دفتر الغياب اليومي

{myadvertisements[zone_1]}

تقييم الموضوع:

5 صوت - 4.2 بمعدل
1
2
3
4
5

النظام الخطي

دفتر الغياب اليومي

تموز المديني غير متصل

عضو جديد دائما

المشاركات: 1,165
الانضمام: Jun 2004

مشاركة: #210

دفتر الغياب اليومي

الورقة البيضاء تثير ضوءا ساطعا يطغي على اللون الاحمر الوردي الدافئ الذي يرسل تدرجاته الخافتة على مساحات الطاولة ليمتد الى ارجاء الغرفة
من جديد يصعقني بياض الورقة الفارغة التي تمتد على شاشة حاسوبي
الفراغ الالكتروني الضوئي يثير فيّ هلعا و اضطرابا في جسدي وروحي على السواء
ماذا اكتب
ماذا اريد ان اقول؟؟؟
الايام تمضي والسنوات تتراكم بسرعة مذهلة وكأنه انحدار العمر نحو حضيض النهايات
الكلمات تموت على شفتي
الافكار تجهض في رأسي قبل ولادتها
لم يعد هناك شيء جدير بالقول
لا حدث
لا شخصيات

لا مشاهدين
لانقاد
لا احد
لا احد جدير بالقول
لا احد جاهز للانصات
و المتفرجين ادمنوا النظر في مرايا صغيرة يخبؤها في جيوبهم ويطالعون فيها صورتهم حين يرغبون او حين تحين الفرصة التي يود بها اي احد ان يعود لنفسه قليلا اذا واتاه الوقت..
هذا لايعني بان ممارسة الحياة و مشاغلها و اعمالها وابواب الرزق فيها هي وحدها فقط تحتل اوقاتنا فنبتعد يوما بعد اخر سنة بعد اخرى عن انفسنا... لا ليس هذه فقط
الفراغ ايضا فعل قاسي يحتل اوقاتنا ويسيطر علي احداث حياتنا ايضا وله اكبر الاثر في انشغالنا عن اي محاولة تواصل مع الذات او مع الآخر.. اقول تواصل و ليس لقاء او حوار او صراخ او شجار او ممارسة مشتركة للفراغ بين اثنين او اكثر او مجتمع وآخر او بلاد برمتها....

هناك هروب خطير من الانا.. انكفاء وانخفاس روحي عظيم في كل هذه الضوضاء التي تثيرها الحياة من حولنا.. هناك عزلة خفية مقنعة تزحف بطيئا لتحتل ارواحنا رغم كل الصخب الذي نثيره فيما حولنا

افراغ و تفريغ عبر الافراط في ممارسة الحياة خارجا اولا وأخيرا
الحياة تفر نحو الخارج
تهرب من المعنى و اللحظة والمواجهة التي لابد منها هناك بين الانا واناها
الحياة تزحف نحو الهامش لتخلي الصفحة البيضاء الساطعة لكل هذا الفراغ

هي الورقة البيضاء تخبو انوارها رويدا تغلق نوافذها الالكترونية واحدة بعد الاخرى تطفئ الانوار وتختبئ احفورة على القرص الصلب بانتظار قارئ اقراص من عصر معلوماتي مستقبلي لا يمكن تخيله او تصور ابعاده

لا جدوى حتى من الفراغ

02-03-2007, 11:36 PM