بسمه عز شأنه

اللهم صلى على محمد , و آل محمد

كتب الختيار :

اقتباس:سورة الأرض - برضه تأليفي
و الأرض إذا ارتدت (1) و الجبال إذا اهتزّت (2) و السماء إذا ارتجت (3) و الشمس من مغربها تجلّت (4) و النجوم إذا اسودّت (5) و البحار إذا التفّت (6) و القبور إذا تلوّت (7) و ألقتْ ما في بطنها و تخلّت (8) فذاك يوم المصير (9) على الكافرين ليس يسير (10) يتساءلون في فُتور (11) أين آلهة آبائنا نستجير (12) بل هم لا يسمعون (13) سنحشرهم جميعاً في السّعير (14) يصرخون و لا مُجير (15) يستسقونَ فلا يُسقون (16) إلا حميماً زمهرير (17) هذا ما كنتم به تكذّبون (18) و إذا جاءتكم النّذُر تستهزئون (19) و أما من آمن بالنذير (20) فتراهم مستبشرين (21) يضحكون و لا يبكون (22) في جناتٍ يتلاعبون (23) مع الحور مضطجعين (24) يطوف عليهم خادمنا اليمين (25) يتمنّون و لا يطلبون (26) فإذا هي منها يأكلون (27) و إلى وجه ربكَ ناظرين (28) لا شاكّين ولا ممتَرين (29) جزاءاً بما كانوا يعملون (30) من ربٍّ على المؤمنين ليس ضنين (31)  
تعقيب على تقليد القرآن

هذا ليس قرآنا بل سجع كهان او شعر ردىء
و بداية نتناول مسألة التحدى القرآنى
هناك ثلاث تحديات وردت فى القرآن الكريم
اولا – تحدى موجه الى العرب بعد محاججتهم :
قال عز شأنه :
{ قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا } الإسراء/88.

فالتحدى هنا لعالمى الانس و الجن و ليس عالم الانس وحده بان لو كان بعضهم لبعض مساند و معاضد على ان ياتوا ببلاغة او تركيب مثل هذا التركيب العجيب من حيث جزالة الاسلوب
و اعجوبة النظم
و من ناحية عدم الاختلاف فيه لما استطاعوا ذلك

و بعدما تحداهم بالاتيان بقران كامل تحداهم و لو بعشر سور
و لكن دون جدوى فلم يستطيعوا ذلك و لن يستطيعوا
ثم تحداهم بطلب الاتيان و لو بسورة واحدة
ثم كرر التحدى بصيغة لا تقبل الجدل و المعاندة :
" وَمَا كَانَ هَـذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ"
سورة يونس

ثم اخيرا كان التحدى الوارد فى سورة البقرة ( فان لم تفعلوا و لن تفعلوا )
و هكذايصدق قول الله تعالى :
" أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرً"
سورة النساء
و كان اعداء رسول الله (ص) يوهمون انفسهم ان القرآن العظيم من تاليف و وحى الجن و الشياطين
لذا ورد فى التحدى ذكر الجن
و الايات المشيرة الى ذلك كثيرة منها قوله تعالى
( و ما هو بقول شيطان رجيم )

( لا يمسه الا المطهرون )

و المطهرون هنا هم الملائكة

و يدخل فيهم اهل بيت النبوة الذين اذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا

و من الايات ايضا فى الرد على هذا الاتهام القرشى اليهودى : كل الايات التى تتحدث عن منع الشياطين من استراق السمع

و قد عجز العرب فى زمن نزول القرآن قطعا عن معارضته , و لو كانت قريش عارضت القرآن لوصلتنا هذه المعارضة بلا شك و لكان شيعة ابى سفيان نشروها و اذاعوها
و كما يقال : التاريخ يكتبه المنتصرون
و الذى انتصر للاسف الشديد هو حزب بنى امية : حزب قريش الطليقة المنافقة
فلو عورض القرآن لبلغتنا معارضتهم قطعا
و قد تجلى عجزهم فى ما فعله النضر بن الحارث – صديق اليهود – حيث عجز عن الاتيان بمثل النص القرآنى و لم يجد ما يعارضه به الا بعض اغانى وصفها القرآن العظيم بانها : لهو الحديث
قال تعالى :
"وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ 6 وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ "
سورة لقمان

يقول السيد الخوئى رحمه الله :
"كان من الجدير بهم أن يعارضوا سورة واحدة من سور القرآن ، ويأتوا بنظيرها في البلاغة ، فيسقطوا حجة هذا المدعي الذي تحداهم في أبرع كمالاتهم ، وأظهر ميزاتهم ، ويسجلوا لانفسهم ظهور الغلبة وخلود الذكر ، وسمو الشرف والمكانة ، ويستريحوا بهذه المعارضة البسيطة من حروب طاحنة ، وبذل أموال ، ومفارقة أوطان ، وتحمل شدائد ومكاره .

ولكن العرب فكرت في بلاغة القرآن فأذعنت لاعجازه ، وعلمت أنها مهزومة إذا أرادت المعارضة ، فصدق منها قوم داعي الحق ، وخضعوا لدعوة القرآن ، وفازوا بشرف الاسلام ، وركب آخرون جادة العناد ، فاختاروا المقابلة بالسيوف على
المقاومة بالحروف ، وآثروا المبارزة بالسنان على المعارضة في البيان ، فكان هذا العجز والمقاومة أعظم حجة على أن القرآن وحي إلهي خارج عن طوق البشر .

وقد يدعي جاهل من غير المسلمين : أن العرب قد أتت بمثل القرآن وعارضته بالحجة ، وقد اختفت علينا هذه المعارضة لطول الزمان .
وجواب ذلك : أن هذه المعارضة لو كانت حاصلة لاعلنتها العرب في أنديتها ، وشهرتها في مواسمها وأسواقها . ولاخذ منه أعداء الاسلام نشيدا يوقعونه في كل مجلس ، وذكرا يرددونه في كل مناسبة ، وللقنه السلف للخلف ، وتحفظوا عليه تحفظ
المدعي على حجته ، وكان ذلك أقر لعيونهم من الاحتفاظ بتاريخ السلف ، وأشعار الجاهلية التي ملات كتب التاريخ ، وجوامع الادب ، مع أنا لا نرى أثرا لهذه المعارضة ، ولا نسمع لها بذكر . "

ثانيا – تحدى موجه الى النصارى
و هو ما حدث يوم المباهلة
فبعهد ان حاجج رسول الله ص النصارى و بين لهم التحريف الذى طرأ على رسالتهم و البهتان الذى نسبوه للانجيل و دعاهم الى ملة ابراهيم و دين الله الشامل المهيمن
دفعتهم اهوائهم الى العناد و التولى عن الرسالة الاسلامية
و الايات التالية تتحدث عن قسم من محاججة الرسول لهم
"قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ"
سورة آل عمران
و هذه الاية تمثل بداية القول اللين و الحوار المنطقى الذى يطلب فيه الاسلام و القران الخير لامة عيسى عليه السلام
حيث امرهم تعالى بصريح القرآن ان لا يعبدوا غيره و ان لا يشركوا به و دعاهم الى ترك الديانات المحرفة من قبل الرهبان الذين اكلوا السحت الحرام باكلهم اموال الناس بالباطل
حيث اصبح كل راهب و كانه وكيل عن الله تعالى ياخذ اموال الناس و يوزع صكوك الغفران فيغفر لمن يشاء و يحرم من يشاء و يطرد المحتاج
كما ان هؤلاء الرهبان حللوا ما حرم الله و يحرمون ما احل الله فيساعدجون السلطان الظالم و يخذلون العادل
و هكذا وضح لهم القران طريق الضلال الذى هم سائرون عليه و هداهم الى الصراط المستقيم و دلهم عليه
و لكن بدون جدى و بتحدى منهم قالوا كما سجل الكتاب العزيز :
"وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ 135 قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ 136 فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ 137 صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ 138 قُلْ أَتُحَآجُّونَنَا فِي اللّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ 139 أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَـقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ"
سورة البقرة
و هكذا سدوا باب الحوار و التفاهم
و هكذا يئس القران منهم و لم يبق الا التحدى فتحداهم رسول الله ص بالاية 61 من سورة ال عمران :
"فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ"
فجاء رسول الله ص باهل بيته و هم :
امير المؤمنين على بن ابى طالب و فاطمة الزهراء و السبطين الشهيدين الحسن و الحسين
و طلب من نصارى نجران حيث كان وفدهم يتكون من العاقب و اسمه ( عبد المسيح ) و السيد و هو : الايهم و ابو حاتم بن علقمة و كان اسقفهم و حبرهم و امامهم و صاحب مدارسهم
و كان ما كان مما يعرفه الجميع من هروبهم من المباهلة و هكذا انتصر الاسلام و كانت كلمته هى العليا و كلمة الشرك هى السفلى

ثالثا – تحدى اليهود :مثلما اتبع القران
اسلوب اللين و المحاججة بالتى هى احسن مع النصارى كذلك اتبع ذات الاسلوب مع اليهود
و كان اليهود الاشد عنادا و الاكثر جدلا و حقدا على الرسول و المسلمين حتى دبروا المؤامرات و بلغ حقدهم و حسدهم غايته و حاولوا بكل قواهم انهاء الرسالة الاسلامية
و لكن كيدهم رجع الى نحورهم
و هذه ايات تبين اسلوب المحاججة معهم قبل التحدى :
"وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ"
سورة البقرة
"أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ"
ال عمران
"ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُون"
ال عمران
"أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ "
اليقرة

و هذه الايات تبين حقدهم و حسدهم و كثرة مجادلة اليهود بالباطل
فالاية الاولى اكدت ان الرسول الاكرم مذكور فى كتبهم و كانوا مامورين بالتسليم له و الطاعة له لكن الحسد اوغر صدورهم و جعلهم يخفون ما فى كتبهم
و الاية الثانية تؤكد عدم حكم اليهود بما يريد الله بل كانوا يحكمون حسب اهوائهم لانهم يظنون انفسهم شعب الله المختار و انهم حتى لو عذبوا لن يهذبوا الا ايام قليلة لانهم حسب اكاذيبهم : ابناء الله و احباؤه
اما الاية الثالثة فقد اعملت رسول الله ص عدم جدوى التحاور معهم حيث حرفوا حتى صفة رسول الله ص
و بهذا تحداهم القران باية الموت او التحدى :

"
قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآَخِرَةُ عِندَ اللّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ 94 وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمينَ "
البقرة

و مثلما تحدى القران الكريم النصارى فى اية المباهلة تحدى اليهود و انتصر عليهم بمباهلة شبيهة بمباهلة النصارى
و هكذا ينتصر الرسول ص و المسلمون ايضا بهذه المباهلة و بهذا التحدى
و هكذا يعجز اعداء الاسلام من تخطئة هذا الدين العظيم

يتبع باذن الله