هناك خط فصل بين الحرب الأهلية و الآن هو الطائف، أبا خليل. و على الأقل فالدكتور هو الوحيد من أمراء الحرب الذي دفع 11 سنة من الحبس الانفرادي في سرداب (عج:D)، و الوحيد الذي لم يقبل الدخول في مزادات الحقائب الوزارية.

عندك برّي و جنبلاط و غيرهم، عندك حتى السفاح حبيقة، كلهم لم يدفعوا أي ثمن و لو رمزي.

هناك تاريخ أسود للقوات، صحيح، و هناك سفاحين مثل بشير الجميل و إيلي حبيقة، كمان صحيح، لكن أيضاً هناك سفاحين آخرين أحرار لليوم، و يمسكون بأعلى مناصب في البلد.

لو تريد محاسبة الدكتور على جرائمه اليوم، فسأؤيدك بشرط واحد، أن يتم حبس كل أمراء الحرب الأهلية 11 سنة في سراديب أولاً، و بعدها نتحاسب.

بكل الأحوال، ما أقوله هنا هو أن إسرائيل تحاول تعميق الفتنة بكل شكل في نوع من الانتقام من لبنان. خسارة إسرائيل في الحرب لم تكن لأن حزب الله رمى بالصواريخ في الصحاري و على المدن الفلسطينية، بل لأن أهل بيروت و الشمال و كل لبنان وقفوا مع حزب الله و الجنوب و أووهم في بيوتهم، و لأن الحكومة وقفت مع حزب الله لتخرجه من ورطته بشرف، و لم تضحّ به رغم جريمته، لأن الشيعة و أهل الجنوب بالأول و بالآخر جزء من لبنان و ليس كل لبنان و ليسوا أذناباً تابعة في ولائها سياسياً و عسكرياً لإيران، و هو ما لا يفهمه سماحة السيد لليوم.

لو لم يقدر حزب الله على أن يعي أن لا أحد أكبر من البلد، و أن انتماءاته الدينية يجب إبعادها عن تدمير البلد، فحري به أن يحلّ نفسه.

قل لي، الآن و الجيش و اليونيفيل بالجنوب، لماذا يصر حزب الله على الاحتفاظ بالسلاح؟ عناصر حزب + سلاح داخل المدن = ميليشيا. ميليشيا + تحيز و تجييش مشاعر في الشارع = حرب أهلية.
هذه هي المعادلة التي أثبتتها الحرب، و عاد الثلاثاء الأسود و الخميس الأسود لتأكيدها من جديد.

لماذا أحسّك فرحاً لما حدث البارحة يا أبو خليل؟
ألست لبنانياً؟