يا أخ الراعي.. أرجو أن تعذر تعليقي فأنت أبونا ومعلمنا. ولكن في بداية كلامك تقول "انتصار" وأنا أحب أسألك. هل في الحوار مع المسيحية أصلا شيء اسمه انتصار ومنتصر؟ غالب ومغلوب؟ إذا كانت المسيحية هي ديانة "الإعلان" أي إعلان وكشف الله عن نفسه في سرّ التجسد كيف نسمح لأنفسنا أن نجعلها مجال للمساجلات الفكرية إنْ لم نقل مهاترات بيزنطية على طريقة الغوغاء الشهيرة؟ كيف نسمح للإيمان المسيحي بالانزلاق لهذا الحد؟ المسيحية في عبارة واحدة هي الرب يسوع المسيح كاشفاً عن نفسه بصورة بشرية ملموسة كأيقونة الآب. كيف تجادل في هذا أو تجعله محل جدال؟ الحقيقة لا أفهم. أقرأ هذه الأيام كتاب أمتعني ولا يزال يمتعني متعة لا تدانيها متعة وهو للأب روبير كليمان اليسوعي وترجمة الأب صبحي حموي اليسوعي واسم الكتاب هو "إيماننا بين العقيدة والعمل" وأتمنى لأي مسلم أن يقرأه لو شاء التعرف على المسيحية. عندما قال الرب يسوع المسيح لا تعطوا القدس للكلاب فهو فعلا كان يتحدث عن النزول بالمسيحية للمجادلات على المستوى الغوغائي البيزنطي الديداتي. مجرد أن نسمح بهذا هو أن نظلم هذا الإيمان الجميل ونصدم رؤوسنا بالحائط دون طائل. برغم كل حبي للفكر والفلسفة والقضايا العقلية التي تجعل عقلي يلف ويدور فلن أسمح لنفسي بأن يكون إيماني المسيحي محل نقاش أو جدل مع الغوغاء في الوقت الذي أوقن فيه بأن المسيحية هي إعلان ابن الله عن ذاته في ملء الزمان وقبول الإنسان لهذا السرّ العظيم.

تحياتي لك عزيزي.