عزيزي زيوس:
شكرا لمرورك. الست الملكة صديقة قديمة أعرفها من زمان وكثيرا ما تحدثت معها على الماسنجر وتمتاز بشخصية طيبة قطعا مثقفة ومعدنها نقيّ أصيل ولا تضمر أي كره لأي إنسان. كل ما في الأمر أنها تحب بلدها وتخشى عليه أن يكون مبدداً بين أطماع وخيانة من قد يغدرون به. من حقها. أتفهم شعورها جداً. يجب أن نقرأ فيما وراء السطور ونعرف السبب الحقيقي لشعور شخص ما وغضبه وحميته وحماسه في الدفاع والكلام عن فكرة ما. لذلك، الملكة إنسانة عظيمة وأحترمها جداً وأتحدث معها كأخت من ذات عائلتي ويشرفني أن تكون لي أخت سورية مثلها.
--------------------------------

عزيزتي الملكة: أرجو أن لا يزعجك قولي الصدق عنك في حضورك. واسمحي لي أن أعبر بالرد على تعليقك أعلاه وأرجو أن نكتب بحرية ونعبر عن الاختلاف أو الاتفاق-كما تفعلين وأفعل- فهذا يزيد الحوار نصاعة وقوة ويوسع أفاقنا. تقولين:

اقتباس:لدي معلومات موثقة من مصادر موثوق بها في بحث أجريته - بنفسي - مع المهجرين المخضرمين في الغرب من اصول عربية ولم ينفوا ما ذكرته بل أن أحدهم لديه صورة لباب المطعم الذي علقت عليه اللوحة العنصرية ضد العرب والكلاب .. و لما نذهب لبعيد ..أنا أدعوك الى أي غرفة في البال توك اكتب كلمة عربية واحدة وسترى أنك مطرود من الغرفة شر طردة ..

أحب أن أقول لك وفي الوقت الذي أتفق معك كثيرا فيما تقولين ولمستيه بشكل شخصي أن ما ترينه من أمريكان على البالتوك مثلا هما ليسوا عامة الشعب بل هم في الغالب تعساء بؤساء يعانون من وحدة فظيعة ولا يجدون أي متنفس للكلام مع أي أحد سوى على البالتوك أو دردشة الإنترنت.
من المؤكد أن هناك عنصرية وأعرفها جيداً ولكن اسمحي لي يا ست الملكة أن حكاية "ممنوع على العرب والكلاب" هي مبالغة من مبالغات الثقافة الرائجة في العالم العربي والتي تصدر عن رابطة العالم الإسلامي وبالأخص السلفيين والذين صارت اسطواناتهم مشروخة. كبار كتاب سوريا يتمتعون بثقافة ووعي حضاري عالمي يشمل ما هو عربي وأوروبي وأسيوي إلخ. العالم يتسع رغم أنف هؤلاء السلفيين. العالم أكبر من تفكيرهم الذي تعود جذورهم لجزيرة العرب في القرن السابع. بل حتى جزيرة العرب في ذلك الوقت لم تعد الآن كما كانت فيما أظن وصاروا يتمتعون بتكنولوجيا وتقنيات وموارد علمية تسير مع حركة الزمن للأمام. الدنيا تتغير. العالم صار قرية صغيرة وصرنا نتعامل كبشر من كل جنس وثقافة على مستوى أكبر من التقسيمات العرقية والدينية.
وسامحيني على التكرار.. أكثر هؤلاء الذين يخرجون من على البالتوك وبرامج الدردشة هم قوم موتورون. كنت أقود غرفة للدردشة على البالتوك وأعرف جيداً أنهم مجتمع مريض في أغلبه. الحسنة الوحيدة اللي كسبتها من البالتوك كانت صداقات جنيتها مع بعض الناس ولهم الفضل في صياغة تفكيري بشكل صار إلى ما هو عليه الآن. تعرفت مثلا بصديق من القاهرة واسمه محمد البدري وكانت صداقته من أكبر المكاسب في حياتي بدون مبالغة؛ وهو عرفني بكتب مثل قصة الفلسفة لـ ديورانت ومناهج التفكير العلمي والمنطق الرياضي وكل هذه الأمور الحلوة. دخلت البالتوك بهدف الجدل الديني وإذ بي أحتقر غالبية من كانوا يشاركوني الحوارات ويدعموني وصارت صداقة "محمد" هذا من أعظم المكاسب واليوم أنا وهو نتصل ببعض بالتليفون ولا حاجة بنا إلى أيام البالتوك.

سامحيني على الإطالة. (f)