اقتباس:  zaidgalal   كتب/كتبت  
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 184 :
أخرجه البخاري ( 4 / 231 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 4 ) و البغوي في
" شرح السنة " ( 1 / 142 / 2 ) و أبو القاسم المهرواني في " الفوائد المنتخبة
الصحاح " ( 2 / 3 / 1 ) و ابن الحمامي الصوفي في " منتخب من مسموعاته " ( 171 /
1 ) و صححه ثلاثتهم ، و رزق الله الحنبلي في " أحاديث من مسموعاته " ( 1 / 2 -
2 / 1 ) و يوسف بن الحسن النابلسي في " الأحاديث الستة العراقية " ( ق 26 / 1 )
و البيهقي في " الزهد " ( ق 83 / 2 ) و في " الأسماء و الصفات " ص ( 491 ) من
طريق خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال حدثني شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن
عطاء عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره. قلت : و هذا إسناد ضعيف

الشيخ رحمه الله قد ساق قول ثلاثة من أهل ذاك الزمان يصححون هذا الأثر مع إخراج البخاري له في الصحيح ثم يقول عنه بعد ذاك: "وهذا إسناد ضعيف"!!

هذا طبعا لا تعليق لي عليه ..

وأما هذا القول: "لعددته في منكرات خالد" المنسوب للذهبي من قول الشيخ الألباني فلا يصح طبعا، فإن الذهبي ما كان له بعد تصحيح البخاري أن يصف حديثا بهذا الوصف أو يعده من المناكير على الإطلاق، ولكن القول نسبه الذهبي لبعض المجاهيل الذي قد يكون بعضهم من أهل الرأي في هذا العلم وقد لا يكونون، وهذا إنما كان قبل إجماع علماء الأمة على صحة ما في الصحيحين وجواز ما فيه القنطرة بقول الإمام الذي لا يدانيه إمام في هذا العلم على الإطلاق.

وأما قوله -أعني الذهبي-: "لم يرو هذا المتن إلا بهذا الإسناد. ولا أخرجه من عدا البخاري ، ولا أظنه في مسند أحمد "، وقول ابن حجر: " قلت : ليس هو في مسند أحمد جزما" فغير صحيح البتة، إذ قد وجدت الهيثمي –وهو أسبق وفاة من ابن حجر- ينص على وجوده في مسند أحمد، وقد رجعت إليه ووجدته في مسند عائشة رضي الله تعالى عنها، مع ضعف في الطريق إليها.

وأما الطرق لهذا الحديث فكثيرة وأصحها فيما أعلم ما عند الطبراني في الأوسط، قال حدثنا هارون بن كامل نا سعيد بن أبي مريم ثنا إبراهيم بن سويد المدني حدثني أبو حزرة يعقوب بن مجاهد أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله يقول من أهان لي وليا فقد استحل محاربتي وما تقرب إلي عبد من عبادي بمثل أداء فرائضي وإن عبدي ليتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت عينيه التي يبصر بهما وأذنيه التي يسمع بهما ويده التي يبطش بها ورجليه التي يمشي بهما إن دعاني أجبته وإن سألني أعطيته وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن موته وذلك أنه يكره الموت وأنا أكره مساءته لم يرو هذا الحديث عن أبي حزرة إلا إبراهيم بن سويد ولا رواه عن عروة إلا أبو حزرة وعبد الواحد بن ميمون.

وهو في كتاب الأولياء لابن أبي الدنيا. قال حدثنا الهيثم بن خارجه والحكم بن موسى قالا نا الحسن بن يحيى الخشني عن صدقة الدمشقي عن هشام الكناني عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة وما ترددت عن شيء أنا فاعله ما ترددت في في قبض نفس عبدي المؤمن لأنه يكره الموت وانا اكره مساءته ولا بد له منه وإن من عبادي المؤمنين من يريد بابا من العبادة فاكفه عنه لا يدخله عجب فيفسد لذلك وما يتقرب الي عبدي المؤمن بمثل أداء ما افترضت عليه وما يزال عبدي يتنفل لي حتى أحبه فإذا احببته كنت له سمعا وبصرا ويدا ومؤيدا دعاني فاجبته وسألني فأعطيته .. .

وقال حدثنا عبد الله نا أبو خيثمه نا اسماعيل بن عمر نا عبد الواحد مولى عروه بن الزبير وكنيته أبو حمرة ذكر عروه بن الزبير عن عائشه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله: من آذى لي وليا فقداستحل محارمي وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء فرائضي وإن عبدي ليتقرب إلي حتى أحبه فاذا احببته كنت عينه التي يبصر بها ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وفؤاده الذي يعقل به ولسانه الذي يتكلم به ان دعاني أحبته وان سألني أعطيته وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن موته وذلك انه يكره الموت وأنا أكره مساءته.

وهو في مسند الشهاب. قال أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد العزيز بن طه بدمشق أنا محمد بن جعفر بن السقاء نا الفضل بن العباس نا يحيى بن عبد الحميد نا صفوان بن أبي الصهباء عن بكير بن عتيق عن سالم عن بن عمر عن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة وما رددت في شيء أنا فاعله ما رددت في قبض نفس عبدي المؤمن.

أخبرنا المحسن بن جعفر بن أبي الكرام ثنا أحمد بن الحسن الرازي ثنا سلامة بن جعفر الرملي ثنا هشام بن عمارة قال ثنا صدقة عن هشام الكناني عن أنس عن محمد صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن الله تبارك وتعالى قال يقول الله تبارك وتعالى من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة وما رددت في شيء أنا فاعله ما رددت في قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له منه.

