مذ حط الرحال بي في هذه الدنيا وأنا أكره الوصاية ، حتى من أبوي ، وما زلتُ كارهاً لها ، إذ أرى أن دور الوصي هو في إنارة بداية الدرب لي ، ومن ثمة تركي أكتشف أنواره أو ظلماته .. المتباكون على حجب طوى ، والفرحون لذلك يجعلوني أضحك من شغاف فؤادي ، الأولون يتهمون الأخرين بأنهم هم السبب وراء ذلك ، والأخرون يفعلون نفس الشيء ، هؤلاء يظنون أن قرار الحجب بسبب وشاية الظلاميين حسب تداعيات مضت ، وأولئك يظنون بأن ما يُطرح في طوى كان عقابه إلهياً ، لكن كلا الطرفان ينسيان أننا في دولة نظامها غير مؤسسي – نظام أسري – وكل فرد في تلك الأسرة يملك من النفوذ ما يتفوق به على أعتى المؤسسات في البلد - إن كان لدينا مؤسسات مُستقلة – فأنا مدير مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية إذا ماأتاني أي أمير ذا نفوذ وقال : أحجب هذا الموقع ، فهل سأسأله أن يأتيني بإذن من المدعي العام على غرار دول المؤسسات ، لا على غرار أنتم ملك لنا ؟! … كمدير أو كأي موظف إن رفضت فسأوقع نفسي تحت دائرة مسؤولية الرفض لأمير أو متنفذ أوعز إليه ، وسأعرض نفسي ووظيفتي للخطر .. وإن قبلت فلن يحاسبني أحد .. سأقول هذا الأمير أمرني ، وما أنا إلا منفذ ، " فأصطفلوا فيما بينكم " ، وسأكون في مأمن ..

هذا هو واقعنا ..!
محكومين حتى تكدس ذلنا وتأكسد ..
لا أدري متى يكون لأي فرد أو جمعية أو مؤسسة الحق في محاسبة أي تصرّف أرعن ..!
قبل ذلك حُجبت منتديات كثيرة … إسلامية من أقصى يمينها إلى وسطها فكيف يكون لها الحق في أن تعرف من فعل ذلك وكيف وماهي الإجراءات المتبعة قانونياً لنقض ذاك التصرف الفردي ..! للأسف في سعوديتنا الغالية لا شيء نزيه .. لا شيء يُحترم فيه إنسانها بكل أطيافه .. أستطيع أن أسميها مملكة المزاج … فكل متنفذ فيها وحسبما يمليه مزاجه قادر على إيذاء أي مواطن أو جماعة ما .. في الوقت الذي هللنا للأمير عبدالله بن عبدالعزيز على خطواته البطيئة والرتيبة في الإصلاح … إبتداءً من زيارته لأحياء الفقراء وإنتهاءً بإستقباله لبعض موقعي وثيقة الإصلاح ..!
قلنا البلد سائرة .. ونحن سائرون معها .. ولكن ما زالت هناك أعمال من العهد القديم للنظام تغرز سكاكينها في جسد المسيرة ..
لو كنّا دولة مؤسسات لكان لأي فرد أن يقاضي ليس وزيراً بل أي أمير ومن هو على رأس الحكم .. فأي إصلاح هذا ؟

هذه المملكة .. مملكة التكتيك لا الإستراتيجية متى تصحو ؟
11 سبتمبر يجبرها على الإصلاح ، والإصلاح لا يحتاج منبهات ..
الإصلاح وسيلة لتقوية النظام فمتى يعوون ذلك ؟

رسائل قصيرة لبعض المنتديات :

الرسالة الأولى : أيها المنتدى ( س ) كن ذكياً حينما تظن بأنك تمارس حرية في ظل دولة أفراد .

الرسالة الثانية : أيها المنتدى ( ص ) لا تهلل لحجب أي منتدى فالدور عليك قصُر الزمن أو طال .

الرسالة الثالثة : أيها المنتدى ( ع ) إعرف أن الحجب حجة الضعيف فأستمر ..

في الأخير ..

لا لحجب أي منتدى أو أي فكر مهما كان .. ليكن لدينا قانوناً يُسن ويقبل به الجميع وينفّذ على الجميع .. على القمة قبل القاع .. على الأمير قبل الفقير .. على الوزير قبل الأجير .. إن كنتم تنشدون إصلاحاً ..

هل تقرؤني أيها الوطن الحزين ؟