اقتباس: شهاب الدمشقي كتب/كتبت
حزب الله لا يقدم هوية شيعية ام حتى اسلامية للبنان، وانما يطالب بحقوق فئة لبنانية يرى انها يمثلها ( وهي بالبطع فئة مهمشة عن قصد وعمد !!! ولو قدر لك زيارة الضاحية الجنوبية وحارة حريك لادركت ذلك ) ..
المعذرة للتطفل، لكن أود أخذ هذا المقطع وحده للتعليق عليه.
حزب الله لا يبحث عن زيادة مقاعد الشيعة في الحكومة، و لا يبحث عن زيادة تمثيلهم، بل يطالب بمنح الكتلة العونية (نحو 16% من المجلس النيابي) وجوداً داخل الحكومة، بالرغم من أنه شارك في إقصائها حين تم تشكيل الحكومة في الـ2005، فما الذي تغير بين حين رفض حزب الله تيار عون في الحكومة، و بين حربه ضد أغلبية الشعب اللبناني المنتخبة من أجل إدخال تيار عون في الحكومة اليوم؟ الذي تغير أن التيار العوني أصبح حليفاً لحزب الله، بالتالي أصبح له صك دخول عالم السياسة، و أصبح لحزب الله أن يزيد من تمثيل حلفائه كي يصل إلى نسبة الـ40% من المجلس النيابي، و بالتالي الحصول على الثلث المعطل في الحكومة. اللعبة سياسة بحتة استخدم فيها حزب الله كل الأسلحة، بما في ذلك الشحن الديني عن طريق وضع السنة و الشيعة في مواقف متفجرة (إرسال قطاع طرق و متظاهرين و معتصمين شيعة إلى مناطق سنية بالكامل مثلاً).
كل المفاوضات و جلسات الحوار كانت تدور حول حقائب وزارية مارونية 100%، شهاب، فمن أين خرجت علينا بسيناريو الدفاع عن حقوق الشيعة المهمشة تلك!؟ حتى نصر الله نفسه قال أنه مستعد أن يتنازل عن كل حقائب حزب الله في الحكومة مقابل منحها لحلفائه!
من كان بيده الحل و العقد في المفاوضات هو الدكتور سمير جعجع باعتباره على رأس أكبر تمثيل ماروني نيابي في إطار 14 آذار، و كان آخر عرض قدمه أن يتم إعطاء ميشيل عون حقيبة وزارية و إدخاله في الحكومة. هنا تحدث ميشيل عون و قال أنه لا يريد أن يكون سبب الإشكال(؟)
جلسات الحوار كانت عبارة عن طرفين كل منهما يترقب الآخر بحذر، بالضبط مثل مباراة كرة قدم يلعب فيها كل فريق بتشكلية 10-0-0، فلم تخرج الكرة عن دائرة المنتصف، و لم يحاول أحد أن يخرجها منها. لهذا السبب كان جلّ حديث 14 آذار يدور حول الهواجس و ضرورة معالجتها قبل بدء التناول الفعلي لإشكالية التمثيل الحكومي، لكن حزب الله رفض. ما كانت الهواجس؟ 1. سلاح حزب الله. 2. نشر الجيش اللبناني على كل أرض لبنان. 3. المحكمة الدولية. 4. القانون الانتخابي الجديد. و لاحقاً 5. رئاسة الجمهورية.
لماذا فشل الحوار؟ لأنه لم يقم أصلاً! حزب الله ظل يقول أنه لا توجد هواجس (في مصادرة سخيفة لمخاوف أغلبية الشعب اللبناني الممثلة)، و بالتالي يجب معالجة أمر التشكيل الحكومي مباشرة، و هو ما يتناقض بالكامل و الوضع على الأرض، و كذلك مطالبه الآن.
حزب الله رفض إثبات حسن نيته أيام جلسات الحوار، و رفض منح الأمان لأغلبية الشعب اللبناني قاطبة ممثلة في مجلس النواب، فما الذي يجبر أغلبية شعب لبنان الآن على أن يصدقوه؟ يكفي أن حسن نصر الله شخصياً تعهد لقادة كل القوى اللبنانية بأنه لن يقوم بأي خطوة تجاه إسرائيل طوال أشهر الصيف من أجل الحفاظ على موسم السياحة، و في عز صيف آب أثبت أنه منافق كذاب خدع كل شعب لبنان و دمّر موسم السياحة و وفر غطاءً شرعياً لتدمير لبنان على يد الحقراء في إسرائيل.
المثير للسخرية المريرة فعلاً هو أن حزب الله دمر لبنان لأجل جنديين مرة، و الآن يدمره ثانية لأجل وزيرين.