{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الخرافة الدينية: بين الجهل وخمول العقل
رحمة العاملي غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,790
الانضمام: Sep 2002
مشاركة: #7
الخرافة الدينية: بين الجهل وخمول العقل
الاخ العزيز الكندي
محاضرة فراس السواح (البقاعية) حول الاسطورة والخرافة سبق وان كان هناك حوار معمق حولها مع احد الزملاء ولم اعد اذكر اسمه
مع الاسف حاولت البحث عن الحوار ولم اتوفق بالعثور عليه
المهم
كي لا اطيل باعتبار ان الفكرة الاساسية عند فراس السواح باتت معروفة وهي ان الاسطورة لا تكون اسطورة الا اذا كانت موضع ايمان
مع عدم مجازفته بالقول بان الاسطورة لا اساس تاريخي لها فجاء جوابه مبلبلا
لنوضح الامر
قصده ان الاسطورة هي خرافة لكن عندما تصبح الخرافة موضع ايمان واعتقاد تصبح اسطورة
وهذه مجازفة فكرية لم يسبق فراس السواح اليها احد من العالمين
لان الاسطورة هي الخرافة والخرافة هي الاسطورة

المغالطة السواحية الاخرى
هو ان الدين تأثر بالاساطير او بالخرافات
ينبغي التفريق بين الدين وبنى الاساطير عن الخالق لان فكرة الالوهية كانت دائما هي الممون الاساسي للمفردات الفنية والادبية انذاك ومنها نص ملحمة جلجامش وتماثيل الالهة ونقوشها في العصور الغابرة

النص بالنسبة لنا اسطورة
اما بالنسبة لصاحب النص ومن عاشوا زمانه قد يكون بالنسبة لهم شيء مختلف تماما
تماما كأي نص أدبي ديني او صوفي ديني او شعري ديني قد تقرأه انت في عصرك وتستنج منه مفهوم معين تبعا للثقافة الرائجة لديك ثم
يأتي بعد ذلك بقرون اناس آخرين ويقرؤون نفس النص الذي وصل
اليهم ويستنتجون منه مفاهيم غير التي استنتجتها انت
لان الدين كفكر متفاعل مع المنتوج البشري دائما

وتقريبا للفكرة اضرب لك هذا المثل الافتراضي

خذ مثلا في الفكر الادبي الشيعي واقرأ اي نص ادبي او شعري يمدح
بطولة او يصف مأساة فستلاحظ احضان الرمزية وهي تشيّع مفردات
الوحي
فما بالك بما نقرأه من تفسيرات عجيبة للسواح وغيره في تفسير نصوص اختلط فيها الديني بالادبي وتعود الى الاف السنين هذا عدا عن ان سمة الفكر الديني القديم هي الرمزية التي كانت تحيط بالمقدس الحقيقي وتستره الى ما فوق اذنيه باردية التشبيه والتجسيم
ثم جاء المستشرقون والمنقبون واعطوا لهذه النصوص بحسب ترجمتهم لها وفهمهم لها بعدا آخر واختلفوا في ذلك وتعددت مدارسهم
فمن قائل ان هذه النصوص تصف حقائق تاريخية الى آخر يؤكد بانها رموز لحقائق فلسفية دائمة
الى آخر يقول بانها انعكاسات لعملية طبيعية مرة بعد مرة بصيرورة لا تتوقف

فراس السواح يفترض ان يكون الدين هو المتأثر بالاساطير
وهذه نتيجة لا دليل عليها
لاننا على يقين بان التدين رافق الانسان منذ فجره الاول
وترفعا عن التلويح بظنية كل نتائج الدراسات الحالية للاساطير لكنها لم تؤكد الا وجود التشابهات بين النص الاسطوري والنص الديني مع تعمد اقصاء فعالية المخيال الديني كمنتوج بشري في احداث الاساطير .
وهذا ما الجأء الباحثين والمنقبين في الاساطير وجلهم من غير المتدينين اي ليسوا حياديين الى اعتبار الدين هو المتأثر بالاساطير
وهذه نتيجة لا تنسجم من قريب او بعيد مع ما ذكروه في تاريخ الأنسان والدين لان ما نراه في علم الاديان القديمة يبين مدى محركية الدين في حياة الانسان وتغلغله في ثقافته


وهذا التشابه بين النصوص بالنسبة لقصة الخلق او شجرة الحياة قياسا على شجرة آدم وحواء في النص الديني او غير ذلك انما هو كاشف عن التشابه عن التماثل في القوانين الفكرية والعقلية عند الانسان الى جانب الميول والرغبات الواحدة المؤدية الى اتحاد الرؤية البشرية في موضوع الكون والحياة والغيب .
اما الادعاء بأن الدين يستمد من الاساطير مخزونه او استغل منتوجه فيحتاج الى تجشم ابحاث واثارة اشكاليات ولا مانع ان يكون التشابه مسؤولا عن احداثها .
وهناك مسألة مهمة لم ينتبه لها كثير من الباحثين في الاساطير وهي ان المطلعين الاوائل على النص التوراتي أو القرآني والمعاصرين للانبياء (المعاصرين للوحي الديني )قد التفتوا الى التشابه بين الاساطير ونص الوحي ولم يجدوا بعد ذلك حرجا بالايمان بنص الوحي الديني لانهم تيقنوا بحكم معاصرتهم لنزول الوحي من انقطاع الصلة بين الاساطير ونصوص الوحي ، فلا الاساطير لها دخالة في صياغة النص الديني ولا النص الديني استمد مادة نصوصه منها .
لماذا هذا القطع ؟
لان المعاصرين للأنبياء والنص الديني فهموا بشكل او بآخر وتيقنوا بأن الاساطير التي كانت حاضرة في ثقافتهم انذاك ما هي الا مادة مشوهة او مشوبة بالمجاز الادبي والشعبي لمادة اخبارية دينية سابقة عليها عملت النزعات البشرية على اسطرتها تحت ضغط النزوع النفسي الى المقدس كما قد يفهم اليوم لدينا من النص القرآني الذي جعل من القرآن تصديق الذي بين يديه من التوراة والانجيل اللذين نزلا على عيسى وموسى عليهما السلام ثم قررالتحريف فيهما فقط بما خالف نصه وكتبه الاخرون بأيديهم وقالوا هذا من عند الله
لا ان القرآن أقصي وألغي ما انزل على موسى وعيسى عليهما السلام .
وكل الدراسات الحالية التي اطلعت عليها عن الاساطير والميثولوجيات تتجاوز الظرف التاريخي للنص الديني وتتجاهل القبلية والبعدية بين تراث الدين والاسطورة فوقعت بعض هذه الدراسات في( اللاعلمية ) لان هذه الدراسات تجاوزت قرائن تاريخية مهمة وسلطت الضوء على تداعيات الاسطورة عبر الزمن من خلال النحت والتحوير والطفح الطفيلي الناتج عن الترجمة الحرفية لنصوص الاساطير ثم استحداث نصوص حافة بهذه الترجمات واسقاط الوقائع عليها
كالامثلة الافتراضية التي يقدمها السواح في محاضرته

فلا يمكن يا عزيزي البحث في الاساطير بمعزل عن تاريخ الدين وتاريخ تعرف البشرية على الله وهذا ما تحاشى فراس السواح التفصيل فيه وتوضيحه كي لا يعور نظريته

وقد يكون فراس السواح اكثر عقلانية في تفسيراته من شطحات سيد قمني الذي يذهب الى تفسيرات لا يقول بها (مسطول )او تفسيرات الجابري والربيعو
سيدالقمني على سبيل المثال يذكر في الاسطورة والتراث ان احتفالات الحزن على الحسين عند الشيعة في لبنان وباقي بلاد الشيعة ما هي الا امتداد لاحتفالات الحزن التي كانت تقوم في لبنان على الاله ادونيس

تركي على الربيعو مثلا يذكر ان المسلمين اخذوا وضع القمر على مآذنهم والى جانبه الزهرة من من البابليين
علما بان الماذنة في الاسلام استحدثت سنة 56 هجرية ايام معاوية والقبة استحدثت ايام عبد الملك بن مروان
محمد عابد الجابري ايضا بعد ان نعت حلم المأمون بالخرافة نراه بعد ذلك قد بنى على حلم المأمون تاريخا علميا للمسلمين لقرنين من الزمن !

يروي لنا معجم لاروس للقرن العشرين ان الغريزة الدينية مشتركة بين كل الاجناس البشرية حتى اشدها همجية واقربها الى الحياة الحيوانية وان الاهتمام بالمعنى الالهي وبما فوق الطبيعة هو احدى النزعات العالمية الخالدة للانسانية ثم يضيف بان هذه الغريزة الدينية لا تختفي بل لا تضعف ولا تذبل الا في فترات الاسراف في الحضارة وعند عدد قليل جدا من الافراد .

من هنا نؤكد ان الانسان تعرف على التصورات الغيبية في احضان الدين من قبيل التفسير البشري للظواهر التي تضغط على الانسان في الزمان والمكان فنشأ من ذلك ارثا بشريا وامميا لمجموع فلسفات تعنى بالغيب عند الانسان
وفي هذه الانتروبولوجيا واحافير الرسالات السماوية المتعضية مع الاسطورة تكمن اجابات لا حصر لها عن تساؤلات لا حصر لها ايضا .

بمعنى انه بدل ان يدعي اركون والقمني وفراس السواح ان اسطورة
الخلق البابلية هي المعين الاول الذي استسقت منه التوراة والانجيل والقرآن مسألة بداية الخلق ومن جلجامش طوفان نوح .
فلماذا لا تكون اسطورة اناموليش وجلجامش مستمدة بدورها من نصوص واخبار الهية سابقة عليها مع علمنا بان عصر نوح وادريس واخبارهم سابق على عصر هذه الاساطير ثم صيغت هذه الاخبار مع مرور الزمن في قالب اسطوري او ادبي رمزي كما اشرت لك

هذ ليس افتراضا اليس كذلك ؟
فالاسطورة في نظر كثير من الباحثين غير السواح هي المراحل الاخيرة لتطور الاديان ولم يثبت ان الاديان هي المراحل الاخيرة لتطور الاسطورة
ولا ننكر التشابه الموجود في القرأن والاسطورة البابلية حول الطوفان
لكن يمكن النظر الى جهات الالتقاء بين النص القرآني وبين الاساطير
القديمة على انها اخبار لاحداث تاريخية جرت في مقتبل عمر البشرية
العاقلة ثم عمل الحس والمخيال الفني والادبي لدى انسان الحضارات
عمله في اسطرتها في شبه ثورة على الحدث التاريخي الذي يآبى الاستفزاز من مكانه ثم أخبر الوحي القرآني عن نفس الاحداث معراة عن الاضافات الخيالية تلك المذكورة في الاساطير .




نعود الى الموضوع بعد عطلة نهاية الاسبوع انشاء الله
لاني بحاجة الى مراجعة بعض المراجع
تحياتي للجميع
01-21-2007, 12:15 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
الخرافة الدينية: بين الجهل وخمول العقل - بواسطة رحمة العاملي - 01-21-2007, 12:15 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الجماعات الدينية بين الإكراه والاختيار فارس اللواء 0 590 08-31-2013, 07:31 PM
آخر رد: فارس اللواء
  "الذهنية الدينية" وتقييد الحريات ... العلماني 2 851 06-20-2012, 02:53 PM
آخر رد: العلماني
  مغامرة العقل الأخيرة ..والرحيل في الظلام الى الظلام: بقلم نارام سرجون فارس اللواء 0 991 02-28-2012, 08:23 AM
آخر رد: فارس اللواء
  صناعة الأعداء بين الثوابت والنزوع للعنف في العقل الإسلامي فارس اللواء 1 770 01-22-2012, 02:06 AM
آخر رد: فارس اللواء
  الهجوم على برهان غليون: من «اغتيال العقل» إلى «اغتيال السياسة» the special one 1 1,353 12-19-2011, 05:35 PM
آخر رد: فلسطيني كنعاني

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS