كثيرا ما نقرأ من المتباكين على دماء الشعب العراقي استشهادهم على وحشية صدام حسين بمجزرة حلبجة .
كان قد حصل نقاش حول هذه النقطة في منتدى آخر ، وكتبت بأن المجزرة وقعت ضد قوى إسلامية كردية ، وهكذا كنت أعتقد بالفعل ، إلا أن أحد الأصدقاء في المعارضة العراقية أرسل لي التالي ، وأجدني مضطرا لنشره تجاوزا للاستئذان منه حتى ننتهي من قميص عثمان هذا الذي يبكي تحته المتباكون ، وسأنشر رسالته بالحرف وأمري الى الله :
" عزيزي .. ماحدث في حلبجة هو ان هجوما ايرانيا استهدفها وقامت القوات الايرانية باحتلالها ثم ظهر بعد ذلك انها تعرضت للقصف باسلحة كيمياوية
في الدعاية السياسية ضد نظام صدام يجمع معارضوه على انه من فعلها
ماهو الدليل على ذلك .. لا احد يمتلك ادنى دليل ولا احد يعرف من استخدم السلاح الكيمياوي في حلبجة
في حينه قالت وزارة الدفاع الاميركية بان ايران من استخدمت السلاح الكيمياوي في حلبجة ورأيها ليس حجة لانه مجروح بعداوتها مع ايران ..
الامر متروك للمستقبل فقد يوفر الادلة على ذلك
اما عن الاسلاميين .. فلم يكن في حينها اي اسلاميين ولاكان لهم دور او صوت
لان الاسلاميين الشيعة كانوا يحاربون مع ايران
والاسلاميين السنة لم يكونوا قد اعادوا تنظيم انفسهم بعد
وشمال العراق كان ساحة لثلاثة اطراف فقد
الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الشيوعي العراقي قبل ان يفقد بريقه وقوته
ولم يكن هناك اي طرف عراقي آخر يتحرك في شمال العراق سوى هذه الاطراف الثلاثة
في حلبجة كان الحزب الديمقراطي الكردستاني هو الذي يتحرك مع القوات الايرانية ويدلها على الطرق والمواقع العراقية ويسهل تسللها الى ماوراء القوات العراقية
وان كان النظام هو الذي قصف حلبجة فهو يستهدف الرد على تعاون الاكراد مع ايران فعلا
وهناك امر مهم جدا وهو ان النظام العراقي حينما استهدف حلبجة اذا كان هو من فعلها .. هل كان على علم بوجود مدنيين فيها ام انه استهدف قوات ايرانية احتلت المدينة .
ومن الثابت ان الطرفين العراقي والايراني قد استخدما السلاح الكيمياوي في الحرب
فمن منهما الذي قصف حلبجة هذا امر يحتاج الى الكثير لاثباته بعيدا عن مواقف التحريض السياسي والدعاية السياسية
بصراحة الكثير من الامور تحتاج الى اعادة نظر
وربما يحدث هذا بعد ان تهدأ النفوس "

وواضح من كلام الصديق المعارض ، أنه حتى الآن لا تعرف حقيقة الموقف ، فقد كنا نسمع حتى قبل سقوط العراق بأن من فعلها هو الجيش الإيراني ، وكان الإعلام العربي – الأمريكي يسوق لهذا الأمر حتى جيرت كل الجرائم وقيدت ضد ( معلوم ) بعد سقوط صدام طفل أمريكا المدلل ، وتبع العرب الأذكياء أمريكا في دعواها وقالوا لها – كالعادة – آمين ، حكومات على إعلام على متثاقفين !!!.

لا شك أن صدام حسين مجرم ، وما ارتكبه في الجنوب الشيعي والأنفال لا تأتي حلبجة نقطة فيه ، أما ما يثير الشفقة حيال مثقفينا هو هذه الببغاوية الساذجة في إستعمال حلبجة " أيقونة " لجرائم صدام ، وقميص يتباكون تحته !!.

غدا ، وقريبا جدا ، سيكشف لنا الإعلام الأمريكي أن مجازر البوسنة والهرسك قام بها النظام السوري ، ومجزرة صبرا وشاتيلا قام بها النظام السعودي ، وسيقول وراءها (( متثاقفينا )) آمين .. وكالعادة في كل مرة !!.

همسة ( بعد إذن الملكة ) :
أمريكا تدعي بأن مجزرة سوق الشعب التي حصلت قبل يومين فقط لا غير ، قام بها الجيش العراقي ..
قولوا آمين .. فالمصدر أمريكي :lol: