جهاد احمد
أمريكا
17/01/2005
يمكن للقراء العرب ان يعلنوا اسماءهم الحقيقية وعناوين سكنهم بكل شفافية في الصحف التي يكتبوا تعليقاتهم فيها في حالة واحدة فقط غير متوفرة في أي دولة عربية وهي ان تكون هذه الصحف مستقلة فعلا وملتزمة التزاما مطلقا بالنزاهة والموضوعية وتحري الحقيقة وشرف المهنة وهذا لا يمكن ان يتأتى في دول عربية لا علاقة لها بالديمقراطية وحقوق الانسان وحرية الرأي والتعبير.
أخي السيد فندي: بالله عليك أخبرني هل يستطيع مواطن سوري مثلا ان ينتقد سياسة الرئيس السوري بشار الاسد في صحيفة الشرق الاوسط ويكتب اسمه الحقيقي وعنوان سكنه؟ في أي داهية ستؤدي به يا اخي يا فندي؟ ونفس المثال ينطبق على المواطن في بلد عربي آخر ينتقد نظام الحكم في بلده. هل تريد مزيدا من السجون والذلال والاستبداد واستعباد العباد.
ثم يا أخي هذا النظام العربي الاستبدادي لا يمكن ان يفرز الا كتابا في اغلبهم موظفين لدى الحكومات 'يمتلكون' اعمدة يومية او اسبوعية في صحفهم يكتبون فيمجدون فيها حكوماتهم وزعماءهم واذا انتقدهم قراء يستطيع هؤلاء الكتاب ان يردحوا لهم كما يشاءون -كما يفعل ذلك مثلا كاتب معروف في صحيفة كبيرة- في حين لا تتوفر للقراء فرصة الرد فالكاتب يستطيع ان ينشر من رسالة القارئ ما يشاء وان يردح له كيفما يشاء في زاويته على الملأ فكيف تطلب من القراء كل هذه الشفافية في علاقة غير عادلة بين قارئ وكاتب في غياب القانون والنزاهة والموضوعية.
أخيرا ما دمنا نتحدث عن الموضوعية والنزاهة فلماذا لا يكتب لنا السيد فندي المصري الأمريكي الجنسية بوضوح عن مسألة التوريث في مصر والتي تمشي على قدم وساق ولماذا لا يكتب لنا ايضا مقالات اخرى ينتقد فيها سياسات الدول العربية الكبيرة باسمائها بدل حملته المستمرة المستعرة ضد دولة قطر وتحريضه ضدها وضد قناة الجزيرة كما فعل في مقابلته مع الفوكس نيوز.