يا سيدي العزيز بكل احترام اقول لك أن هذا منطق مقلوب و غريب جدا.

طريقة التفكير السليمة لا تقوم على رمي الافتراضات جزافا و المطالبة باثبات عدم صحتها، بل الطريقة السليمة هي أن من يفترض شيئا، يقع على عاتقه اثباته.

يعني أي محكمة محترمة في العالم لا تقبل بمنطقك هذا، بأن تقول مثلا، "فلان هو القاتل، الى حين اثبات العكس." بل عليك أنت ان تثبت ان فلان هو القاتل، و لن نصدق بأنه القاتل الى ان تثبت انت ادعاءك.

يعني في الحقيقة أنا مندهش جدا من اسلوب التفكير السائد هذا. سمعت من أكثر من شخص قولهم، "اللـه موجود، و على من ينكر هذا أن يثبت العكس." اللوم كله يقع على المدارس، أو على الأقل في مدرستي أيضا كنا نفكر بهذه الطريقة. و لِمَ لا و نحن لم ندرس أسس المنطق المبدئية و البدائية اطلاقا؟ بدل ذلك كانوا يدرسوننا أن إلها أحبل عذراء فولدت سوبرمان يمشي على الماء و يطير في السماء و خزعبلات شبيهة. :angry: خسارة بس على مضيعة العقل و الوقت و العمر على الكلام الفارغ. و النتيجة أننا نفكر بالمقلوب.

طيب أنا أتحدى الجميع على هذا الاسلوب أن يثبتوا أن الإله زيوس غير موجود، و أن يثبتوا أن الإله فشنا غير موجود، و كرشنا و سانتاكلوز و السنافر. مستحيل طبعا. السلب لا يمكن الاستدلال عليه. و على هذا الاسلوب، فعلينا أيضا أن نؤمن بزيوس و سانتاكلوز و السنافر، حيث أنه لا يمكن لأحد أن يثبت قطعيا عدم وجودهم. :97:

فبالنسبة لموضوع الشريط، لا تخدعوا أنفسكم. قضية البعث بعد الموت هي افتراض لا يدعمه اي دليل، و على من يزعم أنه صحيح أن يقدم الدليل، و ليس العكس.