{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
التنويريون العرب عامة و"سلامة موسى" خاصة ...
العلماني غير متصل
خدني على الأرض اللي ربّتني ...
*****

المشاركات: 4,079
الانضمام: Nov 2001
مشاركة: #1
التنويريون العرب عامة و"سلامة موسى" خاصة ...
(1)
توطئة وتمهيد

حسبت أني في عطلة نهاية الأسبوع هذه سوف أتابع "خربشاتي مع الفلسفة" في "نادي الفكر"، ولكن الريح لم تأتني في حياتي بما اشتهت سفني، ولم تخرج هذه المرة أيضاً على قاعدتها معي، فجاءت إلىالنادي بهجوم "فج" "متسرع" "قاس" على أحد صروح التنوير في عالمنا العربي، كي تحشرني في زاوية مظلمة. فأنا قد أطيق الكثير من التهجم والتعرض والمس برجال السياسة والدين لأني لا أجد في واحد منهم خيراً ونفعاً عظيما، ولكني لا أطيق أبداً التمثيل بكبار المثقفين والمفكرين والتهجم عليهم وإدانتهم من خلال بضعة سطور وجمل هنا وهناك، دون أن نحاول معرفة الذي يند عنه هذا المثقف في كتاباته. خصوصاً أن في هذه المعرفة خير كثير من الثقافة والوعي، عدا عن أنها مطروحة في الاسواق مع كتب المثقف وسيرته.

تم أمس التهجم – في نادينا "العتيد" – على أحد صروح التنوير في الشرق وكبار مثقفيه البارزين ومعلمي أجياله، إنه الأستاذ "سلامة موسى" الذي لم يرعو في حياته عن خوض معارك ضخمة طويلة عريضة في سبيل ما كان يعتقده بأنه تقدم وحضارة وترق وتمدن وعمران وإعادة حياة لوطنه ومواطنيه.

ولم يكن غريباً أن يأتي هذا التهجم و"المحاكمة العسكرية السريعة" من قبل من يدعو للقومية العربية يسانده فيها المحسوبون على "الإخوان المسلمين"، تلك الجماعة بعينها التي كان "سلامة موسى" يصف أيديولوجيتها "بالعوج الفكري".

هذا ليس غريباً إذاً ولا مستهجناً أن يقوم أبناء هاتين الدعوتين بمهاجمة "سلامة موسى"، ففكر الرجل معاد لأصولهما جميعاً. وأنا – بحق – ما كنت لأكتب سطراً واحداً في الدفاع عن "مفكرنا " الكبير لو حاول المتهجمون عليه أن ينصفوه بعض الشيء ولا أقول أن يعدلو. فأنا نفسي لي مآخذ على فكر "سلامة موسى" ليست باليسيرة، ولكني شئت أم أبيت أجد نفسي مرغماً على إجلاله من ناحية، والتعامل مع فكره ببعض الموضوعية والتبسط والنقاش من ناحية أخرى. فالرجل ليس من بعض "المزعبرين" و"أميي المثقفين" وهواة الشهرة والنجومية، ولكنه مفكر مبتكر وكاتب وقور وغول ثقافة، قد يكون "تلميذه" "نجيب محفوظ" وفاه بعض حقه في "ثلاثيته الرائعة" ("السكرية" منها بالذات).

أكتب عن "سلامة موسى" إذاً، ولكن الكتابة عن هذا المفكر لا بد لها من أن تمر بالتعرف على عصره (أواخر القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين). وهي لا بد لها – ثانية – من المرور بأساطين هذا العصر وحياته الثقافية والسياسية، "فسلامة موسى" لم يكن يكتب من برج عاجي ولم يعش في خلوة صوفية، ولكنه كان يرافق وطنه (مصر) في الصحف والمجلات الصادرة فيه، ويرافق كل ما عصف بوطنه وبالشرق من حوادث وأمور وخطوب، متتلمذاً في مطلع حياته على بعض صروح الشرق العقلية من ناحية، معلماً في خريفها وشتائها الكثيرين ممن نهلوا من معينه.

