لنفترض أننا جرّدنا المسيحيين والمسلمين من المعلومات الدينية الكامنة في عقولهم والتي تخلق المعرفة الدينية وجرّدناهم من الإعتقاد المشحون عاطفيا والذي يثير إنفعالهم عند أي شك ديكارتي في ديانتهما . لنفترض أن المسيحي ولد في مجتمع هندوسي وقام بتربيته معلمين هنودس فهل تظنون مجرد ظن عابر أن هذا الطفل المسيحي سوف يكبر وهو معتقد بيسوع والروح القدس؟ بالطبع لا وكذلك حال المسلم .

حسنا ...

حين يقول المسلم أنه هو وحده الصواب وأنه وحده هو الذي سينال أجر عبادته لله وأنه سوف يدخل الجنة ويقطف حبات العنب والحوريات ولا أدري هل نساء الدنيا الحسناوات حوريات أم أن نساء الجنة يفوقونهن حسنا وأن المسلمات في الدنيا سوف يدخلن الجنة ويرزقهن ربهن غلمان مخلدين ! حين ترى المسلم وقد ظن أنه هو وحده الصواب أو المسيحي الذي يظن أنه صواب دون باقي العالمين فهل هم حقا
صواب ؟

هو بكل جوارحه مؤمن أنه صواب وأن إعتقادة المشحون عاطفيا هو الحقيقة وأن سواه غلط .

هو (المسلم أو المسيحي أو اليهودي ..الخ) يعتقد أن إلهه صواب ولا يمكن أن أتحيّز هنا لكي أقول أن المسيحي هو الصواب أو ان المسلم هو الصواب لأن التحيّز بحد ذاته خطأ ولا يقود للحقيقة مطلقا بل هو مجرّد إطار عقلي ينبذ الاخر ولا يعوّل عليه وهو وفي الوقت نفسه مثل المسيحي في صوابه أو المسلم في صوابه .

إذاً لماذا المسلم مسلم والمسيحي مسيحي ؟

قليل هم الذين يؤمنون باحدى الديانات بقناعة مجرّدة أما باقي المتدينين فهم مؤمنين بما ورثوه ولا أدري هل يعرف القدماء أناس في أصقاع الارض يختلفون عنهم . بمعنى هل يعرف هؤلاء الموروثين أن حقائقهم كلها خاطئة حتى لو كان إيمانهم مطلقا بحقائق دينية لا يمكن إثباتها وماهي الا زعم أمتلاك الحقيقة المطلقة !