ليالي الصالحية !! الانطباع العام ما رأيكم؟؟
كعضو مسجل جديد و متابع قديم , احب أن اشكر هذا المنتدى الموقر و سيرفره المحترم على كلمة السر التي أرسلها بسرعة إلي بريدي الإلكتروني المصون تفوق ما كان يتخيلها اينشتاين نفسه رحمه الله ...
في البداية و كمقدمة بسيطة فقد أصبح شهر رمضان موسما تلفزيونيا لا يقل أبدا عن مكانته الدينية فمن المسلسلات التلفزيونية إلي برامج داعية الإسلام المعصرن الأستاذ العالم العلامة الفهيم الفهامة زينة المجالس و حديث الساعة عمرو خالد , أصبحت القنوات الفضائية تبث خمسا و عشرين ساعة في اليوم الواحد لإرضاء كافة أذواق المشاهدين من أل LBC إلى اقرأ ...
طبعا الإنتاج الفني يتضخم في رمضان بحيث تنتج سوريا مثلا ما يزيد عن 12 مسلسل طول كل واحد منها 30 حلقة ...منها ليالي الصالحية
المهم : موضوع هذه النقاش هو انطباعي عن مسلسل (ليالي الصالحية) للمخرج بسام الملا والذي سبق وان اخرج مسلسلين على نفس النمط وهما (أيام شامية) و (الخوالي) .
المسلسل يتحدث في ثلاثين حلقة عن (المعلم عمر) –لا يجوز لك حذف كلمة المعلم- و يقوم بتمثيله عباس النوري و الموضوع عن أمانة وضعت عنده مكرها عليها , وابن عمه المخرز (بسام الكوسا و هو من انجح إن لم يكن الأنجح ممن ظهر على شاشة التلفاز) الذي يظل من أول المسلسل إلى ما قبل نهايته العتيدة ب عشر دقائق يظن أن الأمانة من حقه وان الأول (المعلم عمر) نصاب قد آكل عليه حقه المهضوم...
طبعا المسلسل بشكل عام جيد ولكن أسوأ من قبليه , فالحارة شبه معزولة عما يحدث في العالم الخارجي-لمجرد العلم أهل الصالحية القدامى لا هذا لباسهم ولا هذه لهجتهم ولا هذه بيوتهم ولا حتى هذه شحطة قبقابهم ..الأفضل كان أن يسمى ليالي الشاغور أو العمارة أو القيمرية- و المخرج أو الكاتب يدخل أفعالا لا تقدم ولا تؤخر في المسلسل..فمقتل حاتم ابن أبى حاتم بطريقة دراماتيكية (صياح خطوبته وهو وحيد لأبويه) و هو الذي لم يكن له أي دور يؤسف عليه في المسلسل كان فجا بطريقة مثيرة للغثيان والدموع , حتى اصبح للمنديل دور هام في تمسيح الدموع والمخاط السائل من أنوف المشاهدين الحزنانين رغما عنهم , بالمقابل هناك الكثير من الأحداث التي تحتاج إلى تفسير, فيفغر فيها المشاهد فاه دون أن يفهم ماذا حصل , ولا كيف حصل ..
دعونا نعطي نظرة على الشخصيات ...
المعلم عمر :
شخصية لو سمع عنها أفلاطون لقام من قبره , و تابع المسلسل ثم أعاد صياغة أفراد جمهوريته على أساس أن تكون نسخا مطابقة للمعلم عمر , فالشخصية في المسلسل تتحدث عن رجل عصامي بنى نفسه بنفسه... تاجر خراف, رجل تفوق محبته للبشر محبة المسيح لخرافه, ولكن حين يتطلب الأمر الحزم و الجد تجده أمضى عزما من الحجاج ابن يوسف, و حين يتطلب الأمر إلى المنطق تجده اكثر تمنطقا من ارسطو, زاد المخرج من جرعات الكرم حتى بلغت فوق مستوى حاتم الطائي , وبالغ في الشجاعة حتى جاوز عنترة , أمين , صبور ...الخ, رجل متكامل بمعنى الكلمة , يفتل شاربيه كل صباح قبل أن يخرج طالبا دعاء أمه (قبل أن تموت) , مودعا زوجته سعدية... رجل مثالي بكل معنى الكلمة.
سعدية(كاريس بشار):
زوجة (المعلم عمر) , جميلة.. انمحن عليها اغلب الشباب العرب الذين اعرفهم من أردنيين و فلسطينيين و خليجيين فأضحى أحدهم يقول (( وعرظ أختي ما اخظ إلا شامية)), تحب زوجها و تغار عليه كثيرا , ابرز سماتها هي سلاطة اللسان و بشكل كبير جدا ؛ حيث لو وقف ( الامنم ) بكل هيبته و جلالته أمامها لتراجع مخذولا مدحورا, و مع كل هذا قلبها (كالنفجة) من البياض .
المخرز(بسام كوسا):
انصح طلاب علم النفس بمتابعة هذه الشخصية , حيث تتجلى عقدة البارانويا في وضوح ما بعده وضوح, مشكلجي الحارة و أحد قبضاياتها , أراد المخرج لضميره النائم أن يستيقظ فقط قبل عشر دقائق من نهاية المسلسل بعد كسل طويل دام نيفا وعشرين حلقة, شخصية أحببتها في الواقع , فهي متقنة من قبل العبقري (بسام الكوسا) , ينقلب على الحارة... فتنقلب عليه ... و مع ذلك تدعوه مرة أخرى إلى أحضانها .
أبو حاتم ( رفيق السبيعي) :مختار الحارة , وصاحب الكلمة الأولى والأخيرة , و هو يمثل شخصية المعلم عمر بعد أربعين سنة أو اكثر... بكل شيء!!! ولكن على حجم اكبر, كرمه-أخلاقه-شجاعته وحتى شاربه ... بحيث انك ترى أول ما ترى شاربا يتدلى منه رجل , يموت ابنه في ليلة خطبته , فلا تنزل له دمعة, ولا تشر له مخطة ....رجل بكل معنى الكلمة.
خالد (قيس الشيخ نجيب):الأخ الأصغر للمعلم عمر , ترى فيه المعلم عمر عندما كان صغيرا , أو آبو حاتم عندما كان طفلا , نسي الممثل (و المخرج) أن يحلق شعره في أول المسلسل فتابع به إلى آخره دون حلاقة حفاظا على الوقت , مع العلم أن الشعر الطويل كان يعتبر عيبا بمثابة حلق الشارب في ذاك الزمان , يتزوج من (باهية) و تفرخ له بعد الليلة الأولى.
العمة أم صادق (سامية الجزائري) :
لا ادري إن انتشلت بالصدفة , أم قصد المخرج انتشالها من وحل النجوم؟؟؟ يظهر على وجهها نور اليمان , شامية عتيقة ....
أم حاتم (نبيلة النابلسي) :تنتف القلب, وتدمى المآقي, و تمخط الأنف ..حين تعلم بوفاة ابنها المحشورة غصبا في المسلسل , فاشلة بشكل عام...
أم المخرز (منى واصف) :
شخصية قيادية, تمثل الحقد الأسود , ومع ذلك ترى فيها نوعا من الأمومة ولكن تبقى أخت رجال .
رمضان :لا أعرف اسم هذا الممثل, يعمل كمستخدم عند المختار, و قد يعترض البعض على أن له دورا مهما أصلا...الحقيقة أنني في إحدى المرات , و أنا في الحمام أحاول جاهدا نفض غبار الأكل عن أمعائي , و بعد تمتع بصوتي الندي , أحببت أن أقلد طريقة كلامه و حركته, خاصة انه يهز رقبته بعد كل كلمتين .... المصيبة أن هذه الحركة علقت معي ليومين متتالين وأنا افعلها غصبا عني .
مجلس الأعضاوات :
لا يختلف حقيقة عن مجلس الشعب في سوريا , كل القرارات تتم بالإجماع.
أسوأ ما في الموضوع هو أن المتابع ازدواجية الشخصية في أعمال المخرج بسام الملا في الخوالي أولا و في ليالي الصالحية ثانيا يضيع بين الصورة الأولى الشمطاء المقززة للكركون (قسم الشرطة) و اليوزباشي (رئيس قسم الشرطة) بشكل خاص و العسكر العثماني بشكل عام الذي يحاول فرض الوصاية المطلقة على عقول أهل الحارة و جيوبهم , و يقمع الرفض من أهالي الحارة حتى لو كان بسيطا و بشكل مبالغ فيه , على عكس ما نراه في ليالي الصالحية من تعاون مطلق بين المختار و صاحب العسس و هذه لعمري تستحق إشارة استفهام ؟؟؟؟؟
المتابع للعلاقات السياسية بين تركيا و سوريا يجد أنها قد كانت على المحك فعلا عندما صدر الخوالي , فقد أعلنت تركيا الاستنفار , و كادت تقوم بمهاجمة سوريا , بينما نجد العلاقات الآن كما المسلسل تماما .. العلاقة دافئة أخوية تعاونية .(؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟)
الكادر الموسيقي :
في الحقيقة احترت بين من يغني الشارة , اهو شاب أم فتاة , فوجدت أن افضل حل هو أن يكون مخنث , ثم صدمني بكونه رجل ولا يستبعد أن يكون له شارب أيضا, ولكن الحقيقة صوته جميل .
فاجأنا الممثلون و الممثلات , الفاضلون والفاضلات أيضا بهواياتهم الغنائية حيث أصروا على تبخيش طبلات آذاننا المسكينة كي يترنم أحدهم بموال , منها أغاني أبى الفضل حيث ينطلق صوته ليشنف آذان السامعين بغناء من ألحانه و كلماته ...و أيضا رفيق السبيعي حيث انطلق صوته بتشحيطة لم ولن يحلم بها رفيق السبيعي الشاب مغني(يا ولد لفك شاي)..أيضا كاريس أسمعتنا صوتها المشروخ في الغناء و هي تظن نفسها أم كلثوم حين تقول (آه) غير ظانة أو معتقدة أو حتى مفكرة أن هذه الاه تجعلها اقرب إلى هيفاء وهبة و هي تمرغ صدرها في كوم من القش.... و تقول (آه).
أيضا هناك اللهجة , وللدقة اغلب الممثلين يتقنونها إلى حد كبير ولكن تسمع تنشيزا من هنا أو من هناك خاصة الشباب أما اكثر من أتقنها فهي سامية الجزائري بشكل يفوق الخيال, يليها رفيق السبيعي و بسام الكوسا و عباس النوري...
أتفه المشاهد :
للأسف اتفه المشاهد هو آخرها ..حيث يتضح أن المرحوم خالد ليس مرحوما , و ترجع الأمانة إلى المعلم عمر , و يتصالح الكل مع بعضهم ....
أنا لا اعترض على النهاية , ولكن اعترض أن تحشر كلها كالكبة حشرا في عشر دقائق و هذا غير منطقي ولا مقبول.
أحد اكثر المشاهد تأثيرا في ذلك الواقع هو قول أحد الفتيات لصديقتها ( في حرب كبيرة صايرة مدري وين!!) وهذه الحرب هي الحرب العالمية الأولى , وللتذكير ففي ذاك الزمان كان الردايو, إرهاصات التلفاز والمعلم كروكس, السينما , الطائرات .....الخ و هذه اكثر ما المني في المسلسل .
اجمل المشاهد :
اجمل المشاهد عندما يتقاتل المخرز و ابن عمه ويقول له: ( اسحاب ولك حريمه –تصغير حرمه أي امرأة-) ... طبعا ليس جمال المشهد هو الإخراج الفظيع لمبارزة الخناجر كما حدث في ماتركس , الجميل هو عبارة (حريمه) و كيفية لفظها , كما سكب قلبي على الأرض عندما سكبت حلة الفول , وأنا أتذكر بوز الجدي(ليس الآن و إنما القديم ) أو أبو عاطف صاحب أطيب فول في الشام...
تأثير المسلسل:
المسلسل بشكل عام ليس سيئا جدا , ربما يأخذ 5 من عشرة, في الحقيقة وللأمانة ما ركبت مع شوفير تكسي لا في سوريا ولا في الأردن ولا حتى في لبنان إلا أبدا إعجابه بالمسلسل , و بأبطال المسلسل, بشهامتهم و رجولتهم ..الخ , وما وجدت شابا أردنيا-فلسطينيا-خليجيا إلا اقسم اغلظ الأيامين انه لن يتزوج إلا شامية ,أما الشباب السوريون فلهم طريقة أخرى في وصف المسلسل المقتصر على سعدية بدءا من ( حليانه هالضرسانه- تقبشني –تقبر عظامي-إلى مستوى:عاملة نفخ لصدرها-شاضومة- حلقها عريض-إلى... شل**-شر****-....) أما الصبايا خارج الشام فانهم يحاولون قدر الإمكان تقليد سعدية ولهجتها الشامية أو بالأصح مغالاتها المزعجة في تلك اللهجة وما علي سوى الاستماع والضحك , واللواتي داخل دمشق كن اكثر ثقة و بلاهة أو اكثر حزما واستخفافا.
أما بالنسبة للأطفال ففي الأردن , وأنا أتمشى في الشارع وجدت طفلين لم يفقسا بعد يقول أحدهما للآخر( وحق اللي رفع السماء و بسط الأرض) و هذا يمين اكثر من استخدامه المعلم عمر حتى إننا نستطيع القول و بكل فخر انهم قد سجلوا له حقوقا في التأليف..
أيضا في دمشق.. خرجت إحدى المرات من بيتي , و سمعت ولدين (أيضا لم يفقسا) يقول أحدهما للآخر (سحاب ولك حريمه) فقلت لنفسي أن الله اكبر-حمي الوطيس فلنشاهد , وإذا بالآخر يسحب مصاصة و يدخلها في حلقه مغيظا الآخر ...
كلت يداي عن الكتابة و أدعوكم إلى المشاركة بآرائكم ..
ما رأيكم دام فضلكم؟؟؟؟
|