اقتباس:  zaidgalal   كتب/كتبت
اللهم آمين

قد علمنا نحن المسلمين بأن الهداية ينالها طالب الحق الذي بالمعروف هو هين لين، لا مكابر معاند، تراه كلما أجبنا عن شبهة من شبهه الباطلة الواهية يجيء بأخرى، لا هم له من ورائها إلا الطعن في سنة النبي صلى الله عليه وسلم التي ما ناسبت أهواءه الضالة وتطلعاته البائسة.

ولا أرى الطاعن في صحيح البخاري صورته إلا كما قال الشاعر:

كناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل

اقتباس:وابعدنا عن تقديس البشر مهما كانت مكانتهم بيننا فهم في النهاية بشر وليسوا أعظم من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم الذين نقول فيهم أنهم أخطأوا وفعلوا كذا وكذا.

ليس تقديسا مني لأحد أبنائي إذ ينال الدرجة التامة في امتحاناته الشهرية في مدرسته وأراجع لأجله المدرسين الذين يتعمدون خفض درجاته في الشهادة أو الجلاء على أن لا معصوم من الخطأ إلا الأنبياء!

قد رُمي بعض رواة الحديث بالتشيع وآخرون بالإرجاء وغيرهم بالخروج، بل ورمي عدد لا بأس به بالكذب، وهذا ما لم نقله في حق صحابي واحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الإسلام عرفته دين وسطية يدعو للعدل والإحسان من غير ما إفراط أو تفريط، لا شتم للصحابة رضوان الله تعالى عنهم ولا تقديس يُجعلون به فوق الرسل والأنبياء الكرام.

نجاح المرء في مجال من المجالات لا يعني عصمة من الأخطاء، ويكفيك في هذا خالد بن الوليد الذي ما انهزم في معركة قط لا في جاهلية ولا في إسلام، والذي لأجل هذا عزله عمر عن قيادة الجيش لئلا يأتي من هو على فكرك فيؤله خالد بن الوليد أو يشركه مع الله تعالى في العبادة والعياذ بالله.

اقتباس:أوردنا من قبل قصة المغيرة بن شعبة ورأينا كيف ظلمته الروايات التي لو عرضت على أقل قاضٍ لحكم بالبراءة على الفور لاختلاف أقوال الشهود الذي سمعوا ولم يروا.

هؤلاء رواة تلك الآثار ضعفاء لا تُقام بهم حجة، وهم لو رأوا هذه الحادثة بأم رأسهم لرووها كما رووها وما أصابوا ولا أحسنوا فلا تخلط بين الاحتجاج وما ليس بصالح للاحتجاج يا فهمان.

اقتباس:أقول سمعوا ولم يروا لأن بعض الإخوة يريد أن يتخذ من شهادة الواحد في كتاب الله عز وجل دليلًا على صحة خبر الواحد. وقد فاته أن شهادة الواحد في كتاب الله هو من عاصر الحدث وشهده لا من سمع من فلان عن فلان عن فلان.

هات قل لي ما قولك فيمن كان على فراش الموت فأوصى بثلث تركته لأبناء عمومته وأشهد على وصيته هذه اثنين من الثقات العدول، ثم نزل هذان الشاهدان من بيته أحدهما في المصعد والآخر على سلم العمارة، فسقط المصعد في أحدهما فما لفظ أنفاسه حتى أشهد أهل المستشفى من الأطباء والمرضى على الوصية التي أوصى بها ذاك الرجل، وطُعن الآخر على باب عمارته فما لفظ أنفاسه حتى أشهد أهل عمارته ومن كانوا في الطريق على ذات الوصية، فهل يا ترى يأخذ القاضي بشهادة من حمل فيعطي ثلث الوصية لأبناء عمومته أم يجعلها في أبنائه كلها من غير ما وصية؟

اقتباس:والروايات المتضاربة المتعلقة بالمغيرة بن شعبة لخير دليل على كلامي هذا.

خير دليل على أن كلامك لا يعتمد على أساس صحيح في المناقشة إذ تلك الروايات أسانيدها كلها وبلا استثناء ضعيفة لا تصلح للاحتجاج من الأصل ولا علاقة لها بصحيح البخاري، وقد بينا هذا في ردنا على الأبانووب.

اقتباس:لكن لماذا لم يوردها البخاري في صحيحه؟ أقصد لماذا لم يورد المتن بسنده ثم يحاول استنباط حكم فقهي من هذه القصة المزورة؟!

لم يورد القصة بتفاصيلها لأنها لم تصح عنده على شرطه لا لأن الجلد ما وقع في حق أبي بكرة رضي الله تعالى عنه.

اقتباس:الإجابة بصراحة لأن البخاري لم يطمئن للمتن.

الناطق باسم البخاري!

اقتباس:لكن يؤخذ عليه استشهاده بالقصة. كان يجب عليه أن يضرب الذكر عنها صفحًا اقتناعًا بفساد المتن كما بينَّا. أو أن يستشهد بها كاملة متنًا وسندًا.

كان على البخاري أن يتتلمذ على يديك قبل أن يتكلم بهذه الأحاديث التي لا أصل لها -بزعمك الباطل طبعا-!

البخاري استشهد بالخبر المتواتر الذي لا شك فيه في وقوع حادثة الجلد على أبي بكرة وأعرض عن ما لم يصح من التفاصيل التي ما أصاب في نقلها الضعفاء.

اقتباس:لماذا لم يورد البخاري المتن بسنده؟

لأنه شرط الصحة في كتابه.

اقتباس:لأن الروايات eclectic "انتقائية" ينتقي منها كاتب الروايات ما يراه صحيحًا ولا عبرة عنده بالسند. فقد يحذف المتن كله ويورد مدلول القصة كما فعل البخاري في قصة المغيرة بن شعبة. وقد فعلها رحمه الله في مواضع عدة

لا والله ما انتقى البخاري الانتقاء هذا الذي تزعمه، بل انتقى من الصحيح أصحه وانتقى أسماء الأبواب وفقا للأحاديث التي خرجها.

إن كان السند لا عبرة له عند البخاري فعلام كان يسنده؟!!