المشكلة الرئيسية تكمن من وجهة نظري في تعامل الحكومة مع الدين

أنا في الأول كنت معتقد أن كيان كالأزهر ليس له أي قيمة أو إعتبار وأنه عبارة عن مجرد مؤسسة دينية حفرية تدار بواسطة الحكومة ويوجد بها أشخاص يرتدون ععم وقفاطين يتحدثون لغة متقعرة ومضحكة تري الحكومة أنهم مجموعة من فاقدي الأهلية لايحق لهم إنتخاب رئيسهم فتقوم هي بتعيينه, ولكن بعلو صوت تلك المؤسسة الكوميدية بدأت أدرك أن الأمر ليس بالبساطة التي تصورتها وأن هؤلاء الأراجوزات لهم بالفعل تأثير علي الأحداث وتأكد ذلك الشك بتصريح لهيكل بالجزيرة في برنامجه أن الحكومات المصرية المتعاقبة ملكية أم جمهورية تعتمد علي جناحين رئيسيين لحكم البلد وهذين الجناحين هما الجيش والأزهر

الحكومة المصرية غير محايدة تجاه الدين ولكنها تريد طبعتها الخاصة منه التي تتصادم بدورها مع الطبعة التي يريدها الإخوان وما نتج عن ذلك التنظيم من جماعات وتنظيمات مختلفة ( حاكم الإخوان دول عاملين زي الجرثومة والعياذ بالله التي في حالة تطور دائم لتتمكن من مقاومة المبيدات والمضادات الحيوية الموجهة ضدها فمرة يطلعوا علي شكل إخوان ومرة تكفير وهجرة ومرة الجماعة الإسلامية والجهاد ومرة طلائع الفتح ومرة الناجون من النار ومرة التوقف والتبين ومرة السلفيين ومرة حزب الوسط ومرة القاعدة) والطبعة التي تريدها الحكومة يمثلها الأزهر ووزارة الأوقاف وهي طبعة مسالمة تجاه الحكومة ومستعدة أن تبصم علي أي شئ تقوم به وتبرره حتي لو كان مخالفا لما هو معلوم من الدين بالضرورة, فلو قالت الحكومة يجب علي المصريين التوجه للهرم الأكبر بدلا من مكة في صلاتهم وحجهم ستجد الأزهر يؤيد بشدة تلك الخطوة الحكيمة وكالعادة لن يعدموا الأيات والأحاديث التي تؤيد ذلك الفعل وعن إبن عباس عن إبن فرناس وقال الزمخشري وشخر البحتري صححه الشيخان ضعفه الولدان بعبصه النعمان أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال أسمعوا كلام الحكومة فسأله خرشمة بن دين الكلب التميمي ومن لايفعل يارسول الله فخلع رسول الله نعليه الكريمين وأشار بهما:mad2: وفي رواية أخري قذف خرشمة بن دين الكلب التميمي بهما فشج رأسه:23: وهذا الموقف هو ماأشارت إليه الأية الكريمة وأطيعوا الله ورسوله والحكومة المصرية إن الله ومباحث أمن الدولة بما تفعلون خبير عليم ............. وفي مقابل ذلك الشيك علي بياض من الأزهر للحكومة ستترك الحكومة للأزهر وباقي تلك المؤسسة المسالمة جزء من عقل الشعب لتعبث به لمصلحتها الشخصية بالإضافة للجزء الذي عبثت به لصالح الحكومة......عندك مثلا مشاهير المشايخ ومقرئي القرأن ـ الشعراوي القرضاوي الغزالي الطبلاوي عبد الباسط القارئ الطبيب صلاح الجمل إلخ إلخ إلخ فهل شخص كالشعراوي إبن القرية الأزهري كان يحلم يوما أن يكون علي شاشة التلفزيون كل جمعة لمدة 45 دقيقة وكل يوم في رمضان لمدة نصف ساعة وكتبه ومؤلفاته وشرائطه في كل مكان!!!!!!
ولكن الحكومة في نفس الوقت تعارض بشدة طبعة الأخوان وشركاهم لما تمثله من تهديد لسلطتها فالحكومة ليس لديها إعتراض علي فتاوي النكاح والجماع والمباشرة والوطء والمعاشرة والمواقعة والمسافحة والسفاد والنيك والحيض والنفاس والعلاج بالقرأن والطب النبوي والزواج من جنية وأحكام الناموسة الكافرة ولكن يثير خوفها أحكام من لايحكم بشرع الله والخروج علي الحاكم والجهاد والمشكلة تكمن في إن الطبعة المسالمة المدعومة حكوميا عاملة زي الماريوانا حيث يطلقون عليها gateway drug بمعني أن ضررها ليس كباقي المخدرات ال heavy duty ولكنها تعتبر جسر المرور لها فالطبعة المسالمة من الممكن أن تتحول بسبب طفرة فكرية لطبعة الأخوان وبالتالي يصبح دعم الحكومة للطبعة المسالمة دعما غير مباشر لطبعة الأخوان وكمثال علي ماأقوله هو إمتلاء الأهرام بمقالات لزغلول النجار والمفتي وطنطاوي الذي تعتبره الحكومة دعما لطبعتها لكنه في حقيقة الأمر دعم غير مباشر للطبعة الأخري

أنا لست ضد حزب سياسي للإخوان بشرط أن ترفع الحكومة يدها تماما عن موضوع الدين بخطوات دستورية وعملية مثل إلغاء تدريس الدين بالمدارس وحذف خانة الديانة من البطاقة والسماح بالزواج المدني وفصل الأزهر عن مؤسسات الدولة ماليا وسياسيا بأن يكون منصب شيخ الأزهر بالإنتخاب لكن ليس له موقع رسمي في بروتوكول الدولة وإلغاء كافة أشكال وأنواع وألوان الرقابة كالرقابة علي المصنفات الفنية والمطبوعات وتغليظ وتشديد العقوبة في حالات الإعتداء علي الأشخاص بسبب أفكارهم ومعتقداتهم يعني خلاصة الكلام أنا أؤيد حزب للإخوان عندما أري رواية أيات شيطانية مترجمة للعربية وتباع علي الأرصفة وبأكشاك الجرائد جنبا لجنب مع كتب عذاب القبر وأهوال يوم القيامة ولايجرؤ أحد علي المساس بهاأو يطالب بمنعها ومصادرتها فالأخوان عاملين زي الجراثيم اللاهوائية التي لاتنشط إلا في جو المنع والقمع والمصادرة لكن تعريضهم لإشعاعات سلمان رشدي وتسليمة نسرين ونصر حامد أبو زيد وإرشاد منجي ووفاء سلطان ناهيك عن مبيدات مفكري الغرب الفتاكة أنجع ألف مرة في القضاء علي تلك الجراثيم من الإجراءات الأمنية المتبعة حاليا