:h:
الرسالة(110):
----------
أمسكت المرأة سنابل قمح الشابة وبأنامل اعتادت إنجاز فروضها اليومية جدلت بعض سنابل القمح وصلبتها على الشعر المرفوع ودست بين خصلات الشعر حبات ماس مائية وورود حمراء قانية فبدا الرأس كشجرة الميلاد.
جاءت إمرأة أخرى بفرشاة ناعمة وغطت مساحة وجه الشابة بلون يميل إلى السمرة! وبكحل أسود كما"ليل" رسمت عينين فرعونيتين ورفعت لها رماح عينيها كسياج ماكانت تعرف أنه سياج دمع قادم لأن حبيبها سيغادرها دون أن يقرأ تحية وداعها(!) وزرعت لها على خديها وشفتيهالوناً أشبه بقبلات رجل عاشق متلهف.
رجعت الشابة إلى بيتها ، ارتدت فستانها الخمري المعتق من إحمرار شهي ،يكشف عن مطلع الطريق إلى الوردتين ولا يستر مشهد الزنبقة حين تستدير .
وقفت أمام المرآة تشنق رقبتها بحبل ذهبي تتدلى منه قلادة"طلقة نارية" نظرت إلى أذنيها، لن تزينهما بالأقراط..فمنذ سمعت لأول مرة صوته الهامس:"أحبك" أبت أن تفسد جمال طهرهما. فتحت صندوق مجوهراتها وقيدت يديها بمايتناسب والأحمر الخمري لون فستانها الذي أعدّته خصيصاً لحفل زفاف صديقتها، ودست خاتم دبلتها الذي مازال يقطع رحلته من حيث الله إلى حيث الظبي تنتظره.
انتعلت الحذاء في قدميها وقبل أن تمشي باتجاه باب الخروج رن جرس الهاتف ، صديقتها العروس تستعجلها فقد بدأت مراسيم الزفاف ودقت طبول العرس والكل يحتفي في غناء ورقص..هيا هيا اسرعي.
أغلقت سماعة الهاتف على قلبها، رمقت المرآة بكره..
أأرقص ؟!
كعادته، الحزن يستجيب لحزن الذكريات بكرم عجيب.
غرقت بدمعهاوتغيرت ألوان لوحة الوجه وتكسرت أغصان شجرة الميلاد بيديها، لن أذهب..لن أذهب..وتذكرت:
الشاب الذي كان ذات يوم مدرب"الرقص الشعبي" ثم ذات شعب يرقص جريحاًمن الألم ، صارالشاب ذبيحاً.
أأرقص؟؟
" من أين لها بعكازتين " ؟!




3/10 الحادية عشر ليلاً
:h: