ماذا لو وصل الاسلاميون الى الحكم ؟؟

اعتقد ان السؤال ليس افتراضيا بحتا، لأن الاسلاميين وصلوا بالفعل الى الحكم في اربع دول (ايران، السودان، افغانستان، السعودية) ناهيك عن وصول جزئي ان صح التعبير (فلسطين ومصر) .. فضلا عن تراكمات من الكتابات الاسلامية التي تعرض ما يمكن ان يكون عليه الواقع حال وصولهم الى الحكم .. ومن مجمل ما تقدم لا نجد ان واقع الحركة الاسلامية يبشر بالخير .. فالتجارب السابقة لا تنبئ بالمستقبل الوردي الذي يعدنا به الاسلاميون ( وهنا اتفق مع ملاحظة العزيز كمبيوترجي حول عدم امتلاك الاسلاميين لأي برنامج واضح سوى شعارات فضافضة من قبيل : الاسلام هو الحل !!! ) ..

بالمقابل دعنا نكن صريحين :

ماذا لو وصل العلمانيون والليبراليون الى الحكم ؟؟ ..

مجددا هو ليس سؤال افتراضي لأنهم وصلوا الى الحكم بالفعل في عدد من الدول العربية .. فماذا قدموا لشعوبهم ؟؟ ..

تحضرني هنا مقولة هامة قالها مرة راشد الغنوشي وهي ( انا ظهرت دولة تحترم حقوق الانسان فانا مستعد للدفاع عنها حتى ولو كانت علمانية ! ) ..

مقولة هامة تختزل هذا الجدل الهام ايضا : هل المشكلة في شعار الاسلمة لمجرد الاسلمة ؟ ام المشكلة في عقلية التعصب والتطرف والعنصرية والطائفية والحجر على عقل الانسان وتكبيل حقه في اختيار مصيره بحرية والغاء الآخر المختلف ؟ وهي كلها قيم يثبت الواقع ان الجميع يتقسامها ( اسلامي وعلماني ) ! ..

لا شك أني اشعر بالقلق من الخطاب الاسلامي لأنه وفق فهمه الاصولي ( نسبة الى علم اصول الفقه) يمتلك زخما كبيرا من قيم الاقصاء والعنصرية والتمييز والمفاضلة على اساس الدين .. ولهذا رفضي له .. ولكني بذات القدر لا انظر الى العلمانية على أنها الحل وفق منطق ( العلمانية هي الحل !! ) .. بل لطالما آمنت أن الحل في أن تتحول قيم الحرية والديمقراطية والمشاركة الشعبية في اتخاذ القرار مطلبا شعبيا جماهيريا قبل أن تكون برنامجا انتخابيا ..

الحل في قيم الحرية والانفتاح واحترام حقوق الانسان وفق منظورها العالمي الحقوقي والتداول السلمي للسلطة والمشاركة الشعبية وتقديم قيم المواطنة على التمييز على اساس المذهب والطائفة ..

في ظل واقع عربي:

• قوامه شعب عربي مقهور سياسيا واجتماعيا واقصاديا ونفسيا .. يهتف اليوم : يسقط صدام !! وبالامس كان يهتف : بالروح بالدم نفديك يا صدام ! ..

• محكوم بعقد الطائفية والعرقية والاقليمية والقبيلية التي تجعل العرق والطائفة مقدمة على الانتماء المواطني ! ..

• محكوم بعقلية البيعة الابدية والقائد الملهم الذي عجزت النساء أن يلدن مثله !! والذي سيكون مصير الجماعة بعده الضياع ( بيعة الاسد، وبيعة البيانوني !! ) ..

• محكوم بعقلية (أنا = الجماعة !! ) وتتحول المناصب الى ارث سياسي محض ! والمصالح الشخصية وتصفية الحسابات العائلية مناط الانشقاق السياسي ( تابع مهازل الحزب الشيوعي السوري وطرائف انشقاقته العائلية !! ) ..

• محكوم بعقلية : من لم يكن معي فهو ضدي .. ومن ينقدني فهو خائن عميل انبطاحي يفتقر الى الشرف الوطني !! ..

في ظل هذا الواقع فان السؤال ليس : ماذا اذا وصل الاسلاميون الى الحكم ؟؟ .. وانما السؤال : ما الفرق بين السلطة والمعارضة ( على اختلاف الوانها ) ؟؟ على صعيد الحكم ؟؟ ..

مع التحية ..

شهاب الدمشقي.