اذكر مرة في منتصف التسعينات
كنت اثناءها في سنواتي الاخيرة في دراساتي الطبية بكازابلانكا
كان قد برز نجم ممثل هندي شاب اسمه شاه روخ خان
و كانت سينمات كازا عاملة شغل جيد جدا بفضله في زمن انحسار فني بامتياز
المهم وصلت اصداء النجم الى صديق طفولتي و كان يملك السينما الوحيدة في مدينتي الصغيرة , فطالبني بان احاول ان اعرف اسم الشركة المستوردة لافلام شاروخان و رقم فيزا المركز السينمائي المغربي لكي يتصل بالموزع ليرسل له نسخة للعرض
المهم عدت لكازابلانكا و دخلت قاعة سينما كبيرة و تسمرت امام الافيشات الصغيرة احاول ما امكن ان اجد اسم الشركة الموزعة والفيزا عليها ,كل هذا وواحد شحط بودي غارد يراقبني من بعيد
المهم بعدما يئست من العثور على مطلبي توجهت نحو الشحط الذي جثته تكاد تغلق ممر السينما وعاجلته بالسؤال عن الشركة و الفيزا
فوجئت بالشحط ينتفض في مستنكرا , انا ماليش دعوة , اسألوا صاحب السينما , انا مجرد عامل مسكين
الشحط استتنتج من مظهري الطويل و نظارتي الطبية و محفظتي انني مفتش المركز السينمائي و طبعا لا احتاج للتوضيح ان الفيلم لم يكن مرخصا و انما مهربا و معروضا بطريقة غير قانونية
ضحكت في سري و لكي احبك الثمثيلية قبل ان ينتبه الشحط
صرخت فيه خلاص خلاص انا حسابي سيكون عسيرا مع مشغلك , قبل ان اتوارى مسرعا مغادرا السينما و اذوب في زحام الشارع تاركا صاحب السينما في انتظار العقوبة التي لن تأتي