عزيزي العلماني (f)

احترامي لـ أيمن الظواهري ليس كأني مولع به ولكن هو نوع من أنواع الفهم والإعجاب بإخلاصه لما يؤمن به ومن وحيّ عقيدته وتفسيره لها وتطبيقه الحرفيّ لها؛ ولذلك أحترمه. أيمن تقوده عقيدة ويطبقها بحذافيرها، من وجهة نظري. هتلر على العكس كانت تحركه الفاشية النازية وهدفه كان سياسي محض وليست هناك قناعة عقائدية يخلص لها ويستبسل حتى النهاية. أيمن يتخلى عن منصبه كجراح طبيب ويتفرغ لـ "الجهاد في سبيل الله" ويعيش في الأدغال ولن يتخلى عن هذا العمل لأن القناعة والرسالة عنده أسمى من أي مبتغى آخر.
سيد القمني في المقابل.................... لا أدري ماذا أقول. لا أراه يفعل الشيء ذاته. أريد أن أبتعد عن أي نقد جارح تجاهه اليوم وكفاني ما قلت بالأمس.

عزيزي وضاح: عندما تتفرغ للبحث في قضية الدين والتاريخ والحضارة، وفي المؤسسات الأكاديمية، كلها تنبع وتصب في أصل واحد، يجب علينا أن نتابع آخر ما وصل إليه الباحثين ولا أن نعيش في استنتاجات مطلع القرن التاسع عشر للأبد. أغلب أبحاث سيد القمني عن الله لا تتجاوز هذه الحقبة لدى الباحثين. فراس السواح على العكس سبـّاق مع الزمن فتجده يتابع لـ هاينزبرج في الفيزياء وإلياد وما بعد إلياد وفريتجوف كابرا ويسير بحركة غير عادية مع الزمن... فراس فعلا صاحب عقل علمي فيزيائي ولك أن تقرأ كتابه "دين الإنسان" وتجده مرفوع على سيرفر نادي الفكر. فراس جبار. فراس يا وضاح رجل مؤدب جدا ولا يعمد لـ اللمز والغمز مثل سيد القمني وهو يتحدث عن التوراة ويطعن من هنا ثم يطعن من هناك ثم يعود للحديث عن القرآن الكريم باعتباره أفضل من كل هذه الكتب الزبالة أي التوراة وهي تتحدث عن إبراهيم وقصته وكم أن القرآن هو الحق المبين ثم يأتي سيد القمني لاحقا ويسدد لكمة وطعنة من العيار التقيل للقرآن والإسلام...أسلوب واحد واطي فعلا! هل فراس السواح يفعل شيء واطي من هذا النوع؟ مستحيل. يمكن أن تأخذ كتب فراس السواح وتترجمها وتنشرها في أي مؤسسة أكاديمية عالية محترمة ولتكن جامعة هارفارد وستنال التقدير العالي وتصبح رسالة ماجستير أو دكتوراة. سيد القمني عرض عليّ أن أترجم له كتبه للإنكليزية وأنشرها...بصراحة ما كانش ينعزر ولا ينباع جزر. لو فراس السواح عرض علي أن أعمل أي شيء له ومجانا، صدقني يا شيخ أني سأفعله على الفور لأن فراس رجل نزيه بكل معنى الكلمة...عندما سمعت أن فراس السواح يعاني مالياً تضايقت ونفسي اغتمت غم شديد. أصحاب رجال الفكر والعمالقة يعانون معاناة شديدة وغيرهم ياكلها وهي والعة. ومع ذلك يا وضاح لم يخرج علينا فراس السواح ويقول إن الجامعات تهدده ويشهر بسمعة جريدة أو مجلة في بلده ويقول إنها تحرضه على الهجوم على الإسلام كما فعل سيد القمني بأسلوب رخيص طفولي مع مجلة روز اليوسف وفي الحقيقة هما ردوا عليه ومسحوا بيه البلاط على الحركة دي وخير ما عملوا.

بالنسبة لـ ثريا منقوش فكل التقدير لجهودها البحثية في ذلك الوقت ولكن بحوثها عن التوحيد قاصرة جداً ولا تصلح بالمرة لأن تكون موضوعية. لا يمكن أن أختزل عقيدة التوحيد وأنسب الفضل فيها لليمنيين فقط وأحتكرها لهم لمجرد أني يمني ومولع بحب اليمن! هذا ما فعلته ثريا منقوش وقالت إن التوحيد يمان وأن أصله اليمن واليمن هي اللي خرجت بالتوحيد لجزيرة العرب. طبعا ده كلام فارغ ولا يصدر عن باحث مجتهد عقله في راسه. هي أيضا قالت أن الإله رحمن في اليمن هو اللي صار الرحمن الرحيم في الإسلام وسيد القمني بمنتهى السذاجة أخذ عنها وفعلا صار مقتنع بهذا مع أن كلمة رحمن ورحيم هي كلمات سامية ومتواترة في جميع اللغات السامية من آرامية عبرية إلى كلدانية أشورية وجعزية إلخ إلخ من قدم الأزل ولا يجب احتكارها لصالح اليمن ومعتقداتهم القديمة. سيد القمني ناقل عما كتبه هؤلاء ولم يجتهد في بحثه كثيرا. عندما ترى كيف كان مرسيا إلياد ذلك الرجل الروماني يعيش وكان مكتبه يا حرام يشبه مكاتب الرهبان في الصوامع وكان يعيش في الـ attic يعني أوضة فوق السطوح وبهر العالم كله وكافح وخرج صوته من رومانيا إلى أن يصبح مؤسس أشهر موسوعة أديان...فأين سيد القمني من هذا كله؟! فراس السواح في المقابل ورغم الفقر والظروف المادية يشتغل على موسوعة حاليا تشبه في تقديري موسوعة مرسيا إلياد وماشي في خط إلياد وسيظل التاريخ يذكره بكل خير. أين القمني من هذا مثلا؟
تحياتي لك.

:redrose::redrose: