اقتباس:  ابن نجد   كتب/كتبت  
ابراهيم :

مارأيك بالجودية الاسلامية التي اقترحها عبد الرحمن بدوي ؟

يا أخ ابن نجد:

كيف حالك؟ عساك طيب (f)

عبد الرحمن بدوي على بعضه ممتاز ولن يعوض. لكن هؤلاء الناس ينظرون للدين من زاويتهم.. يعني لو أردت أن تكون مسلم وجودي بالوصف الذي يقدمه فمن وجهة نظري أنت مسلم وقد حققت مبدأ الإسلام الأساسي وهو التوحيد. لكن، وهذا شعور شخصي، وقد أكون مخطيء فيه، الإسلام لا يقبل أن يكون في جوهره وجودي لأن الوجودية في ذاتها هي anthropocentric أي محورية الإنسان وهذا ينافي الروح القرآني الذي تربيت عليه شخصيا وانغرس فيّ داخلي وهو "ما كان لمؤمن ولا لمؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة فيما بينهم". إذا الخيرة والانتقائية غير واردة بالمرة في صلب الروح القرآني... ومع ذلك نسمع عن مفكرين وجوديين وتجديديين وإصلاحيين ومستحدثين إلخ في حيز الدائرة الإسلامية. ربما تسألني لماذا تقبل بوجود وجودية مسيحية ولا تقبل بوجود وجودية إسلامية؟ السبب هو أن المسيحية ليست ديانة مقيدة بالنص وتبقى أسيرة له بل من الجماعة المؤمنة الأولى يخرج النص بينما في الفهم الإسلام وبحسب الروح القرآن الموضوع radically God-centered أي مرتبط بجذرية الله وحصريته هو فقط والإنسان لا يتدخل. في المسيحية الله يتدخل والإنسان يشارك الله العمل. هذا لا يحدث في الإسلام. في الإسلام الله يتكلم من العلاء والإنسان يطيع وينفذ الأوامر دون نقاش أو خيرة. دور الإنسان في عملية الوحي القرآن هو دور إملائي و سلبي passive وليس دور فعّال active كأن يُحكِم الألفاظ مثلا وينتقي ما يناسب لإيصال الفكرة للسامع كما يحدث في المسيحية.

إذا الوجودية الإسلامية ربما هي جميلة ولكن لا أثق بأنها أمينة للروح القرآني.... وقد أكون مخطيء ولكن هذا هو شعوري.(f)