يهود الداخل هدروا وسرقوا لبنان ويريدون إعادتنا للميليشيات المذهبية



شارل أيوب "الديار" 25/01/2007



سرقوا لبنان وهدروا أمواله وأقاموا الديون على الأجيال القادمة ورهنوا مستقبل ‏اللبنانيين للخارج، وجاؤوا بكل وقاحة يقولون أنهم يريدون الدولة.‏


على السنيورة والأكثرية الاعتذار من الشعب اللبناني لانهم أثاروا الفتنة المذهبية.‏


على السنيورة والأكثرية أن يعتذروا لا بل تجب محاكمتهم بأنهم سماسرة وتجار فتنة طائفية ‏ومذهبية.‏


يعتبرون الحكومة أهم من الدولة، ويعتبرون شركاتهم أهم من لبنان، ويعتبرون أرباحهم أهم من ‏أرواح الشعب اللبناني.‏


الجيش عندهم والاقتصاد عندهم والوزارات عندهم كلها يديرها محاسيب لهم.‏


يريدون لبنان بلد مرتزقة، لا ولاء وطنياً فيه، بل يريدون عبيداً يشترونهم ويبيعونهم ‏بالدولارات، ومن هم هؤلاء الذين فعلوا الطائف؟ ومن هم هؤلاء الذين حكموا لبنان فأقاموا ‏الديون عليه يوم كانت المقاومة تضحي بدمائها، ويوم كان الشعب اللبناني يدافع عن ‏أرضه؟
يوم كان الناس يريدون السلم الأهلي جاؤوا وأخذوا الأراضي وسرقوا لبنان وأقاموا ‏الديون، وما هم الاّ عبيد يقبّلون أيادي الملوك ويستجدون رضى رؤساء الدول، ويبيعون ‏انفسهم لضباط مخابرات، وما كان واحد منهم يرفع رأسه امام ضابط مخابرات سوري، واليوم ‏يطأطئون رؤوسهم أمام الأميركيين والفرنسيين، ثم يأتون ويقولون للشعب اللبناني أنهم يريدون ‏الدولة.‏
وأية دولة يريدون وهم ألغوا التلفزيونات وابقوا على التلفزيونات الطائفية منها، ‏وبات البلد لعائلة ولمحاسيب ولمذاهب ولطوائف ولإقطاعيين وتجار سياسة؟
نحن نقول ان معظم الأكثرية كلها فاسِدة، ونقول في ذات الوقت أن جزءاً كبيراً من المعارضة ‏فاسد، ولكن المعارضة تبقى حامية لمصالح الناس أكثر من هؤلاء الذين يريدون أن يبيعوا ‏لبنان، لا بل باعوه للدول ولإسرائيل وللمخطط الأميركي الصهيوني.‏
نحن نحترم رئيس أركان جيش العدو الإسرائيلي دان حالوتس أكثر من أي مسؤول في الأكثرية، ‏لأننا رغم اعتبارنا انه عدو، لكن حالوتس عندما فشل استقال.‏
ونحن نحترم السفير الأميركي بولتون لدى مجلس الأمن المعادي لمصالحنا أكثر من العبيد الذين ‏قاموا بتكريمه في نيويورك.‏
اسرائيل انهزمت في الحرب فاستقال قائد الجبهة في شمال فلسطين المحتلة، واستقال قائد جيش ‏العدو الاسرائيلي لأنه انهزم وفشل في مهمته، وقال في بيان استقالته ان اسرائيل اهم منه ‏كشخص، ولذلك يستقيل، أما عندنا في لبنان فيستشهد الوزير الشهيد بيار الجميل فلا يستقيل ‏ضابط واحد، ولا يستقيل وزير الداخلية، ولا تجري معاقبة موظف واحد، وفي لبنان ايضاً يفشل ‏السنيورة وتصبح قضية الأسرة الدولية أن السنيورة أهم من لبنان وان سبعة عشر وزيراً ‏يستمرون في حكومة غير شرعية هم أهم من أربعة ملايين لبناني.‏
لا يخجل السنيورة، لا تخجل الأكثرية، الوقاحة كلها عندها، الفجور ظاهر، الخيانة واضحة، ‏يريدون هزيمة المقاومة وانتصار اسرائيل، لأنهم يهود الداخل، وعندما رأوا أنفسهم ضعفاء ‏هؤلاء في الأكثرية لجأوا إلى اثارة المذهبية بين سني وشيعي، وبين مسيحي ومسلم، وبين باب ‏التبانة وبعل محسن، وفي كل مكان.‏
في ظل حكومة الرئيس السنيورة الخائن للمسؤولية الوطنية تجري إثارة النعرة المذهبية.‏
تنظر الى اشخاص تعتقد ان لديهم عقول، فإذا بهم رغم سنهم ومسؤولياتهم هم مذهبيون صغار ‏النفوس، يريدون أن يحكمهم الإسرائيلي بوحشيته، ويرفضون مواطنهم المقاوم والمعارض، لأن ‏هذا المقاوم وهذا المعارض يرفض مزيداً من السرقات، ويرفض زيادة الديون عن 40 مليار ‏دولار، ولأنه دفع دماً لتحرير الجنوب ولأنه يريد المحاسبة المالية للسرقات الحاصلة.‏
على السنيورة الاعتذار، على الأكثرية الخجل، على الرئيس لحود الإستقالة، لأن لا دور له، ‏على الجيش اللبناني أن يبطش بالجميع وأن يترك السياسيين يختلفون في ما بينهم، فكل جندي ‏لبناني يساوي كل هذه الطبقة السياسية.‏
على حاكم مصرف لبنان الذي حافظ على الليرة اللبنانية والاقتصاد وودائع اللبنانيين أن ‏يكون فوق كل هذه الطبقة السياسية، وأما التاريخ فيسجل أن هنالك فئة فاجرة خائنة، ‏تستعمل الإعلام لإثارة النعرة المذهبية، تعلن بكل وضوح أن هذا سنّي وهذا شيعي، تحاول ان ‏تتقاسم المسيحيين، وتحاول جر الطائفة الدرزية الى مشكلة داخلية، وتسرق لبنان وتستقوي ‏بالخارج على الشعب اللبناني.‏


ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه، فكيف إذا كان الرئيس السنيورة قد ‏أصبح تابعاً للخارج كله ولم يربحه وخسر شعبه ولبنان وخسر نفسه، ويكون رئيساً لحكومة ‏يشتعل فيها لبنان، وتصبح الحكومة مشلولة كلها، ومن اجل كرسي رئاسة الحكومة يستغل ‏السنيورة النعرة المذهبية، ويستغل دار الإفتاء، ويستغل الميليشيات ويحييها من جديد، ‏ويستغل المخطط الأميركي الصهيوني لضرب لبنان؟
خمسة مليارات آتية إلى لبنان ستقدمها الدول وهي للشعب اللبناني وليست للسنيورة، ومع ‏ذلك سنرى غداً ان السنيورة والباقين من حكومته الـ17 سيقولون أن باريس 3 انتصار للـ17 ‏وزيرا ًوليس للشعب اللبناني.‏


اما المعارضة فالعتب كبير عليها، فهي معارضة الفرص الضائعة، في الأول من كانون الأول ‏أضاعت الفرصة، وفي العاشر منه أضاعت الفرصة، ويوم الثلثاء الماضي اضاعت الفرصة، وهذه ‏المعارضة ستتسامح مع يهود الداخل وتضيّع الفرصة أو لنقل أنها تؤجل الفرصة الكبيرة.‏