ولكن قبل أن أبدأ رحلتي التي لا أعلم مدى طولها مع "سلامة موسى"، علي أن أنوه بخطر داهم أرى خلله في نادي الفكر وغيره من نوادي الحوار كثيراً ... إنه خطر "المعرفة الموسوعية" واختزال حيوات المثقفين والكتاب وفكرهم ونتاجهم ببضعة سطور وجمل قليلة قد تفيدنا حقاً، ولكنها تجني على عقولنا وموضوعيتنا لو أردنا التصدي لهم مؤيدين أو معارضين.
"المعرفة الموسوعية" يا سادة عبارة عن "بداية معرفة وتعرف" وليس نهايتها. ومن خلال بعض السطور في موسوعة لا يسعنا أن نقيم فكر كاتب أو مثقف مهما كان. وأمس عندما طلبوا من كاتبنا الكبير "ميخائيل نعيمه" أن يروي قصة حياته في كتابه "سبعون" احتار ماذا يروي فقال في مقدمته: "إنك خادع ومخدوع كلما حاولت أن تحكي لنفسك أو للناس حكاية ساعة واحدة من ساعات عمرك. لأنك لن تحكي منها إلا بعض بعضها. فكيف بك تروي حكاية سبعين سنة ؟ " .. ثم يقول بأن صفحات حياته التي يدونها والتي جاوزت الألف صفحة من القطع الكبير، تصلح للدلالة على حياته "كما تصلح الخريطة للدلالة على ارتفاع هذا الجبل وامتداده، وعلى طول ذلك النهر واتجاهه. لكنها لا تدلك على ما في الجبل من أخاديد ومنحدرات، ومن تراب وصخر ومعدن ونبات وحيوان، ولا على عدد القطرات في النهر وما في قعره من حشائش وأوحال وأسماك، وما على جانبيه من رمال وأدغال،وما فوقه من فضاء وسماء"(سبعون، ميخائيل نعيمه، طبعة مؤسسة نوفل، المقدمة) ....

هذا ما يقوله "ميخائيل نعيمه" ولا أظنه مخطئاً، ولكن مع ذلك أفهم بأن علينا محاولة الاختصار كي يتم لنا حيازة قدر كبير من المعارف،والتعامل مع الخطوط الرئيسية في حياة المفكر وآرائه. ومع هذا فليس لنا أبداً أن نجمل معرفتنا بسطر أو سطرين لأديب ونتاجه ونقول بأن هذا هو الأديب وتلك هي حياته، خصوصاً في "ناد للفكر" يريد رواده له أن يكون متميزاً ....

لنبدأ إذاً بحياة "سلامة موسى"، ولكن قبلها علينا الوقوف بعض الشيء مع عصره واساطينه الذين أثروا فيه ...

يتبع
05-26-2002, 12:13 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
التنويريون العرب عامة و"سلامة موسى" خاصة ... - بواسطة العلماني - 05-26-2002, 12:13 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
Question عامة اهل النار من النساء الباحثة عن الحقيقة 23 6,559 11-13-2011, 05:34 PM
آخر رد: yasser_x
  "هي دي مصر ياعبلة " طيف 8 3,084 03-06-2011, 09:37 PM
آخر رد: طيف
  نظرة عامة على المجتمع الإسلامى قطقط 0 1,013 10-22-2010, 05:26 PM
آخر رد: قطقط
  العنصرية عامة وعنصرية اللون خاصة علي هلال 28 7,112 10-21-2010, 11:11 PM
آخر رد: علي هلال
  موسى يدعو تركيا وإيران لعلاقة خاصة مع الجامعة العربية Basic 0 1,059 02-20-2010, 02:55 AM
آخر رد: Basic

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS