نعم ايها الاخوة الاعزاء

كان ذلك في الخامس والعشرين من كانون الاول عام 1991 حين سقط العلم المنمّق بالمنجل والمطرقة ليرتفع مكانه علم القيصرية المثلث الالوان ولكي تحتفل جحافل الرجعية بانتصارها التاريخي الكبير.

لقد مات اتحاد الجمهوريات العمالية الاشتراكية بالسكتة القلبية القاضية. وانتقل الى رحمة الشعوب وذاكرتها.

ويحق لجحافل الطغيان ان تحتفل لأنها افتتحت عصر عودة الطغيان الجديد، واعادت حساباتها لاعادة تنظيم العالم واخضاعه لمنطق السلعة.

وبدأت بالحلقة الضعيفة المستضعفة

ولن تتوقف السلسلة الا عندما يرضخ الجميع لمشيئة رأس المال وقوانينه.

لقد بدأ الحادي عشر من سبتمبر منذ بداية التسعينات، حين ألقى الاتحاد السوفياتي سلاحه لاهفاً، منهكاً، متهالكاً. حينها شعرت قوى الاستغلال ان الاضواء الحمر قد انطفأت وانطوت معها رايات التحرر فانفلتت هذه القوى من عقالها لتتمّم مشيئة الجشع باستعباد الشعوب.

لا، لم تنته السلسلة بعد ومن منكم يتوقّع هدوء العاصفة أُطمئنه انها بداية تاريخ المنتصرين الجدد ولن تنتهي العواصف الا بالمزيد من الدماء.


ربما أخطأ الاتحاد السوفياتي. ربما التهمته نيران الانحراف والتحريف. ربما وربما...

ولكن اليس على الذين تلتهمهم النيران اليوم ان يقفوا امام التاريخ ليعترفوا بخطاياهم ؟
ربما لم يفهموا بعد، ولكنهم حتماً سيفهمون، غداً او بعد غد، انهم قبلوا المساومة على قضاياهم ومصالحهم باسم التعاليم التي اختلقتها لهم الرأسمالية العالمية المتعفّنة ودغدغت بها مشاعرهم على مدى ثلاثة ارباع القرن لكي يحملوا السلاح الى جانبها ويقارعوا من لم يعتدِ عليهم ولم يبدِ لهم سوى النصرة والبذل.
لقد تسلّحوا بقوانين السماء لكي يحاربوا من على الأرض، لا لشيء الا لأنهم لا يؤمنون بالسماء. أقول لهم لقد انتصرتم وتاب الملحدون وانفتحت امامهم ابواب الجنة.
فهل تتمتعون بنشوة انتصاركم؟

لقد مات الاتحاد السوفياتي
ولم يعد هناك شعب يعمل في مصانعه وحقوله ليدفع ثمن الدفاع عن قضايا الشعوب.

فأعدّوا حقائبكم
اما لركوب القطار المعدّ لكم مسبقاً والذي يفرض عليكم الخشوع والامتثال
واما لمقارعة من يحاربكم هذه المرة

والى اللقاء
بعد قرن من بحور الدماء