لو تولى جمال مبارك فسيتم بيع مصر بكاملها لرجال الأعمال، وسيكون النصيب الأوفر لرجال الأعمال الإسرائيليين.
الآن، وتحت سيطرة جمال مبارك وعصابة رجال الأعمال، تم بيع الكثير من شركات القطاع العام بتراب الفلوس، وهناك شركات ذات أهمية استراتيجية، كشركة الغاز، أصبح للإسرائيليين فيها نصيب مهم، وأمامهم فرصة لشراء المزيد فيها بأقل من القيمة السوقية بكثير.
لو أتيح للإخوان إاقامة حزب، فوضعه سيكون بناء على طبيعة علاقته بالجماعة الأم، وما لم تكن للجماعة مشروعية وحرية، فلن ينجح الحزب كما ينبغي.
إن كثيرا من المشاكل في حياة الجماعة، وبالتالي في الحياة السياسية المصرية، ناجم عن عدم إعطائها المشروعية.
فمثلا استمر مجلس الإرشاد القديم واستمر تقليد إسناد الإرشاد لأكبر أعضاء المجلس سنا، بسبب عدم التمكن من عقد جمعية عمومية وانتخاب القيادة بحرية. وعندما توجهت الجماعة لإجراء انتخابات سرية تم القبض على منظمي هذه الانتخابات والاستيلاء على القوائم الانتخابية مما سبب كثيرا من المشكلات الأمنية.
إن إجازة الجماعة قانونيا، سيتيح المجال لصعود قيادات جديدة، ولمزيد من الشفافية، وهذا سيؤدي حتما إلى تغير كبير في الأفكار والسياسات.
إذا أجيز الحزب المقترح، وكانت له قيادته المستقلة إلى حد كاف عن الجماعة فسوف يحدث هذا نقلة كبيرة في الحياة السياسة المصرية.
وإذا تولى هذا الحزب السلطة، فسيكون فاتحة خير كبير لمصر، للأسباب التالية:
- سيعمل الحزب جاهدا لإحداث نقلة تعطيه مشروعية للنجاح في دورات قادمة.
- لن يكون للحزب مخالب وأنياب كما هو الحزب الوطني الذي يعتبر الجيش والشرطة وأجهزة الأمن فروعا له، وهذا ما يجعل حزب الإخوان أقل تسلطا.
- حركة الإخوان غنية بالتكنوقراط ، وستكون حكومتهم أميل لحكومة التكنوقراط.
- سيقل الفساد الإداري على المستويات العليا ، أولا لأن رجال الحزب سيكونون بلا شك أنظف من جماعة الوطني، وثانيا لأنهم سيكونوا تحت رقابة شديدة تمنعهم من أي لفتة.
- سيكون هناك تقدم كبير في الخدمات الاجتماعية والعمل التطوعي، وأكبر مثال على ذلك: عندما حدث الزلزال ونزل الإخوان بمواد الإغاثة خلال ساعات، وقبل تحرك الحكومة بكثير، فما بالك لو كانت الحكومة بيد الإخوان؟
- لدى الإخوان طبقة لا بأس بها من القيادات البراغماتية، ولا شك أنها ستدفع بهم للمقدمة من أجل كسب الداخل والخارج، وتهدئة مخاوفهم.