اقتباس:الكلمة التي ألقاها السيد محافظ حماه  المهندس خليل خالد في حفل افتتاح المعرض الأول للفستق الحلبي في حماه
 
 
السيد الأستاذ الدكتور عادل سفر وزير الزراعة والإصلاح الزراعي راعي المهرجان الأول والمعرض التخصصي الأول للفستق الحلبي ، السيد محافظ إدلب ، الرفيق أمين فرع  حزب البعث العربي الاشتراكي في حماه - الأخوة المنتجون - السادة الضيوف-                                                                                                                  أيتها الأخوات- أيها الأخوة
يسعدني أن أحييكم وأرحب بكم في حفل افتتاح هذا المهرجان الذي يقام للمرة الأولى في قطرنا مهرجان ومعرض الفستق الحلبي الذي تقيمه وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي بالتعاون مع محافظة حماه وأرجو أن يكون يسمح لي بالتوجه بالشكر الجزيل للسيد الوزير على تفضله برعاية هذه الفعالية المعرض الذي يعتبر الأول من نوعه ويضم عدد من العارضين والمنتجين زراعيين وصناعيين حيث بلغ عدد المشاركين من مديريات الزراعة والقطاع العام والمنظمات والمؤسسات وشركات الري والأسمدة والمبيدات والبذور والمنتجين من الفلاحين /44/ أربع وأربعون مشاركا بينهم شركة إيرانية واحدة ونحن نقيم هذا المهرجان الذي نكرم من خلاله المنتجين الثلاثة الأوائل وكذلك المهندسين المشرفين على حقولهم حيث سيقدم لكل من المنتجين شهادة تقدير ودرع تذكاري ومكافأة مالية وسيقدم للفنيين المهندسين المشرفين على الحقول الفائزة شهادات التقدير  والمكافآت المالية كل ذلك يأتي في إطار خطة الدولة الرامية إلى الاهتمام بالمحاصيل الاستراتيجية وتطويرها ومنها الفستق  هذه الشجرة العريقة في القدم في منطقة البحر الأبيض المتوسط بعامة وفي سورية الموطن الأصلي للفستق الحلبي بخاصة وبشكل محدد في (حلب وعين التينة في ريف دمشق) حيث تشير بعض المراجع إلى وجود هذه الشجار في منطقة غرب آسيا وبلاد الشام منذ أكثر من /3500/ سنة قبل الميلاد وهي من الشجار المعمرة وأنواع الفستق الحلبي تزيد على العشرين نوعا واسمه نسبة الى حلب كمنطقة عرفت هذه الزراعة منذ القديم بالرغم من وجود أشجار معمرة في منطقة عين التينة في ريف دمشق تقدر أعمارها ب/1800/ سنة كما نجحت زراعتها في المناطق الجافة وتتميز بقدرتها على تحمل الحرارة العالية في الصيف والمنخفضة في الشتاء وهي ذات مردود اقتصادي جيد تقاوم ملوحة التربة بشكل نسبي وتعتبر ثمارها مصدرا هاما للفيتامينات وتشكل غذاء هاما للإنسان
ونتيجة الأهمية الاقتصادية لهذا المحصول فقد تطور المحصول ليصل في نهاية القرن الماضي إلى حوالي نصف مليون طن سنويا  
وتحسنت زراعة الفستق الحلبي في الجمهورية العربية السورية بفضل الرعاية التي توليها وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي لهذه الشجار حيث تتركز الزراعة في المحافظات الثلاثة حلب وحماه وادلب مع وجودها في بعض المحافظات حمص- ريف دمشق- السويداء
وتعتبر سورية الرابعة من حيث الإنتاج على مستوى العالم ويبلغ عدد الشجيرات المزروعة بها حوالي /9.5/ مليون شجرة ويصل الإنتاج إلى /55/ ألف طن من الأصناف المختلفة العاشوري والزهري- ناب الجمل- البانوري- العليمي- العجمي- اللازوردي ولقد عملت الحكومة على إنشاء مكتب مركزي للفستق الحلبي مقره مدينة حماه يضطلع بمهمة رعاية هذا المحصول والإشراف على تطويره
ولابد لهذا المكتب من استكمال هيكليته ليتمكن من الاضطلاع بالمهام المحددة في قرار إحداثه ولقد تغنى بالفستق الرحالة دي لاسال  الذي كان يزور حلب ومن المعلوم أن صوت تفتح الفستق يسمع مع السحر وبخاصة في الليالي المقمرة وكأن فتحته ثغر جميل ويسميه الحلبيون حب الفهم وهو مفيد من الناحية الصحية ويمكنني القول أن المساحة الكلية المزروعة بالفستق الحلبي في حماة -منطقة مورك وصوران وغيرها /19670/ هكتارا ويبلغ عدد الأشجار الكلي/3084000/ شجرة المثمر منها /2743000/ شجرة فيما وصل الإنتاج التقديري في حماة إلى /32000/ طن من إجمالي إنتاج القطر المقدر أن يصل إلى خمس وخمسين ألف طن


السيد الوزير - أيتها الرفيقات-  أيها الرفاق
يتزامن موعد هذا المهرجان والمعرض مع لحظات انتصار المقاومة اللبنانية على العدو الصهيوني الذي جاء تتويجا للصمود البطولي الأسطوري اللبناني في وجه عدة الحرب الصهيونية الأمريكية المقاومة التي كسرت إرادة الاحتلال وأسقطت أهداف العدوان ورسمت لوحات من من مشاهد العزة والكرامة على مدى أربع وثلاثين يوما تلك المشاهد التي عبر عنها العائدون إلى وطنهم وقراهم بالرغم من الدمار الهمجي والمجازر والمذابح التي ارتكبت من الضاحية إلى بنت جبيل مرورا بمروحين وقانا وصيدا وصور التدمير كان يستهدف لبنان المقاوم سلاحه آلاف الأطنان من القنابل والصواريخ التي أرادت أن لا يبقى في لبنان إلا الشهداء والنازحين لكن الذين عادوا منذ اليوم الأول لوقف الأعمال العدائية أعلنوا تمسكهم بالمقاومة وسلاحها مجسدين بذلك شموخ وإباء وعنفوان هذا الشعب الذي يتطلع إلى طرد آخر جندي من جنود الاحتلال من أراضيه وإصرارهم على أرادة الحياة والصمود والمقاومة في وجه آلة الحرب والتدمير الإسرائيلية غير آبهين بالمجازر التي أودت بحياة الأطفال والنساء والشيوخ أن الانتصار الذي تحقق هو انتصار للأمة العربية ولكل أحرار العالم إنه فعل المقاومة الوطنية المتسلحة بالإيمان والإرادة في مواجهة العدو المتسلح بالحقد إنه الفعل الذي شكل نموذجاً فذاً أو رمزاً للحرية وللنضال العربي بصيغته المعاصرة ضد الاحتلال وعدة  حربه ويبدو الأمر أكثر أهمية في ظل غياب الإرادة السياسية العربية وبروز وظهور دور الوجدان الشعبي للشارع العربي الموقف الذي أعلن عن دعمه وتضامنه مع المقاومة وتنديده بالعدوان الغاشم وسياسة التخاذل العربي سياسة التخاذل التي حاولت اتهام المقاومة بالمغامرة فهي بذلك وقفت ضد المقاومة وبدأت من خلال دعمها لما  يسمى بمجموعة الرابع عشر من آذار ذلك المنتج الاسرائيلى الذي ما إن توقفت العمليات العدائية نظرياً حتى بدأ يطالب بنزع سلاح المقاومة ومازال العدو يحتل الأرض إضافة إلى ذلك فان الأنظمة التي قدمت الغطاء العربي للعدوان الصهيوني على لبنان يحاول اليم النيل من صمود سورية العربية ومواقفها القومية والوطنية عبر ممارسات مرفوضة ومدانة تتجلى في محاولة تحريض البعض او التشكيك بمواقف سورية لكن ذلك لن يكون لهم لأن شعبنا عصي على هذه المحاولات وخبير يمثل هذه المؤامرات ولن يمكن أولئك المتآمرين من النيل من وحدة هذا الشعب العظيم الملتف حول قيادة السيد الرئيس بشار الأسد.

لقد تبدد وهم الجيش الذي لا يقهر وسقطت الصواريخ على المستوطنات في شمال فلسطين أو جنوبها وعادت الثقة إلى المقاتل العربي في أطول حرب عربية مع العدو الصهيوني وتكبد العدو أكبر الخسائر المادية والبشرية في تاريخه قصفت البوارج البحرية وأسقطت الطائرات الـ ف16  ودمرت الدبابة الميركافا وأجبرت الولايات المتحدة على العمل من وقف اطلاق النار بدلا من رفضه وتعزز التلاحم الشعبي  العربي حول المقاومة اللبنانية التي أثبتت أنها مقاومة وطنية استعاد العرب بها روح الخمسينات والستينات روح جيفارا وعبد الناصر وحافظ الأسد. لقد جمعت بين الوطنية والعروبة والإسلام وأكدت أن الخيار الوحيد هو خيار المقاومة ولا خلاص للأمة العربية سوى بالمقاومة الشاملة ولا نجاح للفعل المقاوم إلا بوحدة البندقية لقد كان النصر بحق نصراً معنوياً سياسيا عسكرياً لبنانياً عربياً إسلاميا تحررياً. كل ذلك ما كان ليتحقق حاضنة المقامة سورية ،سورية التي دعمت المقاومة منذ نشوئها عام1982 وقدمت لها كل أسباب الدعم حتى تحقق لها النصر في العام2000 وتابعت المشوار في تحالف استراتيجي معها مؤمنة أنها هي خيار كل الشعوب المحتلة أرضها المسلوبة حقوقها. ومن هنا كان الموقف المعلن القومي والوطني لسورية الذي جسده قائد سورية منذ اليوم الأول للعدوان بالوقوف إلى جانب دولته حيث وضعت كل امكانات سورية تحت تصرف لبنان واستقبل لبنان شعبنا الذي قال فيه السيد الرئيس أن قلب العروبة النابض الأخوة الوافدين النازحين من لبنان وقدم لهم كل ما مكنهم من تجاوز المحنة مثبتا عظمة ذا الشعب ومقدرته على السخاء والعطاء لتوفير كل ما أسباب تجاوز الامتحان حتى كان النصر وكانت العودة كم هو عظيم هذا الشعب وكم هو عظيم سيد هذا الوطن السيد الرئيس بشار الأسد الذي أعلن ولادة شرق أوسطي جديد مقاوم من خلال إعلانه أن هذا العصر هو عصر المقاومة الوطنية الشعبية وأنه لا بد من التأسيس من خلال هذا النصر الذي حققته المقاومة الوطنية اللبنانية لوحدة المقاومة العربية التي تقف في المقدمة منها سوريا ومعها المقاومة اللبنانية والوطنية الفلسطينية والسودانية.إن لبنان اليوم محاصر تخترق أجواءه ولن يكون لبنان وحدته وسيادته واستقلاله إلا بمقاومته الوطنية البطلة ولن يرفع الحصار بشروط مذلة يفرضها العدو تحت شعار ضمان عدم وصول الأسلحة  لحزب الله انه من غير المنطقي والمعقول والممكن أن تحقق إسرائيل بالدعم الأمريكي والغطاء العربي بالعمل السياسي ما لم تستطع تحقيقه بالعمل العسكري وستبقى سوريا تقدم كل أسباب الدعم للبنان مؤكدة أننا شعب واحد في بلدين

أيتها السيدات والسادة : في الختام أكرر شكري وتقديري للرفيق والصديق الأستاذ الدكتور عادل سفر وزير الزراعة والإصلاح الزراعي على دعمه لهذا المهرجان والمعرض ورعايته لهما والشكر موصول لكل الجهود التي بذلت في إطار الإعداد والتحضير للمعرض والمهرجان والمحاضرين الذين سيحاضرون وفق البرنامج الذي أعد لإلقاء محاضرات متخصصة
كما أنني اكرر ترحيبي بكل الضيوف الأكارم متمنيا لهم طيب الإقامة في ربوع مدينة حماة وكل عام وأنتم بخير