حقيقية يا حسام راغب أن أسلوبك التبسيطي الساذج في قراءة حركة التاريخ والواقع السياسي الحالي يشبه إلى حد كبير ما هو سائد لدى المجتمعات البدائية المتخلفة التي تظن أن كل الأمراض التي تحل بالإنسان تسببها الأرواح الشريرة والجن والحسد .

كاتب هذا الموضوع لا يختلف بشيء في آلية تفكيره عن عقلية الأصوليين الإسلاميين والناس البسطاء البدائيين الذين يعجزون عن تفسير الواقع الاجتماعي الاقتصادي المعقد والمركب والذي تساهم في إخراج شكله النهائي عوامل وعناصر عديدة ومتداخلة

فيلجأ عقلهم إلى تسطيح الواقع عندما يعجز عن قراءة وفهم هذا الواقع المعقد من خلال آليتين ذهنيتين

هاتان الآليتان كما صنفهما المفكر الكبير د. نصر حامد أبو زيد بدقة هما :

1- رد الظواهر إلى علة واحدة

فكل شيء يحدث في الكون هنا أو هناك يرتبط بعلة واحدة هي عند الأصوليين المشيئة الإلهية بينما هي عند كاتب هذا الموضوع التخطيط الأمريكي فيصور له عقله البدائي أن أمريكا هي قوة إلهية كل شيء عندها يسير بحسبان وكل حدث هنا أو هناك مهم أو تافه خططت له أمريكا بطريقة أو بأخرى

2- إهدار قانون السببية

إن رد الظواهر إلى علة واحد سيقود حتما إلى إهدار قانون السببية ومحاولة فهم حركة التاريخ والوقائع السياسية بهذا الشكل الكاريكاتيري الذي يرتبط بالمشيئة الأمريكية سوف يؤدي لاحتزال وإلغاء العوامل الداخلية والبنى الاقتصادية التحتية في المجتمعات في تشكيل السلطة والنظام السياسي كبنية فوقية للبنية التحتية


باختصار الأفكار التي طرحتها في هذا الموضوع والتي تتصور أن عقلك العظيم أنتجها في ساعة تأمل سقراطية وأنك اكتشفت بها الحقائق العظمى في الحياة التي لم يكتشفها غيرك تشبه إلى حد كبير في قيمتها الفكرية ما يمكن أن يفهمه ويعرضه تلميذ في الصف الأول ابتدائي جلس في محاضرة جامعية عن التفاضل والتكامل وطـُلب منه أن يتحدث عما فهمه في هذه المحاضرة.