{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
مفهوم المسيح بين التوراة والانجيل والقرآن -فراس السواح
Mirage Guardian غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 577
الانضمام: May 2004
مشاركة: #5
مفهوم المسيح بين التوراة والانجيل والقرآن -فراس السواح
يُدعى يسوع في القرآن الكريم بالاسم عيسى. والكلمة، على ما نرجِّح، قد جاءت من الاسم التوراتي يِشو–وا، المختصرة عن يهو–شوا، وتعني "خلاص الرب". وقد جرى لفظ الاسم بالآرامية، التي كانت لغة فلسطين، بصيغة يشوع، التي تحوَّلت في الأناجيل اليونانية إلى إيسوس Iisous أو إيسو، بحذف حرف السين الذي يلحق أسماء العَلَم الإغريقية. ومنها جاء الاسم "عيسى" في العربية والاسم Jesus في اللغات الأوروبية، الذي يضاف إليه عادة لقبُ المسيح Christ، فيقولون: Jesus Christ، أي "يسوع المسيح". وكلمة Christ في اللغات الأوروبية مأخوذة من الكلمة اليونانية Χριστος، خريستوس؛ وهي التي استخدمتْها الترجمة اليونانية للتوراة، المعروفة باسم "الترجمة السبعينية" Septuagint، كمقابل للكلمة العبرية مشيح.

يتصل لقبُ المسيح بعيسى عليه السلام في آيات الكتاب الكريم. فقد وَرَدَ الاسم عيسى مقرونًا بالمسيح إحدى عشرة مرة، وذلك كقوله تعالى: «إنما المسيح عيسى ابن مريم رسولُ الله وكلمتُه ألقاها إلى مريم وروحٌ منه» (النساء 171). كما وردت الإشارة إلى عيسى باسمه المجرَّد، كقوله تعالى: «يا عيسى إني متوفِّيك ورافعك إليَّ ومطهِّرك من الذين كفروا» (آل عمران 55)، أو مضافًا إلى "ابن مريم"، كقوله تعالى: «وآتينا عيسى ابن مريم البيِّنات وأيَّدناه بروح القدس» (البقرة 253). أو بـ"ابن مريم" فقط، كقوله: «ولما ضُرِبَ ابنُ مريم مثلاً إذا قومُك منه يصدُّون» (الزخرف 57). وقد ناب لقبُ "المسيح" مرة واحدة عن الاسم، وذلك في الآية 172 من سورة النساء: «لن يستنكف المسيح أن يكون عبدًا لله ولا الملائكة المقربون».

لا تفيدنا آياتُ الكتاب في معرفة معنى كلمة "المسيح". وبما أننا لا نجد في العربية جذرًا للكلمة سوى الفعل الثلاثي مسح الذي يفيد، كما في الآرامية والعبرية، معنى اللمس والتمسيد الرفيق بالكف، فقد ذَهَبَ معظم المفسِّرين إلى القول بأن لقب المسيح قد جاء من قيام عيسى بشفاء المرضى بلمسة يده. ولكننا نرجِّح أن يكون اللقب القرآني ذا صلة بالمعنى التوراتي والإنجيلي. فإذا كان المَسْحُ بالزيت دلالةً رمزيةً على مباركة الله للملك أو الكاهن أو النبي، فإن هذا المعنى متضمَّن في الآية الكريمة التي يقول عيسى فيها: «إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيًّا وجعلني مبارَكًا» (مريم 30-31). وإذا كان المسْح بالزيت دلالة رمزية على اختيار الله للممسوح، وتفضيله واصطفائه على الناس طُرا، فإن هذا المعنى متضمَّن في الآية الكريمة: «إن الله اصطفى آدم ونوحًا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين» (آل عمران 33). وإذا كان المسح أيضًا يدل على حلول روح الربِّ على الممسوح ووقوفه إلى جانبه عبر مراحل حياته، فإن هذا المعنى متضمَّن في قوله: «وآتينا عيسى البيِّنات وأيَّدناه بروح القدس» (البقرة 253). وأيضًا: «وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكرْ نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيَّدتُك بروح القدس» (المائدة 110).

وكما كان ليسوع المسيح في الرواية الإنجيلية ظهوران: ظهور في التاريخ، وظهورٌ ثانٍ في آخر الأزمان، يُفتتَح معه اليومُ الآخر ونهايةُ التاريخ، كذلك هو الأمر بالنسبة لعيسى في الرواية القرآنية. فقد ظهر عيسى أولاً كرسول ونبي، ثم نجَّاه ربُّه من الصلب وأجاز عنه كأسَ الموت، فرَفَعَه إليه في انتظار اليوم الأخير الذي يُفتتَح بعودة عيسى كعلامة أساسية من علامات الساعة. نقرأ في سورة النساء 156-158: «وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبِّه لهم [...] وما قتلوه يقينًا بل رَفَعَه الله إليه وكان الله عزيزًا حكيمًا. وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمننَّ به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدًا». ونقرأ في سورة الزخرف 57-61: «ولما ضُرِبَ ابن مريم مثلاً إذا قومك منه يصدُّون وقالوا أآلهتنا خير أم هو؟ ما ضربوه لك إلا جدلاً بل هم قوم خَصِمون. إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل. [...] وإنه لَعِلْمٌ للساعة فلا تمترُنَّ بها واتبعونِ هذا صراط مستقيم».

