{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
آخر مقال خطه جوزيف سماحة
نزار عثمان غير متصل
Gramsci
*****

المشاركات: 1,664
الانضمام: Dec 2004
مشاركة: #11
آخر مقال خطه جوزيف سماحة
بقلم أنسي الحاج

كنتَ كثيراً على قلب الظلام المحيط. الجوقات الموحَّدة تضيق بالمنفردين. البيئة تعاقِب، يعاونها الموت المستهزئ. صنوان. الموت ضَحْل ومملّ كالبيئة، كالسلطة. يتكافل وإيّاهما في القتل. موتٌ كموتكَ قَتْل. ليس لك وحدك بل لصحافة، لقارئ، لصديق، لأمل.
كثيرون مثلي يقولون الآن: ليتنا لم نعرفه.

***
الصحافي اللاشخصي أصبح شأناً شخصيّاً لكل قارئ. أنجح محامي القضايا المظلومة. مطالعاته اجتهادات أمام جمهور متناقض في مسائل تمشي معظم التيارات عكسها، وتنتهي المطالعة بإقناع «الأعداء»، أو على الأقل برمي الشكّ في نفوسهم. شرط أن يتوافر لهم حد أدنى من الشفافية. ذَكَرَ مرّة في إشارة إلى صديق له «من الفريق الآخر»: «قلت له: أنت وأميركا غلبتمونا في كل شيء. تغصّون بهذه المساحة الصغيرة الباقية لنا ننتقدكم فيها؟». جوزف سماحة هو الصحافي الآخر، نقيض ما اعتادته الصحافة العربية. هو صحافي التحليل والمعلومات وهي صحافة التوجيه الوعظي المباشر. لم يكن يختلف في شيء عن معلّقي كبريات الصحف الأوروبية والأميركية غير كونه يكتب بالعربيّة. هو صحافي الثقافة الشاملة والعرب صحافة الأيديولوجيا والخطابة. بقعة ليّنة في مساحة متحجّرة. شمولية متواضعة كشمولية المعلّمين. سخرية نبيلة، مترفّعة، عفويّة، مفاجئة وسط رصانته كمفاجأة طفولة تَخْرج فجأة من كهولة. رأسُ جيل من الصحافيين اللبنانيين غيّروا وجه الصحافة العربيّة وخرّجوا تلامذة لا يزالون يغيّرونها نحو الأحدث.
منتهى اللاقمع في ممارسته رئاسة التحرير. الأكثر ديموقراطية بين جميع من عَرَفت.
كان يقول لمن يستشيره في ما يكتب: «اكتب ما تريد، حتّى لو كان ضدّ سياسة الجريدة». حين تفرغ من قراءة مقاله يُخيّل إليك، لكثافة ما فيه من علم ومعلومات ولقوّة التركيز وبراعة الحجّة وابتكار المعادلات التعبيرية، أنه سيمرّ وقت قبل أن يستجمع قواه ويكتب المقال التالي. ولا يكاد الصباح يطلع حتى يأتيك باللاحق أدسم من السابق.
«أكثر ما أُدْهَش هو حين أقبض راتبي آخر الشهر. أقول في نفسي: «يا رجل، لماذا يدفعون لك؟»، فليس عندي أمتع ممّا أعمل في الجريدة. أنا من يجب أن يدفع لهم».
أو يقول، هو الذي يصل مع الصباح وينصرف مع الفجر: «كلّما ذهبتُ إلى البيت شعرتُ بالذنب».
أيّها الراهب العلماني البريء من أيّ تعصّب، أيّها الرقيق المعتذر من ظلّه، السخيّ بصداقة لا يضاهي صمتَها إلاّ فاعليّتُها، تكدّستْ فيك الوحدة حتّى فاضت. تكدَّس فيك حزن الأرض تحت نقاب الابتسامة. ليس الجهلُ ما يَقْتل بل المعرفة. المعرفة، الوعي، حدّة وعيك، كلّها تَنْقل الموت. موت المرهَفين. كل شيء يَقْتل المرهفين، وأنت من سادتهم.والفراغ الذي تتركه لن يملأه إلاّ الشعور أكثر فأكثر بفراغك.

02-26-2007, 08:22 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
آخر مقال خطه جوزيف سماحة - بواسطة skeptic - 02-25-2007, 05:41 PM,
آخر مقال خطه جوزيف سماحة - بواسطة ابن سوريا - 02-25-2007, 06:43 PM,
آخر مقال خطه جوزيف سماحة - بواسطة غربة - 02-25-2007, 06:54 PM,
آخر مقال خطه جوزيف سماحة - بواسطة journalist - 02-25-2007, 07:47 PM,
آخر مقال خطه جوزيف سماحة - بواسطة آمون - 02-25-2007, 11:10 PM,
آخر مقال خطه جوزيف سماحة - بواسطة العلماني - 02-26-2007, 01:36 AM,
آخر مقال خطه جوزيف سماحة - بواسطة فداء - 02-26-2007, 01:40 AM,
آخر مقال خطه جوزيف سماحة - بواسطة نزار عثمان - 02-26-2007, 08:22 AM
آخر مقال خطه جوزيف سماحة - بواسطة Bilal Nabil - 02-26-2007, 06:08 PM,
آخر مقال خطه جوزيف سماحة - بواسطة غربة - 02-27-2007, 02:14 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  رد على مقال : الصراع الطبقي ومسائل ماركسية أخرى .. الــورّاق 2 1,066 03-07-2012, 07:36 PM
آخر رد: الحوت الأبيض
  مخدرات سياسية! .... مقال من الوزن الثقيل للكاتب بلال فضل فارس اللواء 2 1,427 08-26-2011, 12:08 PM
آخر رد: أبو إبراهيم
  عندما يتجرأ فيصل القاسم على انتقاد النظام السوري.....مقال صريح جدا للقاسم.. بسام الخوري 17 7,341 03-07-2011, 09:20 PM
آخر رد: بسام الخوري
  العلمانية باختصار : خروج من هيمنة الدين.... (مقال رائع) .... العلماني 0 2,136 01-06-2011, 01:36 PM
آخر رد: العلماني
  نهاية حثالة اسمها العرب,,,,مقال من كعب الدست لا أوافق عليه ...ممنوع دخول العصبيين بسام الخوري 11 4,339 10-16-2010, 12:01 AM
آخر رد: AbuNatalie

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS