السلام للجميع :

تأرج مصير المنطقة ولايزال بين الحرب او اللا حرب ..

انقسمت المجموعة الدولية الى حمائم وصقور ...وكل من الفريقين يود ان يضم تحت جناحه الفرق المترددة و المحايدة ..

على المستوى الدولى يبقى الوضع مرتبطا بمصالح كلا الفريقين وسواء كانت الحرب او لم تكن فان المصلحة التى سيغنمها احد الفريقين بالتاكيد ستكون جديرة بكل هذه الضجة ..


اما على المستوى العربى ..
ويماثل حالناالحاضر نحن العرب ما كنا عليه ابان الحرب العالمية الثانية عندما كنا لاحول لنا ولاقوة( ولازلنا ) وكانت الدول الاستعمارية تقتسم الكعكة بحسب المصالح وموازيين القوى فكانوا يمارسون الحب فوق ارضنا وكانوا يتبولون هناك وحتى تصفيات الحسابات بينهم تمت على الارض العربية تشهد بهذا حدائق رومل وجنائن الالغام وشواهد القبور والاثار الكبيرة من الدمار التى خلفتها قوات الحلفاء والمحور على وجه هذه الامة وعلى اطراف ابنائها ..ورغم اننا كافحنا طويلا لاجل الاستقلال والحرية ولكننا فى نفس الوقت كنت مع كل خطوة نخطوها للقضاء على الاستعمار كان انجازاتنا تجير لصالح الافراد والاسر وكان الايدلوجيات تصب بمجملها فى تمجيد عمل الفرد وتألهيه رويدا رويدا كنا نبنى مجدا زائفا على قواعد ضعيفة وغير حقيقية ..ونكتب تاريخا زيف لاجل نظام او حزب او فرد ..

ويبدوا انا خدعنا زمنا بقصص الاستقلال وكنا نظن حتى وقت قريب اننا فعلا دولا ذات سيادة وذات كرامة وذات سؤدد ولكن الهزائم المتتالية تكذب الخطابات المتتابعة سواء تلك التى تمتلىء بالمصطلحات القومية او الاخرى والتى تعد بالسلام العالمى ...وسواء كنا نفكر فى دولنا ونرفع شعار الارض اولا ثم الاشقاء او ان نكون قد عكسنا الاية فلا فرق
حيث ان الاستعمار لم يترك اثاره البشعة على الارض ولا فى الحدود بل تركها ايضا عبر زرعه هذه الاسر الحاكمة و الافكار والتى اصلت فينا روح الاستعباد والعبودية والرق وصرنا نقاد الى حتوفنا ونحن نغنى ( خلى السلاح صاحى ) (وحانحرر فلسطين ) ومن ورائنا كهنة القومية يوزعون صكوك الوطنية يسارا وصكوك العمالة يمينا ..وتمزقنا بين يسار حالم ويمين متغرب ومشاريع ترسم لنا السراب كيانا وشخصية ..

اقول
وهاهو التاريخ يعيد دورته وما اشبه اليوم بالبارحة سوى ان اليوم هو اسوْء اذ ان معاناتنا من الاستعمار الداخلى والمتمثل فى انظمة الحكم العربية والتى اثبت بالدليل القاطع انها اكبر خدعة تاريخية واننا عشنا اكبر كذبة يعيشها شعب فى العالم ( الاستقلال والسيادة)
هذا الاستعمار الذى اكل اخضرنا ولم يوفر ما يبس منا فطفق مسحا بالاعناق والالسنة والافكار ..هذا الاستعمار العربى العربى هاهو يكشف عن وجهة ويظهر ضعفه وان هرواته واسلحته فعالة فقط عندما تكون موجهة الى صدورنا وان خطاباته تكن عنيفة مغلفة بعبارات التخوين والتهديد عندما تلقى فقط على مسامعنا وان عنترياتهم ان هى الى مجرد ظراط تاريخى عفن الرائحة .
ليتهم كانوا ضغاة واستطاعوا ان يحافظوا على ماء وجوهم وعلى فتحات شروجهم من العدو الخارجى ..

اتسائل قد يكون عذر المجتمع الدولى فى رفضه وقبوله مصالحه ..
وقد يكون فى ذلك الهياج الغربى الشعبى ايضا مبرر كونهم لا يعرفون حقيقة الاوضاع فى دولا لطالما زاروها ولمسوا كرم الضيافة السياحية ومدى تغلغل عقدة الاجنبى فينا ..وقد تحرك بعض الشعوب الفقيرة
مجموعات مهيمنة باسم الاسلام تارة او باسم التيارات والاحزب السياسية فهذا اوان السوق والبورصة للمتاجرة بعواطف الشعوب ..

