رغم حنقي وألمي وقرفي وتعبي وإرهاقي الشديد مما حدث، ولا سيما لمجلة جسور حيث كانت المأساة كبيرة ومفجعة، ولكني وبصراحة لا أضع اللوم كاملاً على هؤلاء الأطفال والصبية الذين قاموا بما قاموا به بقدر ما أضع الحق واللوم على الوضع العام الذي يعيشون به في الدول العربية من اختناق واضطهاد وقمع يؤدي لانفجارات على جميع الصعد، وهناك مآسي أصعب وأنكى وأروع من مجرد اختراق وتخريب مواقع ومنتديات.
ورأيي أنه لا يجب تحميل أي فئة بالنادي ما لا تحتمله ولا مطالبة أحد بالتنديد وغيره، فنحن بموقع حوار يتصرف به الأعضاء بصفتهم الشخصية هم كمحاورين لابصفات عامة ومتحدثين رسميين ومندوبين عن أحزاب وتيارات وأديان. ومواقف البعض من ساحة الأقلام الساخرة مثلاً هو حق طبيعي لهم، ولهم أن يعترضوا كيفما شاءوا وهذا ما فعلوه بالطرق السلمية التي يرونها مناسبة.
ولكن ما أثار اهتمامي في بعض الاعتراضات والتفسيرات، محاولة مقابلة البعض لما فعله المخربون لما قد يثير الاستفزاز في النادي، وهنا أرى قياساً فاسداً ومخلاً، فلا يوجد أي قانون أو ناموس يبرر الاعتداء المادي بذلك االمعنوي، ولا يبرر القتل بالاختلاف بالرأي؛ هذا ديدن الأنظمة العسكريتارية والمخابراتية، حيث يؤخذ الإنسان أو الجماعات بجريرة أفكارها وآرائها، وفي بعض الأحيان انحرافات الديمقراطيات الحديثة (كمثال بعض البلاد الأوروبية التي تحاكم على التشكيك التاريخي بالهولوكست وغيرها من حوادث التاريخ).
وأعتقد أنه لا يفيد لا خصومتنا الفكرية ولا حوارنا مع التيارات المخالفة لنا من إسلاميين وغيرهم أن نفتتح محاكمات(سريالية) بجريرة غيرهم، ممن يُعتقد بإسلاميتهم وبانتمائهم لذات الإطار الأيدولوجي العريض، وبذلك أتفق مع الزميل خالد بغير مكان حين قال بما معنا؛ "هل يمكن أن نأخذ العلمانيين بجريرة ستالين أو هتلر أو موسوليني" ( وأجيب بأن : "كلا")

مع فائق التحيات.
(f)