{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
حلم ليلة صيف .. وجنبري !!
حسان المعري غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,291
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #1
حلم ليلة صيف .. وجنبري !!
كان يوما طويلة ذلك الذي عشته - بل مته - البارحة ، فقد كان نكدا في نكد من الساعة السابعة صباحا إلى الساعة السابعة من صباح اليوم التالي ، 24 ساعة وطنية لن أنساها طالما شارباي العربيان بكامل نخوتهما .
من المنطقي جدا أن أعاقر - كمواطن - كأسي الديمقراطي إلى آخر قطرة ، تلك الكأس التي لم تنقص قطرة واحدة منذ أن بلغت سن الرشد الفيزيولوجي ، فهذه الكأس لا تنقص عادة ، بل تزيد كلما واصلت الشرب منها ، ولأنه " كاس يدور على كل المواطنين " ، فلا داعي لشرح أحداث ذلك اليوم لأنها " أحداث وطنية " جدا صار يعرفها كل عربي يعيش بين ضفتي الجرح ، كما لا يلزم أن أتكلم عن كل أشكال التكريم الإنساني الذي يلقاه المواطن منذ لحظة خروجه من البيت متوجها إلى عمله صباحا حتى عودته ، مرورا بما يلاقيه على أيدي وألسنة رؤسائه من أشكال التكريم.

لكني أزيد عن هؤلاء بأن زوجتي هي جزء من واقعي الديمقراطي العام ، فأخوها الأكبر شرطي مرور والأصغر - تحسين - يعمل في شرطة مكافحة الأخلاق السياسية ، وهي لا تستطيع أن تنسى أبدا أن أخيها من حقه أن يمارس دكتاتوريته على سائقي السيارات على الطرقات الخارجية ، وبإمكانه - بقوة القانون - أن يوقفها جميعا ويخلع قبعته العسكرية ويتنقل بين نوافذ السيارات يجمع من سائقيها الأتاوة قبل أن يسمح لهم بمتابعة سيرهم ، والأصغر يسهر على حماية الأخلاق السياسية للمجتمع .
لكن ما ذنبي أنا ؟؟؟ هل علي أن أدفع ضريبة كوني تزوجت أخت أحد قاداتنا بعد قصة حب عاصفة ؟؟ هي تحدت قوانين البيت وتزوجتني ، ومع ذلك لم تستطع أبدا أن تنسى إمتدادات شخصية أخويها الديمقراطية ، وعليها أن تذكرني على الدوام أنها جزء من هذا الإرث الحضاري ... الحب إستطاع أن ينسيها قوانينها الإجتماعية ، أما التسلط فلم يستطع أبدا أن ينسيها أنها جزء من الواقع العام .
ذلك اليوم دعاني صديقي لوليمة عشاء بمناسبة زواج أمه ( عربي جدا !! ) ، فمن تزوج أمه أصبح عمه وعليه أن يثبت ذلك بأن يدعو أصدقائه على شرف ذلك العم ، ولأن السهرة كانت عامرة ، فقد تحديت القوانين وعدت إلى البيت متأخرا خمس دقائق كاملة عن الموعد المحدد لي للعودة ، وقلت لنفسي أن زوجتي من الممكن أن تغفر لي هذه الزلة البسيطة تقديرا لروحانية وعظمة الخميس وتأثيره في مسيرة الحياة الزوجية .
في تلك الليلة المشهودة ، أكثرت من أكل السمك والقشريات البحرية لأن غدا الجمعة وعلي أن أذهب إلى الصلاة نظيفا خاليا من أوساخ الأسبوع كالعادة ، ولأنها فرصة لن يكررها لي مرتبي الحقير مهما حييت ، فقد تركت كل ما على المائدة من أصناف وتفرغت للسمك ومشتقاته غير آبه لنظرات المدعوين المستهجنة لشراهتي ، كانت قدماي تسبق سيري و الأحلام تحملني على بساطها السحري ... سمك ... جمبري ... خميس ؟؟ ماذا بقي على إكتمال الحلم ؟؟!!
لكن الحلم سرعان ما تبخر ، زوجتي كانت قد أصدرت فرمانها وعلقت على الباب صورتي وسط دائرة حمراء يقطعها خط أحمر بشكل قطري ( لإبراء الذمة فقط : لاعلاقة للكلمة بالقيادة القطرية ) ، وأمام الباب مخدة ملفوفة ببطانية ... بالعربي ، ممنوع الدخول لصاحب هذه الصورة وعليه أن يأخذ بطانيته ويمضي ليلته على " الأسطوح " ... إشارة عقابية بت أفهمها لكثرة ما رأيتها ، لكن هذه الليلة مختلفة ولن أفرط ابدا بالحلم .


يتبع
07-23-2002, 04:25 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
حلم ليلة صيف .. وجنبري !! - بواسطة حسان المعري - 07-23-2002, 04:25 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  ليلة من ألف ليلة وليلة - قصة قصيرة coco 0 3,754 01-03-2011, 07:06 AM
آخر رد: coco
  رحيل في ليلة ٍ راقصة أصيل 1 978 08-02-2007, 11:47 AM
آخر رد: أصيل
  ليلة الدخلة كمبيوترجي 2 957 01-23-2006, 11:44 PM
آخر رد: عادل نايف البعيني
  الجزائري جمال الدين بن شيخ أديب «الضفتين» رحل بعدما أنجز مشروع «ألف ليلة وليلة» بسام الخوري 3 1,357 08-20-2005, 11:52 AM
آخر رد: بسام الخوري

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS