لم يسقط الجنين، ولم يكسر الضلع، ولم يخلع الباب، ولم يجر الأسد كشاة سيقت إلى الذبح، وما تيم ولا عدي في المدينة ولا في مكة بذوي قدرة على مصاولة بني عبد مناف، وبني زهرة، وبني أسد وغيرهم من قريش كثير، ولا تترك العرب مضر لتطيع الأزد، ولا تترك قريش لتطيع الأوس والخزرج، ولا تترك أباطح قريش لتطيع ظواهرها، ولا تترك هاشما وأمية ونوفلا ومطلبا وزهرة وأسدا لتطيع تيم وعدي وفهر، وما تيم وعدي وفهر؟ وهل لهم من رجال خلا أبي بكر وطلحة في تيم، وعمر وسعيد في عدي، وعامر أبي عبيدة في فهر؟
أين هم من هاشم وشجعانها ورجالاتها، أين هم من علي والعباس، وأبناء العباس؟
أين هم من أمية ودهاتها، من أبي سفيان وولديه، والعاص وبنيه، وعثمان ذي النورين؟

ألإن كانت مصاولة ومغالبة، وانقلاب كما يقولون، وقوم اجتمعوا في بيت فاطمة عليها سلام الله، فمن يغالب بني عبدمناف في قريش؟ وهل كانت الفتنة إلا في الصراع بين ابني عبدمناف التوأم عمرو(هاشم) وعبدشمس؟
ثم هل كان بيت فاطمة يخلوا من محارمها ورجالها؟

أما كان في بيتها عمها صنو أبي رسول الله العباس وأبنائه؟
أما كان في بيتها ابن عمها أسد الله الغالب علي بن أبي طالب، والذي إن قوم غيره بألف فارس، فهو يقوم بألف من هؤلاء الغير؟
أما كان في بيتها ابن عمة أبيها وابن خالها الزبير بن العوام بن خويلد، من عدوه بألف فارس؟
أما كان في بيتها المقداد بن أسود الكندي المعدود بألف فارس؟
أما كان في بيتها عمار وأبي ذر؟
فماذا تصنع بعدئذ على الباب عليها سلام الله؟
وكيف خرجت من أجهضت ولضلعها كسرت ولجلدها أوجعت تركض وحدها في إثر الرجال لتخلص بن عمها الأسد؟ أهذا معقول أم محال؟
ثم استطاع حفنة جره وعجز أهل المسجد عن فك يده للبيعة؟

وما هي البيعة؟ أهي حكم شرعي أم هي بدعة؟ ما هو التعريف الأصولي لها؟

ألا هداكم الله، لم يكسر لفاطمة ضلع، ولم يسقط لها جنين، ولم يكن لهارون لا بشر ولا بشير ولا مبشر ولا عرف هذه الأسماء.