اقتباس:الزخم الأكبر للموضوع سيكون، إذا اسعفني الحظ، في معاينة الخرافة الدينية التي تتناقلها الألسن بسند أو بدون سند، وتأثير هذه الخرافة على فكر الديني والفكر الشعبي بشكل عام.

أخي الكندي:
أرجو أن يكون مسموحاً لي بالمشاركة... (f)

في الكلام عن الخرافات التي حاكها الوعي الشعبي فمن الواضح أن الوعي الشعبي يؤسس الهيبة والإجلال لشخص مقدس معين ويستخدم ماشاء الله من مصطلحات ورموز والعبرة هنا لا تهدف بالضرورة إلى حوار عقلي محض ولكن « مخاطبة الوجدان » وهذا لا غبار عليه ولكن يجب أن يأتي العقل ويفتقد الزخم التراثي المنقول ويقرأه بوعي متدبر فيتيقن من الهدف من إلباس الجوهر الديني ثوب الرمز والذي قد يكون في شكل الأسطورة أحيانا. الأسطورة لا تعيب ميراث شعب بل هي تراث غني ولكن المهم هو التمييز بين ما هو حقيقة وما هو وسيلة تعليمية بصرف النظر عن الأداة المستخدمة.

وإذا أخذنا الرواية المنقولة لأمير المؤمنين علي في كشكول شيخ يوسف كمثال نقدر أن نقول من أدرانا أن هذه القصة هي فعلا منسوبة للإمام علي؟! بل حتى نهج البلاغة الذي ينسبونه إليه فيه ما يثبت أكثر وأكثر أن الإمام علي ليس صاحبه وإنما بالأحرى الشريف الرضي ( راجع تاريخ الأداب العربية للأب حنا الفاخوري ). هذا زخم تراثي منقول والهدف منه تبليغ درس وزرع الهيبة في النفوس لعلها تتعظ وليس الكلام يؤخذه منه الفهم الحرفي المحض هنا.

تحياتي لك أصدق تحية.