تحياتي للأستاذ Awarfie
أعتذر لتأخري في الرد , اليوم شاهدت المداخلة

لقد طرحت كثير من الأسئلة والاستفهامات , سوف أحاول أن أجاوب على بعضها الآن , فالباقي يحتاج إلى شرح مفصل

1.و وجودنا , هو وعينا , وهو موجود في عالم الفكر .أي نحن كشعور ووعي موجودين في عالم الفكر فقط .

وجودنا له بعد موضعي خارجي لا يتعلق بوعينا و مشاعرنا ! ولا يمكن فصل عالم الفكر عن عالم المادة ، فلا فكر بلا مادة .الا اذا حدث لاحدنا ان شاهد افكارا من حوله دون مادة ( أشخاص او كتب او مواد تحمل تلك الافكار ) تتعلق بتلك الافكار !.

يا ترى ماذا يحصل إذا غاب أو زال وعينا ؟
سوف نبقى موجودين ولكن بالنسبة لمن ؟؟؟؟؟

إن الأفكار تنتقل من عقل إلى آخر , فيتم نسخها وانتشارها في أدمغة الكائنات الحية المتطورة وليس الإنسان فقط , وهذا يشبه توالد وانتشار البنيات الحية التي تنسخ وتنتشر بالتوالد .

اعتقد بان الفكرة لا يمكن نسخها مهما كانت بسيطة ، لكن يمكن تقليدها بشكل ما أو بآخر . ولم أسمع عن فكرة تم نسخها بشكل ما بين الانسان و حيوان ما مهما كانت فكرة بسيطة !3

ما تقوله صحيح .
نعم تقليدها أو تمثيلها أو تشكيل شبيه لها

وكذلك تتطور الأفكار وتنشأ أفكار جديدة مثلما تتطور وتنشأ البنيات الحية , والأفكار تولد وتموت مثل الكائنات الحية , والأفكار تدافع عن نفسها وتحافظ عليها.

لا أعتقد بان الافكار هي التي تدافع عن نفسها ، فليس للفكرة ارادة أصلا او مشيئة ! بل صاحب الفكرة هو الذي يدافع عن فكرته .

4.إن الكائنات الفكرية تستخدم عقل الإنسان لحمايتها , فبعد أن تتوضع في دماغه , تدفعه للدفاع عنها والسعي لنشرها في العقول الأخرى , وهي تقاوم الكائنات الفكرية الأخرى , وتسعى لمنعها من الدخول إلى الدماغ الموجودة هي فيه .


ان ما يسميه استاذنا بالكائنات الفكرية ، لا تختلف عن الكائنات التي نجدها في الحاسوب و التي لا حول لها ولا قوة ، بل نحن الذين نستخدمها كيفما نشاء . فهي تستوطن دماغنا بنشاط ، اذا ما كنا بحاجة اليها . و تقبع في الزوايا المظلمة من دماغنا اذا ما اردنا ابعادها عن دائرؤة اهتماماتنا . وهي لا تقاوم غيرها من الكائنات التي يجلبها الانسان الى دماغه بل تقبع حيثما ما يريدها الانسان أن تقبع و تنشط حينما يريدها ان تقوم بدور ما !

كلنا سمعنا بغسيل الدماغ , ما هو غسيل الدماغ ؟
أنه وضع أفكار جديدة في دماغ الإنسان , وهذه تؤدي إلى تغير تصرفات الإنسان . وهذا يعني أن المتحكم الأكبر في تصرفات الإنسان هي الأفكار , لأنها هي التي توجهه .
والأفكار " نلاحظها " تدافع عن نفسها وتسعى للانتشار , صراع العقائد والأيديولوجيات دليل على ذلك





أرى من هذه الجملة تناقضا لا اتمكن من حله : كيف يمكن الفصل بين الانسان و البنيات الفكرية ( كما سبق ان أوضحت في الرد في البند رقم (1 ) أعلاه ! و هل يمكن الفصل بين التكنولوجيا و الفكر و المادة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

في الواقع نحن نعيش في ثلاث عوالم مختلفة , وهي العالم المادي أو الفيزيائي , وعالم الكائنات الحية , وعالم الأفكار . ولهذا العوالم عناصرها وقوانينها الخاصة بها , صحيح أن هناك تشابه بينها في بعض القوانين , وأن هناك تسلسل في نشوء هذه العوالم وهي مترابطة زمنياً و سببياً .
فمن العالم الفيزيائي تشكل عالم الكائنات الحية , وهو يختلف في أمور عدة عن العالم الفيزيائي . ولكنه يبقى خاضعاً للقوانين الفيزيائية ولا يخرقها .
وكذلك تشكلت الأفكار في أدمغة الكائنات الحية , ثم بعد ذلك استطاعت هذه الأفكار أن تخرج وتتوضع خارج العقول . وعالم الأفكار هو أيضاً يبقى خاضعاً للقوانين الفيزيائية ولا يخرقها , ولكنه يختلف في خصائصه وبعض قوانينه عن عالم الكائنات الحية وعن العالم الفيزيائي , مع أنه تشكل منهما .
لذلك يجب مراعاة خصائص كل من هذه العوالم الثلاثة .
فنحن نعيش في العوالم الثلاثة ونخضع لقوانينها وتأثيراتها , فالبنيات الفيزيائية تؤثر فينا كما تؤثر علينا البنيات الفزيولوجية ( المكونة لجسمنا ) والبنيات الحية الأخرى إن كانت حيوانات أو حشرات أو جراثيم , وتؤثر علينا البنيات الاجتماعية إن كانت ثقافية وعقائدية أو فكرية و سياسية و اقتصادية و تكنولوجية . . . .
ولكن يظهر أن التأثير الأكبر علينا هو من عالم الفكر ( الثقافة والعقائد والمعارف ) فهو يتحكم ويوجه أغلب تصرفاتنا , وهو يساهم بشكل أساسي بتشكيل أهدافنا وغاياتنا ودوافعنا .

تحياتي ومودتي