أنا محمد بن الحسين النيسابوري أنا القاضي أبو طاهر محمد بن أحمد نا موسى بن هارون نا عباد بن موسى الختلي نا طلحة بن يحيى عن عبد الواحد أبي حمزة عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تبارك وتعالى من آذى لي وليا فقد استحل محارمي وما تقرب إلي عبد بمثل أداء فرائض وإن عبدي ليتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه إن دعاني أجبته وإن سألني أعطيته وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن موته لأنه يكره الموت وأكره مساءته وما تقرب إلي عبدي المؤمن بمثل الزهد في الدنيا ولا تعبد لي بمثل أداء ما افترضته عليه يا موسى إنه لم يتصنع المتصنعون لي بمثل الزهد في الدنيا.

وأما عن رواة البخاري الذين قد تُكلم فيهم فأنا أبين القول إن شاء الله تعالى الأمر فيهم من الأقوال المسندة لا المرسلة فأقول:

خالد بن مخلد القطواني، قال فيه ابن معين: "ليس به بأس"، وقال أبو داود: "صدوق، ولكنه يتشيع"، وقال أحمد: "له أحاديث مناكير"، وقال أبو حاتم: "يكتب حديثه"، وقال ابن عدي: "هو عندي إن شاء الله لا بأس به"، وقال العجلي: "ثقة، فيه قليل تشيع، وكان كثير الحديث" وذكره ابن حبان في الثقات.

فأما قول ابن معين ليس به بأس، فهو اصطلاح عند ابن معين يقابل الثقة في اصطلاح أهل الحديث، يكثر من ذكره فيمن يريد توثيقه ونفي الضعف عنه، وأما الصدوق عند أبي داود فإنه لا يعني التوثيق بقدر ما يعني السلامة من ناحية العدالة والدين، وأما قول أحمد: "له أحاديث مناكير" فلا يعني إلا تفرده بأحاديث ليست عند غيره وقد أنكرت عليه لأجل هذا، ولا يعني هذا تضعيفا في الراوي بقدر ما هي إشارة لتفرد قد وقع منه في بعض الأحاديث، وقد تُنكر بعض الأحاديث على بعض المحدثين وتثبت بعد ذاك صحتها أو لا يكون عندهم سبب وجيه في نكرانها، والنكارة هذه لا تعني المنكر الاصطلاحي الذي يرويه المتهوم بالكذب إطلاقا، وقد أورد له أحمد في علله أحاديث جعل الضعف فيمن يروي عنه لا منه هو، وأما يُكتب حديثه فهذا اصطلاح تضعيف، لكنه غير مفسر ولا مبين، وأما قول ابن عدي ذاك الذي قاله في آخر رده على من ضعفه في كتابه الكامل فإنما يدل على تحسين حديثه ورفع قدره، وأما توثيق العجلي وابن حبان فهو للترجيح لا للقطع بحال الراوي فهما من أهل التساهل رحمهما الله تعالى.

وعلى ما سبق نرى أن ابن معين قد وثق هذا الرجل ورفع من قدره أبو داود من ناحية العدالة والأمانة والصدق، واستنكر أحمد عليه بعض الأحاديث، ولينه أبو حاتم من غير ما تفسير، وقبله ابن عدي من جماعة المتأخرين، ووثقه العجلي وابن حبان من المتساهلين، وأخرج له البخاري ومسلم في الصحيح، وحيث لا طعنا مفسرا وقع في حق هذا الراوي الكريم، وفي ذات الوقت قد وثقه من المتقدمين إمام الجرح والتعديل، ومن المتأخرين ابن عدي الجرجاني، والعجلي وابن حبان الذين هما أهل للترجيح والتأييد فإن الرجل هذا لا يقال في حقه أقل من درجة "صدوق"، ولا أقل من القول بحسن حديثه.


شريك بن عبد الله بن أبي نمر، قال فيه ابن معين مرة: "ليس به بأس"، وقال مرة: "ليس بالقوي"، ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن عدي: "رجل مشهور من أهل المدينة، حدث عنه مالك وغير مالك من الثقات، وحديثه إذا روى عنه ثقة فإنه لا بأس بروايته الا أن يروي عنه ضعيف".

فأما قول ابن معين: "ليس بالقوي" مع قوله فيه في موضع آخر: "لا بأس به" يدل على شيء من خفة في ضبطه مع صلاح حديثه وحسنه في الاصطلاح على أقل تقدير، وأما توثيق العجلي وذكرابن حبان له في الثقات من غير ماتعقيب فإنه يرجح كفة التوثيق عن التضعيف، بل نص ابن عدي على سلامة آثاره في ما أخرج عنه الثقات دون الضعفاء، بل إن مما يرفع من قدره ويعلي شأنه جلوس مالك وهو الإمام إليه والتحديث عنه، وأما ما قيل في تضعيفه والتقليل من شأن حديثه عند الذهبي وغيره من الأئمة الكرام فإنما هو خلط قد صاروا إليه والله تعالى أعلم بينه وبين شريك بن عبد الله النخعي، والذي تغير حفظه وضبطه بخلاف هذا الذي لا يُعرف عنه إلا ثباته وحفظه، وما ضعف ما روي عنه إلا من قبل النقلة عنه من الضعفاء، وعليه فلا أقل من أن يقال في حق الرجل أنه: "صدوق" وفق تقسيم ابن حجر.

وعلى هذا فالحديث صحيح لصحة إسناده والشاهد الذي جاء معضدا له ورافعا في لفظه ومتنه عند الطبراني في الأوسط.

وهو من أصح الصحيح كون البخاري اعتمده وأخرجه في كتابه الذي ما اعترض على صحة ما فيه أحد من معاصريه من أهل الحجة في اللغة قبل الحديث.

نتابع بإذن الله بقية الروايات والمرويات المنتقدة على الصحيح إن شاء الله تعالى.