ولكننا نحن وحدنا من نملك الحقيقة
نحن من نذبح ولا احد سوانا
نحن من تقطع اذانناوالسنتنا وتجذم انوفنا ونحن من نسبح مجبرين بحمد الملك والقائد والزعيم ..ونحن وحدنا من نعبد الذوات ونقيم للتوافه التماثيل ونوزع عليهم شهادات الدكتوراه الفخرية ...ونحن من نخرج فى المظاهرات ونرفع الاعلام ونرضخ للاعلام الرسمى ونحن من تغتصب حرياتنا وتهان كرامتنا .
نحن الذى فى المعتقلات فى الاسطبلات وفى المقابر نعيش حيث يختلط الموت بالحياة فبتنا لانعلم ان كنا احياء او اننا اموات ..
نحن كل هذا بسب ذات متضخمة مريضة لحاكم عربى فبرضاه نرضى وبسخطه نغضب ..وتصير علاقتنا كشعوب عربية رهن بمزاجيته ..ومستقبلنا مرتبط بانفعالاته ...
ونحن ايضا من نصدق ان الدنيا بخير واننا اقوياء وان خير امة اخرجت للناس واننا سنتصر وان المعجزات من ورائنا ومن امامناونحن وحدنا من نكذب التاريخ ولا نصدق بواقع وقد صارت المازوخية ديننا وهوانا واستعذبنا الضرب على القفا والجلد بالسوط وان يركبنا الملوك وترفسنا مواكب الرؤساء ..ونحن ورغم هذا نقول يحيا الملك ويحيا القائد ويعيش سيادة الرئيس ..




اليوم نحن امام وجهان للحقيقة لا ثالث لهما نحن الشعوب العربية ..
حقيقة انا فعلا فى غيبوية
و ان نصدق من جديد الخطابات القومية الرنانة والتى تبرز فى كل ازمة تعصف بالامة منتهزة الفرصة لتطرح افكارها وعقائدها ومشاريعها وهى التى كانت احد اسباب مانحن عليه اليوم بعد ان سوقت لنا البحر طحينة كما يقال ...

او اننا حقيقة يقظيين
و ان نصدق انفسنا والواقع والذى يقول وبالم اننا نحتاج الى ضربة قاصمة ربما تهدم المعبد فوق رؤوسنا ولكن سيبقى منا من يقيم البناء من جديد وهذه المرة وفق قواعد حقيقية واصيلة قوامها الديمقراطية وحرية الانسان ....
نحتاج الى استعمار جديد نعم اذا كان لابد من الاستعمار نحتاج الى ان نستعمر وان نعيد حساباتنا بعيدا عن بيانات الانظمة العربية ..

نحتاج الى زلزال يعيد تقويم هذه الامة نحتاج الى 22 زلزالا يعيد صياغة التاريخ من جديد ..
وان نعيد صياغة تاريخ الكفاح من جديد بمعزل عن الكتبة الكذبة ..
فان كان قدرنا ان نعيش دوما عبيدا ومرتهنين فلنعيش العبودية الحقيقية اذا فانا نستحقها وليستحقنا القوى والقادر .
وان كنا فعلا امة تملك قدرها بيدها فاننا امة ستنهض من جديد بعد ان تزيل عنها ما علق من رماد تلك الانظمة العفنة وتستوعب الدرس ولنثبت بانا فعلا امه تقرأ وتفهم وتدرك لامجرد ماشية فى سلخانة حاكم ارعن ..

علينا ان نكون اشد وضوحا ..اما ان نكون مع الحرب او نكون ضدها ..
اما ان نكون مع مواجهة الحقيقة والقضاء على ما يسمى بحتمية التاريخ وصنع ميلاد جديد واما ان نجلس لنصفق لهذه الاحذية التى تطأنا وتنصب انفسها انصاف الهة وهم لم يبلغوا بعد ليكونوا انصاف رجال ...

فنحن الان وان لم نملك مقاديرنا ولا مصائرنا ولا نستطيع تغيير الواقع ..ولكن نستطيع ان نتوازى مع الاحداث وان نكون على نفس مقامها علوا ...بان نكن اكثر شجاعة وان نستفق من الغيبوبة التى تاكل حاضرنا ومستقبلنا كما اكلت فى السابق ماضينا ...

تحياتى

والى لقاء قريب .....