عزيزي / cyberdead :97:

أنا أولا من أشد أنصار حق المؤلف في ملكيته الفكرية من الناحية المادية وأؤكد لك أنني لا أفكر علي الإطلاق في هضم هذه الحقوق ولكن دعنا ننظر للأمر من زوايا أخري
مثلا عندما تشتري مكتبة كتابا ولتكن مكتبة الإسكندرية ألا تقوم بإعارة الكتاب للقراء أم تقفل عليه في خزانة ؟
هل استفادة القارئ المجانية من الكتاب هنا هضم لحقوق المؤلف ؟..
من المفترض إذن أن الكاتب يوافق علي هذا التصرف من المكتبات العامة
ثانيا : أعتقد أن النشر الألكتروني ليس ضارا بالكاتب أبدا من هذه الناحية لأن النشر الألكتروني ليس بيعا للكتاب وارتزاقا منه .. هل تفعل أنت ذلك حين تنشر كتابا هنا مثلا .. ؟ فلماذا لا نعتبر أن النشر الألكتروني نوعا من الإعارة المجانية التي تقوم بها المكتبات .. في حالة حقوق الكاتب المادية تتدخل عوامل مثل ثمن الطباعة وخلافه وهي مفتقدة هنا بطبيعة الحال والتكلفة كلها يتحملها القارئ – جهاز كومبيوتر , سكنر وبرامج ,استهلاك كهرباء , استهلاك عينيه كما يقول الزميل / إبراهيم أمام( لمبة كهرباء ) .. إلخ – ما هي التكلفة المادية التي غرمها المؤلف هنا ؟ هي شئ واحد فقط .. أنني لن أشتري الكتاب الورقي وبالتالي سوف تبور سلعة الكاتب لدي الناشر .. الناشر .. الناشر .. وأؤكد عليها لأنها أس الداء وسوف أريك أمثلة لسعار الناشرين .. أحد أصدقائي من أساتذة الجامعات كان معي في أحد المعارض وذهبنا إلي إحدي دور النشر التي ينشر فيها - وهي دار محلية – وسأل البائع عن أحد كتبه لأنهم يعطونه كتب مجانية كهدية فقال له البائع انهم لم يأتوا بكتب له هذه المرة وأعطانا قائمة بالكتب التي تنشرها الدار وأسعارها .. في السيارة ونحن نطالع الأسعار فؤجئت به وهو يسب ويلعن , إن الناشر يؤكد له أن نسخة كتابه لا تباع بأكثر من 4 جنيهات وفوجئنا بها في القائمة بـ 28 جنيه .. هل تتصور ذلك ؟ تكرر ذلك أمامي في أحد المكتبات حين كان الدكتور ميلاد حنا في الإسكندرية في أحد الندوات وذهب إلي المكتبة لأخذ بعض النسخ المجانية لكتاب له لكي يوزعه علي الجمهور من حضور الندوة فاعتذر البائع بعدم وجود نسخ وأنا أعرف أن لديه من هذا الكتاب كثير من النسخ وقلت للدكتور أن مكتبة الأسرة قد نشرت هذا الكتاب ويمكنه أن يشتري بعض النسخ بمبلغ بسيط من فرعها القريب فهز رأسه علامة علي التأسف , أذكر في أحد المعارض أنني توجهت للجناح الليبي للسؤال عن كتب إبراهيم الكوني فوجدته قد أغلق المدخل ببعض الكراسي فأزحت الكرسي وأخذت أتجول في الجناح وحدثت مشادة مع أحد رجال أمن المعرض حضر علي أثرها البائع من جناح مجاور وقال لي أن هذه الكتب ليست للبيع وإنما هدية لمكتبة الإسكندرية ويمكن لي أن أقرأها هناك .. في أحد المعارض وكان اليوم الأخير للمعرض وفي دار نشر لبنانية رأيت أحد أصحاب المكتبات في الإسكندرية يعبأ كثيرا من الكتب في ( كرتونة) كبيرة فلما سألت البائع عن ذلك قال : أنه يبيعها جملة للمكتبة بربع السعر المدون عليها لأن مصاريف شحنها تفوق ما سوف يجنيه إن باعها بهذه الطريقة فلما ذهبت للمكتبة في يوم آخر وجدت نفس الكتب تباع بالسعر المدون عليها

ثم تعال معي لكي ننظر لبلادنا المحتضرة الراقية وهي تمنع وتصادر كل ما يمكن أن يمسها بسوء من الناحية الدينية والسياسية والفكرية

وتعال معي أيضا نناقش سياسة الاستيراد التي يتفكه بها الزميل / ابراهيم والتي تعامل الكتاب وكأنه علبة ( بولوبيف )

وتعال معي نناقش جشع الناشرين وهضمهم لحقوق المؤلف

وتعال معي نناقش مشكلة الكتب التي لا نجدها نهائيا و لا حتي في مكتبات الكليات


والآن سوف أحاول الرد علي تساؤلاتك

- ما مستقبل الكتاب الورقي في عالم الغد
مستقبل الكتاب الورقي مازال كما هو لم يمس بسوء فمازالت فئة كبيرة ترفض أن تدمر بصرها أمام ( لمبة الكهرباء ) المدعوة بالكومبيوتر .. الكتاب الورقي مريح للنظر .. يحمل في كل مكان في الأتوبيس والقطار وعلي الشاطئ.. يمكن أن يباع إذا أفلست

- بل ما مستقبل المثقف الكلاسيكي في عالم الصوت و الصورة و علوم التواصل
المثقف الكلاسيكي ( ذو الاتجاهات الورقية ) سوف يحرم نفسه من خير كثير

- هل المفكر المناضل و الفيلسوف المجدد سيمانع في أن يصل فكره الى عامة القراء
لن يكون مفكرا مناضلا ولا فيلسوفا مجددا في هذه الحالة ..
- هل كل الأموال التي تهدر ليس فيها نصيب لتكون دعما لنشر الكتب و تعويض المؤلفين عن جهدهم

قلت يوما لأحد أصدقائي من الشعراء الفقراء المساكين : لا تقوم لدولة قائمة لا ترعي أمثالك وبحياة كريمة جدا جدا جدا
- هل نشر الفكر ميدان لجني الأرباح الخيالية
راجع أعلاه
- لو استمر الوضع الثقافي الكارثي على ما هو عليه , ربما لن نجد غدا من يكتب و يؤلف بل حتى من يقرأ ... من يدري
I do not think so

- و العكس بالعكس انتشار الكتاب و لو كانت له آثار عكسية سيجذب قراء مفترضين يحول المنع أو ضيق ذات اليد دون ذلك .. و قد يأثرون بدورهم في آخرين ... الخ و ربما بعد جيل ينقلب الوضع من يدري .. فبعضهم يتنبأ أن الشبكة العنكبوتية ستكون بمثابة مطبعة غوتنبرغ العربية

I GO WITH YOU


علي فكرة كتاب (العبرانيون وبنو إسرائيل في العصور القديمة) والجزء الأول منه أيضا منشور في مكتبة المهتدي بروابط جيدة .. هذا للزملاء الذين لم يستطيعوا تحميله من الرابط هنا


كوكو