هذه الإشارات الموجزة عن دور عيسى في آخر الزمن لا تقترن في الكتاب بمزيد من التفاصيل. ولكن الحديث الشريف قد توسَّع وأفاض في مسألة القدوم الثاني لعيسى؛ ومنه نورد نتفًا هي غيض من فيض. فقد روى مسلم: «لا تقوم الساعة حتى تروا عشرَ آيات: طلوع الشمس من مغربها، والدخان، والدابَّة التي تكلِّم الناس، وخروج يأجوج ومأجوج، وخروج عيسى عليه السلام، إلخ.» وعلى ما نفهم من عدد آخر من الأحاديث فإن القدوم الثاني للمسيح عيسى ابن مريم يسبقه ظهور "المسيح الدجال" الذي يأتي من بلاد المشرق، فيدَّعي الصلاح، ثم يدَّعي النبوة، ويقول إنه المسيح، ثم يدَّعي الألوهية، ويُجري معجزات عظيمة، منها إحياء الموتى وإسقاط المطر بإشارته، فيتبعه المنافقون والمرتابون، وينجو من حيله المؤمنون. بعد ذلك يبعث الله عيسى ابن مريم، فينزل عند المنارة البيضاء في دمشق، واضعًا كفَّيه على أجنحة ملاكين. إذا طأطأ رأسه قطر وإن لم يصبه بلل، وإذا رفعه تحدَّر منه لؤلؤ كالجمان، فينفخ على الكفار فيبيدهم. ونفختُه النارية هذه تصل أينما تلفَّت إلى حيث ينتهي بصره. بعد ذلك يحكم عيسى البشر بالعدل والقسطاس، وتدخل الأرض في حالة فردوسية ردحًا من الزمن ينتفي فيه الشر من الوجود، فتضع الحرب أوزارها، وتتحول السيوف إلى مناجل، وتتلاشى العلل والأمراض، ويحرس الذئب الغنم فلا يضرُّها، ويراعي الأسدُ البقرَ فلا يضرُّها، ويلعب الصبيُّ بالثعبان فلا يضرُّه. بعد ذلك يموت عيسى، ويصلِّي عليه المسلمون، ثم تموت كلُّ نفس حية وتعود إلى بارئها. هذا الوصف للحالة الفردوسية التي تسود في نهاية التاريخ يشبه وصف ملكوت الربِّ في المصادر الكتابية. نقرأ في سفر إشعيا عن مسيح آخر الأزمنة وافتتاحه للملكوت ما يلي: «ويحلُّ عليه روحُ الرب [...]. ولذته تكون في مخافة الربِّ، فلا يقضي بحسب نظر عينيه، ولا يحكمُ بحسب سمع أذنيه، بل يقضي بالعدل للمساكين ويحكمُ بالإنصاف لبائسي الأرض، ويضربُ الأرض بقضيب فمه ويُميت المنافق بنفخة شفتيه [...]. فيسكن الذئب مع الخروف، ويربضُ النمر مع الجدي، والعجلُ والشبل والمُسَمَّن معًا، وصبيٌّ صغير يسوقها، والبقرة والدابة ترعيان، تربض أولادُهما معًا، والأسد يأكل تبنًا كالبقر، ويلعب الرضيع على سَرَب الصِّلِّ ويمدُّ الفطيم يده على حجر الأفعوان.» (إشعيا 11: 1-8)
01-17-2005, 12:40 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
مفهوم المسيح بين التوراة والانجيل والقرآن -فراس السواح - بواسطة Mirage Guardian - 01-17-2005, 12:40 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  أسرار التوراة - تأليف روجيه صبّاح - ترجمة صالح البشير نبع الحياة 5 3,170 10-26-2011, 11:55 PM
آخر رد: الحوت الأبيض
  قراءة فى ملحمة جلجامش لفراس السواح نبع الحياة 2 4,613 03-19-2011, 02:09 PM
آخر رد: نبع الحياة
  فراس السواح - مغامرة العقل الاولى الفكر الحر 0 1,742 11-05-2010, 04:14 PM
آخر رد: الفكر الحر
  طلب مخطوطات عربية للتوراة والانجيل سيد مهران 2 1,511 09-06-2010, 03:31 AM
آخر رد: إبراهيم
Star "خفايا التوراة وأسرار شعب إسرائيل" كمال الصليبى نبع الحياة 0 1,593 07-13-2010, 07:28 AM
آخر رد: نبع الحياة

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS