أولا أشكر جميع الزملاء على إبداء آرائهم سواء بالاختلاف أو الاتفاق مع ما طرحت (f)

ثانيا، أنا لم أقصد من الموضوع إلقاء الضوء على الحركات الإسلامية فقط واستثناء العلمانيين أو المسيحيين أو غيرهم، القصدُ كان أنني طرحتُ الموضوع لأعبّر عن قلقي ك"مُسلم" من الحال الذي ستؤول إليهِ مُجتمعاتُنا لو وصل الإسلاميون فيها إلى الحُكم فعلا، لا خوفا من تطبيق الشرع وإنّما خوفا من ضياع الأمر وتبديد الأحلام بسبب شعارات برّاقة كما أضاف الزملاء!

الإسلام لم يأتِ كنظامٍ سياسي، لكن من يُريدُ الحُكم من المُسلمين فعليهِ إلى جانب فقههِ في الدّين أن يفقه في شتى المجالات التي تهتمّ بإقامة دولةٍ قويةٍ ذات سيادةٍ لا عسكريةٍ فقط وإنما اقتصادية واجتماعية وثقافيةٍ وغيرها الكثير مما تعلمونه حضراتكم جميعا ... بالتالي ما يُخيفني ويُقلقني هو حالُ تلك الجماعات الإسلامية كحماس وطالبان والمحاكم في الصومال والمراجع الشيعية والسنية في العراق، كُلّها برعت في المجال العسكري لكنّها أثبتت فشلها الذّريع سياسيا على الأقل، ولو أردنا إحصاء إنجازاتها في المجالات الأخرى لوجدناها تقارب نسبة الصفر في المئة، وبأحسن الأحوال قد تصل إلى نسبة عشرة بالمئة مما يحلُمُ به المواطن البسيط مثلي.

أما الحديثُ عن الأنظمة العلمانية السائدة حاليا فلم يخطُر على بالي لأنني كنتُ في صدد الحديث عن حال الحركات الإسلامية فقط، وقد يكون الزملاءُ العلمانيون في النادي هم أحقُّ بالكلام عن الأنظمة العلمانية وانتقادها كونهُم أعلمُ مني أنا البسيط في مبادئ العلمانية ومفاهيمها، وهذا ما لا أبرعُ به أنا.

لفتَ نظري العزيز شهاب الدمشقي إلى أن هناك حركات إسلامية وصلت الحكم في إيران والسودان والسعودية وهذا صحيح وهم لهُم تجاربهم التي نعرفها جميعا، لكن تساؤلي كان عن تلك الحركات الإسلامية الموجودة حاليا والتي تُطالب بالحكم في كل مكان ... الإسلاميون الذين يحكمون حاليا في السعودية والسودان وإيران مصقولون أكثر بكثير من هؤلاء الذين يُطالبون بالحكم الآن وهم ذوو خبرة أكبر، ولا أعتقدُ أن أيا من تلك الحركات جاءت بالانتخاب المُباشر من قبل الشعوب، أليس كذلك؟

واسلموا لي جميعا (f)