اقتباس:ولكن ثمة فرق بين غربي ينظم تفكيره ليبدع في عمله ويعيش حياته يدلل أسفله بالطول وبالعرض..وبين عربي تحكمه الإزدواجية والشهوات ولا يستخدم عقله إلا في التنظير وهنا الفرق .. الغربي تحرر من سطوة الشهوات على عقله إلا فيما ندر والعربي رضخ تحت سيطرة نصفه إلا فيما ندر..!

كلام جميل. ولكن ما الذي أوصل العربي إلى أن ينغمس في الشهوات ولا يعرف سواها؟ ربما هو قصور في الرؤية.. ربما هو قصور تربوي من الأساس؟ قصور في المناهج؟ قصور في الأمل حيث يتعلم الطالب منا في الجامعات وكل تعليمه في النهاية قد لا يتجاوز ورقة يعلقها على الحائط و إلى حين ميسرة حتى يجد الوظيفة المناسبة التي تعادل مجهود كل هذه السنين. الغربي إنسان عادي لديه شهوات ويسددها بالطريقة المناسبة له على المستوى الشخصي أو الاجتماعي ولكنه شخص غير يائس.. يعرف أنه في أسوأ الظروف سيجد عمل وسيجد تقدير.. الحكومات الفاسدة جعلت الشخص يشعر بعدم القيمة وبعدم التقدير وبالتالي يرضخ الواحد لنوع من الانعزالية والتقوقع على الذات والتي تعرض ذاتها في حالة انغماس مقيت في الشهوات.

اقتباس:حتى المعاكسة أو التحرش بالجنس الأخر لاتجده في الغرب بكل شوارع المدينة بينما في مجتمعاتنا تجد في كل شارع وفي كل ركن وزواية معاكسة ..

لأن الناس في الغرب شبعت واستكفت بينما في الشرق هناك عزلة كبيرة في التعامل بين الرجل والمرأة. عندما كنت طالب بالثانوية كنت أسأل نفسي كرجل في مرحلة البلوغ: يا ترى ماذا يكون تقبيل إمرأة؟ هل هي عالم مختلف؟ هل سأشعر بشيء مختلف عما أشعره عند ملامسة خد رجل؟ هل لخد المرأة ملمس مختلف جذريا عن المرأة؟ ثم دخلت الجامعة والأسئلة ذاتها تمر بي ثم تخرجت وكنا نتحدث في هذه المواضيع كشباب ساكنين مع بعض في شقة بالقاهرة. وإذ بزميل في السكن يعلن لنا أن ملمس الخد واحد فسواء كان خد رجل أو خد إمرأة أو خد كفه فالبشرة هي بشرة إنسان. تصوري مثلا مدى العزلة والرعب من التعامل بين الرجل والمرأة وما يولده هذا الكبت عند الرجال! شاب فلسطيني هاجر للولايات المتحدة وكان يحدثني متباهيا وقال لي: "لمست بزها ياد يا إبراهيم" بصراحة تعجبت من المراهقة المتأخرة في هذا السن وكيف روادته أفكار في هذا السن تخطر بطلاب المرحلة الإعدادية والثانوية ولكن كل هذه هي مخلفات الكبت والحرمان. لا أشجع على الانفلات الأخلاقي ولكن الكبت أيضا له نتائج بشعة. لكي نصل للنضج يجب أن نرفض العزلة وننفتح انفتاح إيجابي على الكل وننظر للإنسان على إنه إنسان وملمس بشرته واحد سواء كان خد رجل أبيض أو إمرأة سمراء أو أي جنس بشري أياً كان.

محبتي واحترامي الخالص لك ستي الملكة. :redrose: