بصراحة فان المقال متكلف و مبالغ به للطعن فى الاسلام .

الرق و العبودية هو نظام اجتماعى طبقى مفروض فى كل المجتمعات العالمية التى عاشت على الارض و لا يختص بالعرب لوحدهم او المسلمين لوحدهم .
و اتعجب كيف تتجرا ايها الزميل على اعتبار العرب هم مؤسسوا نظام العبودية الذى كان ينتشر فى بلاد الرومان و الفرس و اليونان و كل بقاع الارض .
تتكلم بفخر و مثالية عن اسبارتكوس و ثورة الزنج
و هى فى الحقيقة لا تختلف عن غيرها من ناحية تعاملها مع مسالة العبودية اذ ان هؤلاء اتخذوا من ساداتهم عبيدا و طبقوا نظام العبودية و اعترفوا به كنظام عالمى مما يعنى انهم لم يثوروا على نظام العبودية نفسه بل ثاروا لتغيير وضعهم الاجتماعى و الاقتصادى و تحسين مستواهم المعيشى .
ثورة العبيد كما اعترفت لم تكن ثورة على الاسلام بل ثورة على من يدعون تمثيل الاسلام و الدليل فى ذلك هو انك تعترف بانهم رفعوا شعارات دينية مما يعنى ان العبيد لم يروا ان مشكلتهم مع الاسلام بل مع مدعى الاسلام .
فى مقالك ايها الزميل اشعر انك تبتهج بان العبيد حولوا اسيادهم الى عبيد و اتخذوا نساءهم اماء و ملكات يمين
فجوابنا ان ابتهاجك هذا دليل و اعتراف بحق الاسلام فى سن هذا القانون فى مجتمع عالمى يعترف بهذا القانون و يطبقه على المسلمين فى حالة قدرته عليهم .
فى مرات سابقة وضحت ان هذا قانون ردعى و وقائى و عقابى .
فان العدو عندما يسمح لنفسه باستعباد المسلمين و استرقاق نسائهم فلا رادع له الا معرفته بان المسلمين سيقابلون قانونه بالمثل و الاسلام هو المتاخر فى سن هذا القانون و اعداؤه هم بالبادؤون فى سن هذا القانون مع الفارق بان الاسلام حافظ على انسانية العبد و وضع اسسا للتعامل الانسانى مفقودة فى جميع المجتمعات حتى العصور المتقدمة .
فالعبيد لهم الحق فى لبس ما بلبس منه سيده و ان ياكل من نفس الطعام و ان لا يحمله سيده فوق طاقته و غيرها
و الذين طبقوا هذه الاسس كالرسول الاعظم و الائمة العظماء فان عبيدهم كانوا يرفضون العتق و يصرون على ان يبقوا عبيدا بجوار هؤلاء الكرام .
فالامام الحسين عليه السلام كان له عبد ذو رائحة كريهة لمرض اصابه فكان الناس يبتعدون عنه و لا يكلمونه الا الامام الذى كان يتحمله و يصبر عليه مما جعل هذا العبد يقاتل دفاعا عنه حتى الشهادة و شهد حتى الاعداء ان رائحته بعد الشهادة كانت مسكا .

و من ناحية اخرى فان هذا النظام فى الاسلام لم يكن نظاما عنصريا يرتكز على لون او عرق او قومية بل هو نظام ردع و عقاب لمن ينتهج هذا النظام فى تعامله مع المسلمين .

و اذكرك ان من اعلام الاسلام الذى يترضى عليه المسلمون ابيضهم و اصفرهم و اسودهم هو الحبشى بلال بن رباح رضى الله عنه مؤذن الرسول الاعظم كما انه من الاوفياء لاهل بيت الرسول الاعظم و كان اسودا و زوجه الرسول الاعظم سيدة عربية ذو نسب عالى كما انه من اعلام الصحابة فى اعتبارات اخواننا السنة ابو هريرة و هو حبشى اسود ايضا
من هنا اقول لك بان المقالة متكلفة و مبالغة

اللهم صل على محمد و ال محمد
لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار