الزميل طيف

اتفق معك تماما ان الحرب العراقية الايرانية هي نتاج ما حصل في ايران عام 1979، بل استطيع القول ان كوارث العراق الحقيقية بدأت بوصول خميني الى السلطة في ظروف مشبوهة لعبت فيها امريكا واوربا الاطلسية ادوارا معروفة استهدفت حصار الاتحاد السوفيتي السابق بحزام اسلامي متفجر، ولكن كالعادة، كانت الأنظمة العربية هي التي وقعت في الفخ حين انجرت وراء الرغبات الأمريكية، فقام نظام صدام بحربه بالنيابة عن أمريكا التي عجزت عن أن تجد لها نقطة وثوب تنطلق منها لضرب ايران، وكلنا يتذكر مآل الطائرات التي بها فورد الى طهرات والتي تحطمت قبل الوصول اليها، ولا أستبعد أن يقع نظام أو أنظمة عربية في الفخ الأمريكي بشن حرب جديدة على ايران، فنحن العرب آخر من يستخلص العبر والدروس.

للحروب، أية حروب تداعيات وآثار، وما أردت قوله ان ما حصل في باكستان وأماكن أخرى كان بتأثير من الحرب العراقية الايرانية التي لا يمكن تجاهل جانبها الطائفي. ألم يقل خير الله طلفاح قولته الشهيرة: (هد جلابهم عليهم)؟

وبالنسبة لملابس الجيش العراقي لدي أيضا معلومات مؤكدة ان باكستان ودولة عربية كانتا أبرز الحاصلين على صفقات خياطتها، كما انني على اطلاع مباشر بان هذه الدولة العربية هي من زودت العراق بغاز الخردل، وربما يأتي الوقت المناسب للكشف عنها وعن الدور الذي لعبته في الحرب والثمن الذي قبضته مقابل ذلك.

وتعرف جيدا ان ثقافة العراق الاجتماعية قبل تلك الحرب كانت ثقافة تعايش حقيقي بحيث يندر أن تجد اسم يزيد، مع انني أرى شخصيا ان هذا الاسم جمييل، متداولا في البيئة السنية، كما ان اسم عمر أصبح مألوفا ومعتادا في البيئة الشيعية، بل أنني أعرف أخوة مسيحيين أطلقوا على أبنائهم اسماء عمر وحيدر، ولكن أين هو هذا التعايش ونحن نرى القتل اليوم ليس على الهوية فقط بل على الأسم، فكيف هو الأمر لمن لم يعرف هذا التعايش أو يعيشه في الواقع؟

تحياتي