أُنثايّ ...
من مطر الحزنِ
وطين الشمع النازفْ
من تاج الصباحِ
وإله الروحْ
ترتسمُ بحبر الفاكهةِ
تضاريسُ أُنثىً
مطرزةٌ بقصب الجنةِ
من قطفانها تفوحْ
رائحةُ الجمالِ
وبخور العواطفْ
أُنثايّ ...
من زحفِ مواسم الطيبِ
خلفَ محراب العيونْ
وانبعاثِ نفحات الجاذبيةِ
من وجهكِ اللذيذْ
يستيقظُ فيّ عفريتُ الغرائزِ
يحرضني لأتزودَ بالجنونْ
وأتذوقَ من انفجارِ صوتكِ
طعمَ أنهار النبيذْ
من محيطِ خصرٍ جامحٍ
صاغَ على خطوط يدي
ثورةَ الحضاراتْ
ومحا بفمي لغاتٍ
ونسجَ من وحي مراياهُ
طريقةَ غزلٍ
لا تعرفُ الكلماتْ
من تقاطيعِ قبلةٍ منحتني
تحتَ قبائل القطنِ
معطفَ الاختباءْ
وحشيشَ الربيع الذي
تتكسرُ عليه الأضواءْ
أتحررُ أنا من عقدة خوفي
أتمسكُ بنقوشِ رخامٍ مصقولٍ
خلفَ عربة الاشتهاءْ
أُنثايّ ...
يا غابةً يؤثثها الثلجُ المشتعلُ
فوقَ سجادة الحنينْ
أنحني أنا لكِ بهيامٍ
لكلِ منجمِ حبٍ
يحتوي غربتي الصفراءْ
أسجدُ لكل نخبٍ تصيغهُ
أُنشودةُ شفاهكِ
ويخرجني من ملاذيّ الحزينْ
يطلعني من غار الانطواءْ
ويستبحُ جنيةَ وجعي
يجهضُ جنينَ الألمِ
ولا يعتقني من زرعِ
ظلالِ وجهي
في لمسةِ أيائلٍ
خُلقت لطقوسِ التباركِ
خلفَ ستائر الرجاءْ
أيا امرأةً من ومضة الفجرِ
نقشت هديلَ أنفاسها
في صدر السماءْ
فعرشت في صدري
مدي يديكِ لي يا شافيتي
أطفئي حماسةَ الملحِ
فوقَ جرح صبري
مدي يديكِ واربطي منفايّ
بأوطانكِ الخضراءْ
فالحزنُ يا سرير شتاتي
يتكاثرُ تحتَ ثيابي
والبعدُ يغتصبُ عمري
ويغتصبُ وصوليّ الجفاءْ
أُنثايّ ...
يا من تزينُ جيدَ الدنيا
بفيروزِ ضحكتها الشهية
لا تتركيني أونسُ وحدتي
أشربُ من نهر الصمتِ
نزيفَ حلم اللقاءْ
أيا امرأةً يسكن جسدي
بحضنها ليحيا
يبعدُ عن مغازلة الموتِ
دعيني االهةَ الأنوثةِ
أدمجُ أحجاريّ المندثرة
أعبرُ بابَ الخلاصْ
وأشمُ على جبينكِ الساطع
سائلَ كآبتي
أُمارسُ صلاةَ الإخلاصْ
دعيني أُخصبُ فيكِ فرحاً
أكسرُ تراكماتَ بؤسي
وأُبلسمُ غصتي
من خدوشِ زمن الشقاءْ
وانسيني بجسدكِ الضوئي
أتممُ حروفَ نبوءتي
وأقطفُ السعادةَ من ملمسٍ
ينسابُ في يديّ كالماءْ
دعيني أتغرغرُ بندى صدرٍ
كلما ظمأتُ لمدحه
زقزقت عصافيرُ حنجرتي
وخرجت على أنغامها الشمسُ
حاملةً لي منكِ
أجنحةَ الدفءِ
وتصاوير الضياءْ ......
محمد القداح