اقتباس:
الزميل الحسن...
يقول تعالى:
اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (46) آل عمران
إن هذه الآية توضح بكل جلاء أن المسيح عليه السلام سينال الشرف والوجاهة العظيمة في أعين الناس في حياته وكذلك في الآخرة... ومن الواضح بحسب تفسيرك الذي تسميه بالحكيم وتنسبه لله تعالى شأنه ليس له علاقة بمحتوى هذه الآية... فالمسيح بحسب تفسيراتك لم ينل أي كرامة أو شرف في أعين من عاصره من اليهود وخصوصاً الذين شهدوا حادثة صلبه عليه السلام... بل شهدوا أنه قد أهين إهانة عظيمة ... فهل هذه هي الحكمة الإلهية التي تحدثنا عنها؟؟؟
==================================

يا أخي أنت تفرض أن كل من كان وجيها عند الله يلزم أن يكون محبوبا من جميع الناس ، هذا خطأ ، فالناس منهم الكافر ومنهم المؤمن ، وكل الأنبياء لهم أعداء ، هل لا تتحقق الوجاهة عندك إلا إذا آمن به
الأعداء؟
إبراهيم عليه السلام اتخذه الله خليلا ، أليست هذه وجاهة؟
ألم يهنه قومه فألقوه في النار وقد يكون سيق إلى النار بالضرب بالكرباج والشتم ... هل ذلك نقص من وجاهته شيئا عند الله وعند المؤمنين؟
بالعكس ، الصبر والتضحية في سبيل الله هي التي تقرب الإنسان عند ربه ، فإبراهيم لم ينل ما نال من الوجاهة إلى بعد البلاء والتضحية فاستحق أن يجعله الله إماما ويتخذه خليلا.
كذلك فإن وجاهة المسيح ليس لكونه ولد بدون أب فآدم خلقه الله بيده
ونفخ فيه من روحه ومع ذلك أخرجه الله من الجنة بعدأن عصى أمر ربه.
إذن فكلما صبرت وضحيت فذلك هو العمل الصالح الذي يقربك إلى الله ، ولا يستثنى من هذه القاعدة أحدا بمن فيهم الأنبيا.
المسيح عليه الصلاة والسلام ابتلي بلاء حسنا في هذه المحنة ، فهو لم يقل لأحد من حوارييه أيكم يلقى عليه شبهي فيصلب مكاني وله الجنة ، فما كان لأن يقدم بريئا ليصلب مكانه وإنما كان مثله كمثل إبراهيم ما ضعف وما جبن وما استكان فكان جزاءه أن جعل الله عليه النار بردا وسلاما، كذلك المسيح عيسى ابن مريم على نبينا وعليه الصلاة والسلام جعل الله عليه الحادثة سلاما، فهو لم يمت متأثرا بجراحه ، لو مات متأثرا بجراحه فذلك قتل ، أما لو كان الله هو الذي قبض الروح قبل أن تتعذب وقبل أن تكسر ساقه فذلك موت وليس قتل ، هذه شبهة أعذر الله من ظن أن المسيح قتل لأن الوفاة مشبوهة والسبب هو المسامير.
إذن فشبهة الوفاة تشبه تماما شبهة الميلاد.
شبهة الميلاد مبنية على سبب ، وشبهة الموت مبنية على سبب مماثل .
فالذين رموا مريم بالبهتان سبب شبهتهم هو أن المسيح ولد كما يولد أي مخلوق ولم يسبق في التاريخ البشري أن وضعت أنثى بدون تلقيح من ذكر ، إذن فهم معذورون قبل أن يتكلم الصبي في المهد فينفي شبهة البهتان. أما بعد البينة (كلام الصبي في المهد) فلا عذر لمن اتهم مريم في شرفها.
شبهة موت المسيح يجب أن تكون مماثلة لشبهة ميلاده إذ أنه لا بد من سبب بنيت عليه شبهة القتل ، لو مات المسيح بسبب مرض فلن يزعم الناس أنه قتل . إذا فلا بد أن المسيح تعرض لسبب لم يمت به وإنما توفاه الله فظن الناس أنه مات بسبب ما تعرض له.
خلاصة النتيجة كما يلي :
1) ولو أن المسيح ولد كما يولد أي مخلوق فهو ليس ابن رجل وإنما الله هو الذي نفخ الروح.
2) ولو أن المسيح دقت في يديه المسامير فإنه لم يمت بسبب ذلك وإنما الله هو الذي قبض الروح.

هكذا تتشابه شبهة يوم مولد المسيح بشبهة يوم موته.
أماأن يقول الغلام إن المسيح أغمي عليه على الصليب فدفن حيا وبعد أن أفاق ذهب إلى الهند وتزوج هناك وأنجب أولادا وأن قبيلة في أفغانستان أفرادها هم ذرية عيسى عليه السلام من زوجته البشتونية
فتلك من المضحكات .
عيسى عليه السلام لم يذهب لا إلى كشمير ولا إلى بومبي ولا إلى تورا بورا.

المسيح لم يأت بعد ولكن شبه لك أنه جاء من قاديان.

إن كنت واثقا ومستيقنا أن المسيح ذهب إلى الهند ومات فيها فهات برهانك وأقسم على ذلك ، فإن لم تفعل فأنت تتبع الظن ، وهذا لا يتوافق مع توقيعك.
أماأنا فإني قدمت البراهين ولكنك لم تفقهها ، وإني واثق ومستيقن أن المسيح لم يفر من فلسطين إلى الهند ، وأقسم على ذلك بالله العظيم ، وما أتبع الظن بل أتبع اليقين وهو ما يتوافق مع توقيعي :
(وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)