اقتباس:  حسن سلمان   كتب/كتبت  

اقتباس:ثالثاً؛ نحن في ساحات حوار، ولسنا في الشوارع نتشاتم، والسخرية منذ بداية التأريخ لليوم فنٌ، وكحال أي فن آخر فيه الرديء وفيه الجيد وفيه المبدع وفيه المُلاك الممل، أبو العلاء المعري بحد ذاته يسخر في رسالة غفرانه من الجنة والنار، ناهيك عن أشعاره اللاذعة

سبحان الله !
والتعذيب أيضا فن أبدع فيه السوفيت أيما ابداع
فن قذر !
والسخرية اللتي تنال من مشاعر الآخرين قذرة !
ومن أبو العلاء هذا ؟ حجة على الفكر الاسلامي ؟؟

قيل فيما سبق "رحم الله من قرأ واستوعب طويلاً قبل أن يتحدث".

عزيزي، يمكنني اعتبار ردك أعلاه من النوع الساخر، ولكنه ضمن ذائقتي الخاصة متوسط النوعية، هذا إن أردت أن أبقى لطيفاً :)

أنت ترد الموضوع لمقاربة بتعريف الفن، التعذيب ليس فناً تعريفاً، هو اعتداء على الآخر مادياً، ولكن ما تقوله أعلاه هو من باب المبالغة التعبيرية، وليس في ذلك حرج، وأهلين. (f)

أما السخرية التي تنال من مشاعر الآخرين، فأغلب السخرية تنال - شيئاً ما - من مشاعر الآخرين والبعض حساسون جداً لحد الرهافة بما يعكر مزاجهم الإيماني ومرتاحون جداً مع مشاعر الغير، القرآن بحد ذاته يسخر من "الكفار المشركين" ومن الكفار اليهود والنصارى، ويقول عنهم بأنه خُتم على قلوبهم وأبصارهم، أفلا يؤذي ذلك مشاعر الآخرين؟ بيد أنني أجد فيه أدباً لا يُضاهى، كأدب المعري والمتنبي وغيرهم من الأولين والمتأخرين، ولا أتحسس لمجرد كلمات كُتبت في صدر كتاب.

أخيراً من قال أني وضعت المعري كحجة على الإسلاميين؟ (لو أعدت قراءة مداخلتي سترى أني لم أتحدث عن المعري إلا في معرض حديثي عن تأريخ السخرية في تاريخ البشرية وليس الإسلاميين، ذلك أني لا أعترف أصلاً بوجود شيء اسمه تاريخ الإسلاميين، فهؤلاء محدثون، حديثون وأيدولوجيتهم لا نعرفها إلا بدءاً من القرن العشرين).
المعري كان مثلاً يُضرب من تاريخنا العربي عن عراقة السخرية في تاريخ الإنسانية بما فيها العربي بكل عصوره. كنت سأذكر أبو نواس أيضاً وسخريته من الوقوف على الأطلال، ولكنني اكتفيت بالمعري رهين المحبسين.

وتقبل فائق التحيات.
طارق
(f)