اقتباس:كتب ابراهيم  

عزيزي العلماني  

احترامي لـ أيمن الظواهري ليس كأني مولع به ولكن هو نوع من أنواع الفهم والإعجاب بإخلاصه لما يؤمن به ومن وحيّ عقيدته وتفسيره لها وتطبيقه الحرفيّ لها؛ ولذلك أحترمه. أيمن تقوده عقيدة ويطبقها بحذافيرها، من وجهة نظري. هتلر على العكس كانت تحركه الفاشية النازية وهدفه كان سياسي محض وليست هناك قناعة عقائدية يخلص لها ويستبسل حتى النهاية. أيمن يتخلى عن منصبه كجراح طبيب ويتفرغ لـ "الجهاد في سبيل الله" ويعيش في الأدغال ولن يتخلى عن هذا العمل لأن القناعة والرسالة عنده أسمى من أي مبتغى آخر.

الفاشية النازية هي "عقيدة" يا "ابراهيم"، كتابها المنزل هو كتاب "هتلر" نفسه المسمى "كفاحي"، والذي كتبه في السجن إثر الانقلاب الذي حاوله في مطلع العشرينيات من القرن الماضي.

الفاشية النازية تؤمن "بالسلم العرقي بين الأجناس". هذا "السلّم" عندهم "طبيعي" ارتضاه إله الكون وفرضته الطبيعة على البشر من أجل "خلاص البشرية". وهو يقتضي أن يحكم "العرق الآري" الشعوب ويقودها نحو "المستقبل المشرق الزاهر للبشرية".

كان "هتلر" يعتقد بنظريته كاعتقاد "الظواهري" بإلهه وأوامره ونواهيه. وكان يراها نظرية ثابتة جاءت مع وجود الإنسان، وبالتالي فهي "مسطورة في كتاب مكنون"، هو كتاب الطبيعة، الذي تستطيع أن تعود به إلى الخالق نفسه.

ليس هناك من فرق بين "هتلر" و"الظواهري" يا "ابراهيم". فالأول مثل الثاني يعتقد بأنه يحتكر الحقيقة المطلقة. وحقيقته هي "اقصاء الآخرين" حتى تكون الأرض "للعرق الآري" عند "هتلر" أو "لإله الظواهري" عند "الظواهري".

"الظواهري" هو "الوجه الديني" "للفاشية العرقية الهتلرية". وهو وهتلر "قذارات" بشرية لا يعرفون غير فرض حقائقهم بالقوة وإقصاء الآخرين والتنكيل بهم، ولهذا "أحتقر" اثنيهما وأرى تعريتهما واجباً إنسانياً. فأشخاص مثل هؤلاء هم "قاذورات بشرية" ومشاريع استبداد ودم ليس إلا. ولو قدّر الله وتحكم بنا مثل هؤلاء فإن مصيرنا جميعاً إلى التهلكة (تصور دولتك يحكمها الظواهري مثلاً :))...

الاحترام - يا صديقي - نزجيه لمن يستحق الاحترام. ومن يستحق الاحترام عندي هم هؤلاء الأشخاص الذين تحتوي عقيدتهم على "النبل" و"الشهامة" و"الأريحية" و"الإنسانية" قبل كل شيء. إنهم أولئك الأشخاص الكبار الذين تساموا في الإنسانية بحيث باتوا لا يميزون بين البشر حسب "لونهم وعرقهم ودينهم ومذهبهم". أما هذه الحثالات البشرية مثل "الظواهري" و"هتلر" ومن مثلهما (حذوك النعل بالنعل)، فليس لهم عندي إلا الاحتقار والمهانة والصراع معهم إلى يوم يبعثون. فهؤلاء، هم من نصبوا أنفسهم قيمين على البشرية، يصنفونها على مزاجهم وعقيدتهم، فكل من وافقهم يسلم وكل ما خالفهم "يقطع ويلقى في النار".

مع هذه "المراحيض المتحركة" - أمثال الظواهري وهتلر - ليس هناك إلا "السيف" و"الجزمة القديمة" -، بل ان حذاء "بوش" (وهو عندي في أسفل سافلين) أفضل من وجهي هذين الحيوانين بامتياز.

واسلم لي
العلماني