المنقول وليس وضعه، كان بإمكانه الإجابة أن تلقيح الكلب للشاة غير ممكن .. وهي الإجابة المتوقعة من إمام معصوم بغض النظر عن حالة العلم السائدة.

أما ما يسيء الى شخصية "البطل التاريخي"، برأيي، فهو تناقل هذه الخرافة التي تظهره بمظهر الجاهل. ومن الحب ما قتل .. الأمر هو أن كل الخرافات التي تحيكها المخيلة الشعبية تهدف عادة الى تعظيم أبطالها .. وعندما تختلط الحقيقة بالخيال يتحول البطل من شخصية حقيقية الى خيال اسطوري هشّ .. بغض النظر عن تعلق المجموعات الشعبية بالإسطورة المحاكة.

عندما تدخل الأسطورة القصص الديني والفكر الديني، وكثير من الاساطير دينية في طبيعتها، يضفي الدين عليها صفته القدسية فتصبح جزء لا يتجزأ من الإيمان الذي يأمن سطوة العقل. وهنا، يصبح الدكتور المثقف سواسية مع الجاهل الغير متعلم.

سأنقل قريبا محاضرة للدكتور السواح حول الخرافة والاسطورة تدخل في صلب هذا الموضوع وفي صلب ما حاولت أن أقوله في مداخلتي هذه.

تحياتي