اقتباس:كتب أبو عاصم:
هل لك أن تذكر لنا عدة أصحاب عيسى عليه السلام عفوا؟

وهل لك أن تذكر لنا كم واحدا من أصحاب المصلوب قاموا إليه ففدوه بأرواحهم لما عُري من ثيابه وبُصق عليه واقتيد للصليب الذي كانت نهاية حياته عليه؟

وهل لك أن تصف لنا عرض الإمبراطورية التي تركها السيد المسيح لطلابه وطولها؟ وعدد المنافقين الذين كانوا بين أظهر المؤمنين بعيسى عليه السلام وقت ذاك؟

نحن نعرف أن المؤمنين بالسيدالمسيح قبل صلبه كانوا التلاميذ الإثنى عشر وقد خان يهوذا فصاروا إحدى عشر وهناك سبعون رسولاً وخمسمائة أخ شهدوا صعوده الى السماء ثم هناك آلاف اليهود الذين آمنوا به نتيجة تعاليمه ومعجزاته الكثيرة حتى أن الكثيرين من رؤساء اليهود آمنوا به ولم يجاهروا بهذا الإيمان خوفاً من أن يخرجهم اليهود المتعصبون من المجمع .. وكما يقول الكتاب المقدس لأنهم أحبوا مجد الناس أكثر من مجد الله .

وكما قال السيد المسيح لبيلاطس البنطى عندما سأله هل أنت ملك وأين مملكتك ؟ قائلاً له / مملكتى ليست من هذا العالم .. لأن السيد المسيح هو رب السماء والأرض ومملكته سمائية لأن الحياة الأرضية فانية منتهية أما الحياة السماوية فخالدة أبدية .

وبعد صعود السيد المسيح وبداية التبشير بالمسيحية على يد الرسل العزل سوى من سلاح الكلمة الإلهية التى هى أحد وأقوى من سيف ذى حدين وفارقة إلى أعماق القلب ودواخل النفس نجد أنه فى عظة واحدة لبطرس الرسول دخل الى المسيحية ثلاثة آلاف نفس .. وهكذا أخذت الكلمة الإلهية تعمل وتثمر فى النفوس حتى صارت الإمبراطورية الرومانية التى سفكت من دماء المسيحيين الآلاف المؤلفة صارت إمبراطورية مسيحية تعلى علامة الصليب فوق راياتها .

ونجد أن أتباع المسيح كانوا يجاهدون حتى الدم للشهادة لإسم المسيح الكريم ولاهوته الأكيد .. أما قبل الصلب فكانوا ضعفاء خائفين مرتجفين لأنه لم يكونوا قد لبسوا قوة من الأعالى بعد ولم يكن السيد المسيح قد تمم الفداء ثم صعد الى السماء وأرسل عليهم الروح القدس روحه الطاهر وحل على التلاميذ والرسل والمؤمنين بإسمه الطاهر الكريم .. وبهذا الروح قهروا ممالك .. أخرجوا شياطين .. شهدوا أمام ملوك .. تعذبوا وجلدوا ونشروا وصلبوا وماتوا بكل شجاعة وإقدام .

أما أتباع محمد فقد نشروا الرسالة المحمدية بقوة وإرهاب السيف الحديدى البتار فى مواجهة الذين جحدوا الرسالة المحمدية المفروضة عليهم بقوة السلاح بعد موت محمد مسموماً بأيدى أعدائه .

ونجد أخلاق المسيح عندما إهتم بسلامة أتباعه قبل سلامته الشخصية قائلاً لليهود الذين أتوا للقبض عليه : أتركوا تلاميذى ودعوهم يمضوا .. أتيتم لتقبضوا على وها أنا تحت أيديكم .. وعلى النقيض نجد محمد يستغيث بأتباعه فى إحدى الغزوات صائحاً بعد أن أحاط به الأعداء وصار قاب قوسين أو أدنى من الموت : من يفدينى بحياته ؟

عندما إستغاث السيد المسيح وهو كإنسان يواجه الموت فوق عود الصليب إستغاث بالله أبوه لأنه إبن الله كما أنه ابن الإنسان .. أما محمد عندما إستغاث فى مواجهة الموت فقد إستغاث بأتباعه مفضلاً سلامته الشخصية على سلامة أتباعه ومستغيثاً بالعبد دون الرب .